| المجتمـع
* استطلاع: حسين الفيفي
تعتبر منطقة جازان من أكبر المناطق الساحلية التي تشتهر بصيد الأسماك والربيان وذلك لوفرة أعداد كثيرة من أنواع الأسماك وطول ساحلها البحري حيث يمتد بطول 280 كيلومتراً تقريباً من الوسم جنوباً إلى القحمة شمالاً إضافة لوجود الجزر ومن أكبرها وأشهرها جزيرة فرسان الغنية بأجود أنواع الأسماك فمن الطبيعي أن يعشق اهالي جازان هذا البحر الجميل ويمتهنوا صيد الاسماك والربيان كمهنة رئيسية.
ولكن ذلك يتطلب توفر قارب جيد حتى يتمكن من ممارسة هذه المهنة وقد التقت الجزيرة مع صاحب مصنع القوارب بجازان ابراهيم أحمد بلغيث للحديث عن أنواعها والمعدات المستخدمة لصنعها وذلك من خلال الأسطر التالية:
أنواع القوارب
فعن أنواع القوارب يقول بلغيث: لها ثلاثة أنواع البدائية وهي التي تحرك بالمجداف، والشراعية وكلها تستخدم لصيد الأسماك والربيان، كذلك قوارب النقل وسمية النقل لأنه كان ينقل عليها الحبوب مثل الدخن والذرة وغيرهما من المواد الغذائية ونقله من منطقة إلى أخرى عبر البحار وجميع هذه الأنواع نصنعها بمصنعنا هنا بجازان لوجود فنيين مهرة بهذه المهنة.
الأخشاب المستخدمة
أما ما يستخدم في صناعة هذه القوارب فيقول عبده ابراهيم مدير المصنع: نستخدم العديد من الأخشاب الجيدة والصلبة ومنها أخشاب السدرة والأثل والنيم هذا من داخل المركب وتسمى العظمة أما من الخارج فتكون الواح خشبية من نوع سويدي والجاوي حسب طلب الزبون، وهذا المصنع هو المصنع الوحيد بمنطقة جازان، أما العمر الزمني للقارب فيتراوح مابين عشرين عاماً إلى ثلاثين عاماً ولكن عادة يدخل القارب إلى الورشة بعد السنة الواحدة أو بعد سنتين من إنزاله البحر وذلك للتشييك عليه وإصلاح مايجب إصلاحه وننصح أصحاب القوارب باستمرار بتفقد قواربهم بصفة مستمرة، ليس إلا لسلامتهم.
الإقبال على شراء القوارب
ويواصل عبده ابراهيم حديثه قائلاً: أما من ناحية الإقبال على شراء القوارب الحمد لله شبه جيد إلا أن طول عمر القارب يسبب انخفاضا في الشراء ولكن إعادة القارب لصيانته بعد مضي سنة يساعدنا على الاستمرار لمزاولة هذه المهنة ولا بأس لو كان هناك دعم لكن عدم وجود ذلك يتسبب في تحملنا في بعض الأحيان لديون وما إذا كانت الصيانة على حساب صاحب القارب أو كان ذلك ضمانا من المصنع قال الصيانة دائما على حساب صاحب القارب.
كما التقينا صالح أحمد حسين: أحد الفنيين بالمصنع وقال: تعتبر هذه المهنة تراثية لكونها من أقدم الحرف ونحن أخذناها وورثناها عن آبائنا وأجدادنا ولم يسبق لنا أن دخلنا معاهد فنية خاصة الجيل القديم والحمد لله نجيد هذه المهنة بصفة فوق الممتازة وربما أن البعض في المناطق الأخرى وخصوصاً حديثي السن أخذوا دورات على هذه المهنة.
أسعارها
وقال ابراهيم أحمد بلغيث: ان اسعار القوارب تتراوح مابين ثلاثمائة الف ريال إلى أربعمائة وخمسين ألف ريال على حسب طلب السائق وعلى حسب نوعية المعدات التي يتم تجهيز القارب بها كل ما كانت نوعية ممتازة كل ما كانت قمية القارب اكثر وجميع القوارب سواء كانت قوارب نقل أو غيرها مجهزة بالآليات الحديثة من مكائن وتجهيزات كالشراع والمجداف.
خلال ستة أشهر
كما وتستغرق صناعة القارب الواحد سنة إلى 6 أشهر وبعضها أقل من ذلك على حسب نوعية القارب.
المشاكل التي تعانيها
وأضاف ابراهيم بلغيث قائلاً: الحمد لله رب العالمين الذي سخرنا لهذا فهذه المهنة ليست بالمهنة الهينة فهي صعبة جداً ومكلفة ونواجه بسببها مشاكل مادية فقط ففي بعض الأحيان وكما قال أحد زملائي أصحاب هذه المهنة والذين يعملون معي بهذا المصنع تتراكم علينا ديون جراء غلاء إيجار الأرض التي عليها المصنع وكذلك الكهرباء وغيرها من المستلزمات الخاصة والضرورية للمصنع حيث ان أجار الأرض التي عليها المصنع كان ألفين وأربعمائة في ستة أشهر وارتفع من ذلك إلى ان وصل 30400 ريال سنويا وهذا يعتبر إيجاراً خيالياً ولو توفرت لنا الأرض لكان مجهودنا أفضل.
ونرغب ان تجد هذه الحرفة التشجيع لكونها من المهن التراثية كمنحنا أرضا لإقامة هذا المصنع لنتمكن من تطويره وتحديثه إلى ماهو أفضل مما هو عليه حالياً ويقوم برسالته على الوجه المطلوب تجاه هذا الوطن العزيز.
الجنادرية
وقال الشيخ ابراهيم ان مصنعنا يشارك سنوياً في الجنادرية ضمن بعثة جازان للتراث وقد حاز ولله الحمد على العديد من شهادات التقدير من بعض الادارات والمؤسسات الحكومية والأهلية وهذا المصنع يساهم في تقديم مافي وسعه تجاه منطقة جازان.
|
|
|
|
|