| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة
تحية عطرة أزفها الى رئيس تحرير هذه الجريدة ومحرريها وبعد:
ما أجمل ان يكون الطالب صريحاً مع استاذه، وما أجمل ان يتقبل المدرس من طلابه ما يرونه في معلمهم لأنه مربي الأجيال وساقي الغرس، وانني من خلال هذه الصفحة لمهدٍ الى معلمي واستاذي بعض ما حملته كنانتي بعد تخرجي من ذلك الصرح الشامخ، مبدياً رأيي في أمور كانت تجول بخاطري، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية, استاذي انت أبي وانت الباني وانت الراعي والمربي، فمسؤولية التعليم عليك عظيمة، ان قصرت اسأت الى نفسك وان احسنت فلن تنسى الأمة ولا التاريخ ولا الجيل عملك.
وإذا المعلم ساء لحظ بصيرة جاءت على يده البصائر حولا |
أحر بك ايها المعلم ان تحمل معك ميزان العدل وانت متوجه الى فصلك، فبينك وبين ذلك المعلم الذي ترك ميزان العدل خلفه ظهريا بون شاسع, فأنت في مكانة محفوفة بالوقار وانتفاع الطلاب بك يزداد، اما ذاك فهو في منزلة صاغرة ونفوس الطلاب عنه وعن مادته منصرفة.
استاذي الكريم: لِمَ الميول الى بعض الطلاب ولِمَ المزح معهم ولِمَ التغاضي عنهم؟ ولِمَ العفو الدائم عن ذلاتهم وأخطائهم؟ مع انهم يجمعون بين الحشف وسوء الكيل, اراك كثيراً نعامة على هؤلاء, وأسداً على غيرهم, لا يا أستاذي.
فإذا كان في الأنابيب حيف وقع الطيش في صدور الصّعاد |
أيها المعلم: مضى من الدرس خمس دقائق وانت لم تحضر الى الفصل وهذه عادتك فهل انت مسؤول عن تلك الدقائق الضائعة؟ الجواب اتركه لك, استاذي : وهل من الأساليب التربوية تكليفي بكتابة موضوع المناخ والتضاريس خمسين مرة بدفتر ابو مئتي ورقة بسبب انني سألتك عن سبب تأخرك في المجيء الى الفصل ولأنني اخطأت في إجابة سؤال سألتني إياه لم تتطرق اليه في شرحك او لأن قلمي سقط على الأرض فتناولته؟!
تحاول بكل ما تستطيع تحبيب مادتك لي وانت تكلفني بما لم تستطعه الأوائل كيف أقبل مادتك؟ وانت تدخل الفصل بوجه عابس وجبين مقطب، تكثر عتابي وتسخر بي وتهزأ مني, لقد كرهت مدرستي بسببك, ما رأيتك يوماً تعالج خطئي، وترفع همتي وترشدني الى الصواب، بل العكس وللأسف.
استاذي: ما في ضميري من الخواطر ما يملأ الصفحات ولكن اعتذر منك وإليك ان كنت أغلظت القول ونثرت الكنانة ولعل لي معك لقاء يجمعني بك حتى احدثك بما هو أهم وأجدر بالعلاج والله في عونك.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحمد العصيمي الزلفي
|
|
|
|
|