| مقـالات
عندما أقرأ بعض العناوين والأخبار في جرائدنا المحلية تعتريني حالة من الضحك!! ليس هذا هو الغريب ! لكن الغريب أن الموضوع الذي أقرؤه يفترض فيه ألا يدعو حتى إلى مجرد الابتسام!
الموضوع هو أخبار الوادي المتصدع!! ورغم حبي للأودية والمشهورة بها المنطقة الجنوبية إلا أني لم أعد أرغب حتى في ذكر اسم الوادي على لساني، وكرهت كل ما هو أخضر تقريباً! إلا المنتخب .
المبكي المضحك هنا هو أخبارنا المحلية,, ففي إحدى الجرائد المحلية كتب ما معناه أن الشخص المصاب بالحمى في المنطقة الشرقية قد اعترف وأقر أنه قادم من جازان وما أضحكني هو هل كان بالإمكان أن ينكر ذلك المسكين أنه قادم من هناك! وهل تم إجراء تحقيق معه ومن ثم اعترف وأقر؟
أيضاً في جريدة أخرى كتب عنوان بالبنط العريض ما معناه خبير أمريكي أو كندي لا يهم يشيد بالجهود المبذولة ويذكر أن المرض شبه انتهى وأنه في طريقه إلى الزوال قريباً!! وفي الصفحة المقابلة للخبر, وفي خبر ملاصق لهذا الخبر كتب ظهور (10) حالات جديدة خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية!!! أي ما نسبته (2%) من عدد الحالات في ذلك الوقت! كي ي ي ف؟
في خبر آخر يصرح مسؤول أن المرض سوف يُقضى عليه قبل شعبان!! ومرة أخرى يصرح نفس المسؤول أن القضاء على المرض يستغرق سنوات!! يعني نصدقه أول مرة وإلا ثاني مرة؟ وإلا نرجع للإنترنت ونعرف تاريخ حمى وادي النيل؟؟
في خبر آخر يطالب المسؤول الناس والمواطنين بعدم التعرض للبعوض ، يمكن عنده حصانة دبلوماسية,, (ياريتني ناموسة!!!).
ولذلك وحتى تكون مصداقيتنا الإخبارية عالية بعض الشيء!! فإني اقترح أن تكون اخبارنا كالتالي: مازال ناموسنا يرفل في ثياب الصحة والعافية لأن القصف غير مقنن، ولأن الرش يتم بطريقة أقرب إلى البدائية، ولأن المستخدم هو بخاخات فليت من العلب الصغيرة التي تعود عليها ناموسنا منذ سنوات، وصار عنده مناعة ضدها، بل على العكس أصبحت تنعشه برائحتها المعطرة، وناموسنا والشهادة لله له تاريخ عريق في المنطقة ولذلك فإنه مهما كان حجم العدوان عليه فلن يتضرر إلا بقصف مقنن ومكثف وهذا غير متوفر ولله الحمد، فأبشر بطول سلامة يا بعوض يا بواسل!
أما فيما يتعلق بالمستنقعات والبرك فما زالت أصغرها ولله الحمد والمنة أكبر من بحيرة جنيف!! وعليه فإننا نقترح على الإخوة المواطنين عدم التوجه للسياحة الخارجية ولاسيما محبي المياه والأمطار، فمهما كان مياهنا وطنية! ونحن نشجع السياحة الداخلية! ولا ننسى أن الأمطار قادمة جعلها الله مستنقعات دائمة وعامرة وعمَّ بنفعها جميع البعوض والبرد اشتد والشتاء (بئي) جد! هذا وهناك مشروع تحت الدراسة بصدد إنشاء (عشش) تطل مباشرة على البرك والمستنقعات وسوف تؤجر بأسعار رمزية، المهم هو عدم التعرض للبعوض، وعدم إطعامه ما قد يضر بصحته.
أما الحيوانات الناقلة المسكينة المتهمة بأنها تحمل المرض، فماذا يعني ذلك؟ ألأنها لا تستطيع الرد حمّلناها كل المصائب!؟؟ المرض مستورد!! ونحن نبهر ونشجع كل شيء مستورد، وطول عمرنا نُكبر المستورد، وإلا يعني الايطالي والفرنسي والامريكي أحسن من الافريقي في ايش ؟ ما السوق مليان أجبان ومعلبات مسممة وأغذية مليانة مواد حافظة وكيماويات!!! وهذا احنا ما شاء الله علينا ماصار لنا شيء! شوية الأعراض اللي نحس فيها بين وقت والثاني، شوية مغص أو صداع أو إسهال أو حساسية أو خمول أو مواليد مشوهين أو إسقاطات متكررة؟، وإذا صار؟؟ كم واحد يتسمم؟! وإلا حتى يموت ! نحن نحمل أكبر رقم في التكاثر السكاني السنوي يعني يموت واحد ويولد سبعة! لا مشكلة !!!! أهو مرض والسلام، وكل شيء بأجره! وحيث إننا شعب نستقل الدجاج ونستعيب من تقديمه في مناسباتنا، والسمك عند البعض ما له سوق!! فما إلك إلا الخرفان إن عاجلاً أو آجلاً آ آ آ آ آ آ آ.
وعليه اقترح على المسؤولين عمل حفرة كبيرة بكبر حجم المستنقعات وتعليق العنوان التالي عليها: هذه الحفرة مخصصة كمقبرة جماعية وعلى جميع المصابين أو من يشتبهون في اصابتهم التوجه من سكات! إلى الحفرة ولا تنسوا التشهد قبل ذلك، علماً بأن الحفرة تغلق في الساعة الثانية عشرة من كل ليلة ليتم حفر حفرة أخرى اعتباراً من الساعة السادسة في اليوم التالي أسرعوا فالأماكن محدودة لكثرة الاعداد !!!! علماً بأن هناك حفراً مفردة وبتراب أنعم وبأسعار رمزية للمقتدرين إن صار لهم شيء!! ومفتوحة أربع وعشرون ساعة! نشكر لكم حسن تعاونكم,,,, وتقبلوا تحياتنا لحين الاشعار عن مرض آخر.
|
|
|
|
|