رئيس التحرير : خالد بن حمد المالك

أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 2nd November,2000العدد:10262الطبعةالاولـيالخميس 6 ,شعبان 1421

مقـالات

ماذا تراه أن يكون؟
د, فهد حمد المغلوث
كثير من تصرفاتنا الشخصية التي نقوم بها بيننا وبين أنفسنا تعكس ومن دون أن تشعر طبيعة شخصيتنا التي لا نعرفها إلا نحن فقط، ولا أقصد بذلك التصرفات السلبية، فهذا له جانب آخر، ولكن أقصد بها تلك التصرفات الشخصية الحلوة التي تقوم بها بدافع الشوق واللهفة على شيء ما أو تجاه شخص ما.
تلك التصرفات التي تظهر لنا وبوضوح كم نحن بحاجة لتعلم الصبر قليلاً على الأقل ليهدأ بالنا ولتهدأ خفقات قلوبنا التي لا تفتأ تدق بشكل متسارع غير معهود لأنها في حالة اشتياق غريبة تعيشها لأول مرة في حياتها!
تلك التصرفات التي تجعلنا نغضب وتتوتر أعصابنا لأننا لم نعد قادرين على الانتظار الممل الذي يكاد يفتك بنا ونعض على حبنا وعلى كل تلك الأحلام الحلوة والأماني التي ما زلنا ننتظر تحقيقها في أقرب مما نتصور ربما بعد ايام أو ساعات أو حتى دقائق فمن يدري!
وحقيقة الأمر، انك أحياناً تعجز أن تصف مقدار سعادتك وتتردد في أي خانة تضعها فيها لا لشيء سوى لأنك تجهل التصنيف المناسب وكيفيته وتخشى من أن من تبخس تلك السعادة حقها في أن تضعها في خانة أقل منها أو لا تعبر عنها، أو لا تعكس حقيقة صدقها وروعتها وجمالها.
تريد أن تقول لمن تسبب في هذا الشوق المتقد بداخلك، تريد أن تقول له: أنت يا من جعلني أنظر للحياة بمنظار مشرق وللغد بتفاؤل وأمل.
لا يهم من تكون أنت، لا يهم أين تكون، كل ما يهم هو ما أكنه لك من حب وما أحتفظ به لك من مكانة في قلبي، مكانة كبيرة وغالية ما زالت تتسع يوماً بعد يوم بل لحظة بعد لحظة ولا أعرف كيف احتويها لأنها خرجت عن سيطرتي.
الغريب انك تعتقد احياناً ان هذا الشوق قد خبأ أو قل نوعاً ما حينما يغيب عنك هذا الانسان الرائع الذي ملأ عليك عقلك وقلبك بل كل حياتك، ذلك الإنسان الذي تتمنى ان يكون خلوداً دائماً في حياتك لا يشاركك فيه أحد، ولكنك تكتشف ان هذا الشوق قد ازداد أكثر وأكثر لمجرد أن تسمع أي شيء منه بعد طول غياب حتى لو لم تره، تشعر انه حتى مجرد كلمة شوق لا تكفي لتعبر عن مقدار سعادتك الحقيقية.
وفي مثل تلك اللحظات الرائعة التي ادخلت السعادة لقلبك تود أن تقول له ألف ألف شكر لأنك لم تنسني أو على الأقل ما زلت تحمل ذكرى حلوة وجميلة لي لمجرد أن تسمع منه كلمة مثل افتقدتك أو كيف حالك؟ أو أو,, بل حتى لو قال لك حظاً سعيداً فانك سوف تفهم المقصود منها ولكن هذا كله لا يقلل من وهج الشوق إليه واللهفة لرؤيته، بل على العكس تزداد مكانته بداخلك ويزيد احترامك وتقديرك له.
فيا لهذا الشوق الذي يجعلنا ضعفاء غير قادرين على التحكم في تصرفاتنا، غير قادرين على اخفاء مشاعرنا ولحساسيتنا من فرحة وسعادة ومن قلق وخوف ومن توتر وترقب.
يا لهذا الشوق الذي يجعلنا ننسى كل شيء ولا نفكر سوى اننا مع أسعد لحظات حياتنا ومع أجمل تجربة في حياتنا ومع اعذب مشاعر نعيشها وأرق احاسيس تشعر بها.
يا لهذا الشوق الذي يجعلنا نكره أي شيء اسمه انتظار ونحارب وجوده في حياتنا لأنه يجعلنا نعيش حالات من القلق والتوتر نحن في غنى عنها.
ويا لهذا الشوق الذي يعرفنا حقيقة بجمال من نحب، وروعة من نعز,,! جمال ذلك الخلود الذي نبحث عنه وذلك الأمل الذي نتوق إليه.
ذلك الشوق الذي هو عبير نقي نستنشقه فلا نشم منه سوى رائحة الورود الزكية ونصغي إليه فلا نسمع منه سوى الأخبار الحلوة السارة ونسعد بالنظر إليه فلا نرى منه سوى المناظر الجميلة التي تسعد النفس ونحن إليه فلا نتذكر سوى اللحظات الرائعة التي لا تنسى والمواقف الغالية التي لا تتكرر بسهولة وبنفس الجمال والمتعة مع أي انسان!
* همسة:
أيعقل,.
أن اشتاق إليك,.
وأنا معك؟
بجانبك؟
بين يديك؟
وأنا أحدثك؟
فكيف لو كنت بعيداً عني,.
كيف هو حالي إذن؟
أي نوع من الشوق,.
سيكون لك؟
***
لابد إنك انسان آخر؟
انسان مختلف؟
فريد من نوعك؟
لتحدث في كل هذا,.
وأنا من أنا!
***
والا لِمَ,.
كل هذا الشوق إليك
لِمَ كل هذه اللهفة عليك؟
لِمَ كل هذه المشاعر,.
وكل هذه الاحاسيس.
لك أنت وحدك
دون غيرك,.
لِمَ؟ ولِمَ؟
***
ولكن,.
ماذا تراه ان يكون,.
سوى حبي الصادق لك,.
هو ما يدفعني,.
للسؤال عنك,.
للاطمئنان عليك,.
***
وماذا تراه أن يكون,.
سوى الغيرة
هي ما تجعلني,.
أريدك لي,.
وحدي,.
دون غيري!
***
ولا أنكر إليها الشوق,.
أيها الحب,.
إنني أغضب منك أحياناً,.
أتضايق منك أحياناً,.
***
ولكن صدقني,.
حتى حينما أحاول
أن أعاتبك,.
على جفائك معي,.
حتى حينما أحاول
أن أخاصمك,.
على اهمالك لي,.
أنسى كل شيء,.
لمجرد أن اسمعك!
لمجرد أن أراك!
لمجرد أن أحس,.
أنك معي وبجانبي!
***
نعم,, انسى كل شيء
ولا أذكر.
سوى شيء واحد,.
هو انك معي,.
وهذا يكفي,.
لأن أشعر بالسعادة!
حتى لو كانت لحظات قصيرة!
ولكنها بالنسبة لي,.
العمر كله!
***
فهل عرفت الآن
ماذا يعني الشوق؟
إنه انت
أنت يا من جعلت له
طعما آخر,.
انت يا من جعلته مرتبطا بك,.
دون غيرك,.
لِمَ لا,.
وأنت الشوق كله؟

أعلـىالصفحةرجوع

















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][البحث][الجزيرة][موقعنا]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved