| الريـاضيـة
عاد منتخبنا الوطني من لبنان مرفوع الرأس شامخ الهامة.
نعم هو فقد اللقب وخسر الكأس ولكن ليس ذلك بآخر المطاف فنحن نعمل وغيرنا يعمل, ونحن نأمل وغيرنا يأمل.
ولكل مجتهد نصيب, وكل بطولة تذهب لمن كتبت له.
ولو عدنا بالذاكرة الى الوراء قليلاً واستحضرنا كيف بدأ منتخبنا الوطني مشواره في بطولة كأس آسيا وكيف خسر، سقط في تلك البداية سقوطاً مذهلاً أصاب كل محب للأخضر بالصدمة والفجيعة, كيف لا وهو يخسر بكل بساطة في افتتاحية رحلة الدفاع عن اللقب وبمستوى فني هزيل ومتواضع.
من نقطة البداية المنكسرة تلك من كان يتوقع او يتطلع أو يأمل في ان يكون الأخضر طرفاً أول وليس ثانياً في المباراة النهائية؟!
هو فقط سلطان بن فهد من كان يحمل ذلك التطلع ولم يجعله توقعاً يحار في الذهن بين الأمل والرجاء بل جعله امراً واقعاً عندما تدخل بكل حكمة وعمق رؤيته ومارس مسؤوليات القائد المحنك بقرار حاسم وسريع أصاب كبد المعاناة في الوقت المناسب فكلف ابن الوطن ناصر الجوهر بإمساك زمام الأمور الفنية للمنتخب بعد ان كف يد المدرب التشيكي ميلان ماتشلا ونحاه جانباً.
ان القرارات الحازمة والحاسمة لها رجالها الذين هم أكثر ثباتاً في أشد المواقف صعوبة وتأزماً, فيحولون بقراراتهم الحكيمة الضعف الى قوة واليأس الى أمل.
ليست المرة الأولى ولا الثانية فقد فعلها سلطان بن فهد مراراً حتى اصبح هذا الرجل المسؤول الملاذ الذي تتجه له كل القلوب والعيون عندما تحتدم المواقف وتشتد الأزمات فتجد لديه الدفء والأمان فيشعل الأمل في نفوسها من جديد بعد لحظات انكسار قاسية.
تأهل منتخبنا إلى كأس العالم عام 94 بأمريكا بتوجيه من فيصل بن فهد وقرار جريء من سلطان بن فهد قضى بعزل المدرب البرازيلي كندينو وتكليف ابن الوطن محمد الخراشي في عز واوج منافسات وسباق تصفيات التأهل فوصل المنتخب وكذلك فعل سموه في ذات المرحلة الخطيرة والحاسمة من تصفيات التأهل لكأس العالم 98 بفرنسا بابعاد البرتغالي فينجادا وتكليف الالماني اوتوفستر بعد ان كاد الأمل يتحول الى سراب.
تلك هي قرارات الأزمات التي تكشف حنكة الرجل وبعد نظره وعمق رؤيته وسعة أفقه.
تلك أمثلة لدورس قدمها صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن فهد بن عبدالعزيز في فن ادارة الأزمات, انه رجل قيادي من الطراز الأول ويكفي انه احد نجباء مدرسة الفهد الفريدة في القيادة والإدارة.
والآن بعد أن عاد منتخبنا من رحلة كأس آسيا يجدر بنا ان ننظر للمستقبل كما عودنا سلطان بن فهد بكثير من الأمل فبطل آسيا سيعود الى مكانه وموقعه الذي يليق به والذي لا يرتضيه سلطان إلا متربعاً فيه ناصباً هامته شامخاً بقامته.
سيعود الأخضر بطلاً لآسيا وستعود زعامة القارة لترتدي حلتها الخضراء القشيبة.
|
|
|
|
|