| عزيزتـي الجزيرة
كثيراً ما نسمع من يتحدث عن المعلم ومهنته وانها اشرف مهنة، فتتلذذ المسامع بذلك وتطرب، ويُسَرُّ الفؤاد ويبهج، حتى خصص له يوم تكريم تحت مسمى اليوم العالمي لتكريم المعلم، ذُكرت من خلاله العبارات المنمَّقه الجميلة عن المعلم فَجُعل روح العملية التربوية وركنها وأساسها ونحن على جميع المستويات نشاركهم في ذلك فالحق ما قيل فالمعلم هو المنفذ الحقيقي لجميع ما يوضع من سياسات وخطط تعليمية، وهو عامل نجاحها، فمهما عملنا من تطوير للمناهج والكتب، وأقمنا المباني النموذجية، فكل هذه الاشياء على اهميتها لا تحقق المطلوب منها عند عدم وجود المعلم القادر على تنفيذها وبنظرة فاحصة الى الواقع الذي يعيشه المعلم نجد خلاف ما يقال ويدعى، وكأن الذي يتحدث عن تلك المكانة للمعلم لا ينظر إلاّ من زاوية واحدة فالقول شيء والواقع شيء آخر، ولعل ذلك يبدو واضحاً من خلال الاسطر التالية:
فمن الناحية التأهيلية للمعلم نجد أنه لم تهيأ له الفرصة الكافية للتدريب على كل ماهو جديد في مجال تخصصة وان كانت هناك محاولات ضئيلة وضعيفة لا تفي بالغرض كماً ولا كيفاً فها هي المقررات تطور وتصدر بثوب جديد دون الأخذ في الاعتبار تدريبه على تنفيذها، إضافة إلى ان ما يصدر من لوائح وانظمة فهو آخر من يعلم عنها، وكانه يقال له أغمض عينيك وأغلق فكرك ونفذ ما هو موجود فانت ليس لديك اي عمق في التفكير ورايك قاصر، ودورك تنفيذي، ولا يهم قناعتك بذلك من عدمها.
ثم بعد ذلك أعرج لك أخي القارىء على التميز الممنوح لمربي الأجيال من الناحية الصحية ولك ان تتصور حجم المعاناة في ذلك ثم انظر إلى حال ذلك المربي الفاضل اذا احتاج الى امر ما، فتبدأ المعاناة في الدخول على بعض المسؤولين الذين وضع كل منهم على غرفته حارساً يسمى السكرتير والذي اختير بعناية ليكون مقنعاً باسلوبه ومظهره بحيث لا يمكن أحداً من الدخول إلا ذو المكانة العالية طبعاً غير المعلم فإذا اراد المعلم أن يتحدث إلى بعض المسؤولين فلا يجد إلا الاجابات التالية: هو مشغول، في اجتماع، اكتب ما تريد وسنعرضه عليه، انتظر حتى يفرغ ممن عنده والباب يفتح ويغلق يدخل الجميع الا ذلك المعلم.
ولعلنا بعد ذلك نتساءل عن سبب تدني أمانة المعلم في المجتمع عموماً فنجد الاجابة الحية بانه اذا لم تجد التقدير ممن يشار إليهم بالبنان، وممن لا يمر لقاء او مناسبة الا ويتحدثون عن مكانة المعلم فكيف يجسده من غيره, وتأتي الطامَّة الكبرى بكون مهنة التعليم إحدى الأدوات الفعالة في يد بعض المسؤولين يهدد بها كل مقصد سواء كان مشرفاً او مديراً أو وكيلا, ولك ان تتخيل مجتمعاً تكون فيه مهنة التعليم مآل كل مقصر بخلاف المجد والمبدع فسيكافأ بترك مهنة التعليم لكون هذه المهنة لا تتناسب مع قدراته وإمكاناته فلا يمكن ان يبقى معلماً!, ولذا حينما تلوح في الأفق أدنى فرصة لترك هذه المهنة تجد الطوابير والأفواج الغفيرة من هؤلاء المعلمين كل منهم يرغب ان يترك هذه المهنة ولعل هذا مشاهد من خلال الأعداد الكبيرة المتقدمة للعمل في مجال الارشاد الطلابي أو في الادارة المدرسية مديراً أو وكيلاً,ومن هنا فإنني أنادي باتباع القول العمل في الرفع من مكانة المعلم في شتى المجالات بتمييزه عن بقية العاملين في الميدان التربوي وان تختفي ظاهرة التبريكات والتهنئة لمن يترك مهنة التعليم ويحصل على جميع ميزاتها سواءً كان مشرفاً أو مديراً أو وكيلاً أو مرشداً أو سكرتيراً أو,,, ومن أراد هذه الميزات فعليه تقديم الطلب للعمل في هذه المهنة، وتجرى له المقابلات والاختبارات للنظر في صلاحيته لهذه المهنة لا العكس من ذلك هذا إذا اردنا لهذه المهنة علوّاً وشرفاً.
عبدالرحمن عبدالله العويرضي شعبة الصفوف الأولية بتعليم الرياض
|
|
|
|
|