|
| مقـالات
قبس:
(هناك فن للمعرفة وفن للتعليم) حكمة لاتينية
أعترف بأن مشروع عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي (برنامج وطني) استهواني بشكل خاص لمعرفة معلومات عنه كأول مشروع تعليمي ينفض عن أسلوب التعليم لدينا غبار التقليدية مما أقرأ وأسمع من وسائل الإعلام المتعددة وكنت أتساءل عن هذا المشروع ليقيني بأنه سيحدث ثورة حقيقية في الاستثمار البشري، فقد سئمنا ننادي بأن المناهج عقيمة وفيها حشو معلوماتي واسترسال، وان هذا زمن المعلومة السريعة وبدأ المسؤولون في وزارة المعارف في تعديل وتطوير المناهج ولكن ظل هذا ليس كافيا مع ما يشهده العالم من تقنية معلوماتية، وما تشهده بلادنا من تطور تقني حتى كان ميلاد برنامج وطني الذي يؤسس لمنهج تعليمي مميز باستخدام تقنية العصر ويوسع قاعدة استخدام الحاسب الآلي لتشمل مراحل التعليم كافة.
إن السنوات القادمة ستشهد تغيرات متلاحقة في كافة مجالات الحياة وإذا علمنا انه خلال العشر السنوات القادمة سيتخرج من المرحلة الثانوية ثلاثة ملايين طالب وطالبة وقد يجد منهم مليون ونصف المليون مقاعد جامعية وفرص عمل، بينما سيبقى مليون ونصف دون عمل أوقبول في أي مؤسسة تعليمية أو قطاع عسكري فإن علينا ان نتساءل عن مستقبلهم وكيف يمكن جعلهم عناصر منتجة وليس فقط مستهلكة؟
في هذا العصر تكمن مفاتيح الاستثمار في تقنية المعلومة، تخيلوا الانتقال العظيم في تشكيل الطالب لدينا، فمن طالب لا يدرس الحاسب واللغة الإنجليزية في المدارس الحكومية في المرحلة الابتدائية إلى طالب يدرس عبر الحاسب ويعرف معنى الكتاب الإليكتروني، ويزور موقع معلمه على الإنترنت ويحصل على المعلومات من خلال تصفح المواقع التعليمية المشتملة على المناهج الدراسية والكتب الإليكترونية، ويودع المناهج الطويلة والمعلم الذي يرفع صوته طالبا تكرار الجمل لحفظها دون تفكير.
كما أن ربط المدارس بشبكة الإنترنت سيوفر للأمهات متابعة الطلاب والتعرف على أدائهم عبر زيارة موقع المدرسة وكذلك الحصول على إجابة لكل الاستفسارات من خلال شبكة المشروع.
برنامج وطني سيوفر تقنية التعليم لحوالي (50%) من طلاب المملكة وهي نسبة عالية مقارنة بالتجربة الأمريكية التي بدأت في 1996م لتطوير التعليم هناك وكانت نسبة المدارس المربوطة بشبكة الإنترنت تقدر بحوالي 35% من إجمالي المدارس الأمريكية، إلا أنها في عام 1999م وصلت إلى 95%, الحقيقة إني وكل أم مدركة أهمية الانفتاح الواعي على عصر المعلومة جد متفائلة بهذا المشروع الذي سيبني أجيالا مهيأة للعصر الجديد, تحية لمن فكر وخطط ومن شجع ودعم ومن ساهم في إنماء (وطني).
nbashatah@ hotmail. com
|
|
|
|
|
