| مقـالات
انتهيت من قراءة يوميات الشاعر اللبناني الراحل يوسف الخال المعنونة بدفاتر الأيام والتي تشمل يومياته التي كان ينشرها في جريدة النهار اللبنانية.
واليوميات تحوي نظرة شاملة وسريعة على المشهد الثقافي اللبناني ولعل طبيعة المقال الصحفي الذي كانت تنشر من خلاله هذه اليوميات منعه من التعمق المنهجي أو الأكاديمي، ولكن الملاحظ على هذه اليوميات بشكل ينتظم معظم صفحاتها، كان فيها يوسف الخال يحاول أن يهمش ويحط من قدر جميع التيارات الأخرى المناوئة أو التي لا تنسجم مع الخط الرئيس الذي يقوده الخال في مجلة شعر بما في هذا بعض من الرفاق الذين انشقوا عنه مثل أدونيس , حيث نشر الخال بعضاً من المناوشات الأدبية التي كانت تدور بينه وبين ادونيس، والتي اتهم فيها الخال أدونيس بالمروق على مجلة شعر والذهاب الى عواصم العالم لتسول الجوائز والتقدير، وبما أن الجوائز لا تمنح تبعا للتسول فيبدو واضحا من السابق نبرة الغيرة والحسد التي جعلت الخال يخرج عن اطار الحرية والمغامرة والتجريب وما هنالك من شعارات ينادي بها في طروحاته الفكرية والأدبية.
واليكم وصلة من الردح الذي كان يوظفه الخال في يومياته هؤلاء الموروبون، الناعقون كالبوم، الجاثمون على صدورنا كالغربان، العاملون أنفسهم انتلجنسيا القومية العربية (ناصرية كانت أم بعثية) هؤلاء الفارغون من أي مضمون المحشوون بالحقد والكراهية والحسد، المتاجرون بالكلمة، هؤلاء الشيوعيون المنحرفون الساقطون، والآخرون المحرومون علميا وفكريا وجنسيا!!! لن استمر فالخال لا يتوقف وفي جعبته الكثير من هذا، ولكم أن تتخيلوا أن هذا كان يصدر من أحد أقطاب الانتلجنسيا كما يسمونهم في العالم العربي، وكان على العالم العربي أن يصدق وأن يهضم جميع ما تقوله أو تدعيه من أسمت نفسها بالطليعة الفكرية التقدمية!! ولا أدري مصدر الطليعية في هذا وهي شديدة القرب من قول الشاعر الجاهلي:
ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلينا |
المؤسف أن الأدمغة ظلت لعقود طويلة أسيرة الصوت الأعلى والأكثر صخبا بعيدا عن فحواه وأهدافه وعلاقته بالواقع ومدى تعبيره عن طموحات المجموع وهمومه، يوسف الخال أحد خيبات العالم العربي الكثيرة.
***
أمل الفاران في مجموعتها وحدي في البيت ، تحاول صوتا متميزا ونبرة بملامح خاصة وتصيب في معظم الأحيان، وتحاول هياكل فنية جديدة فتشرق بعضها بين يديها ناضجة مكتملة، بل تختلس صوتا رجاليا في جرأة مقتنصة على عالم قصي وغامض، قرأت مجموعة أمل الفاران التي وصلتني مؤخرا مرتين ونادرا ما أفعل الأولى للمتعة والثانية للاكتشاف ولم أندم ونادرا ما أفعل .
e-mail:omaimakhamis@ yahoo.com
|
|
|
|
|