| عزيزتـي الجزيرة
لقد نهى الله تعالى عباده المؤمنين عن كل ما يضر أبدانهم وينقص أديانهم ويحبط أعمالهم من كل مسكر أومفتر أو غير ذلك، حفاظاً على صحتهم، وحرصاً على سلامتهم قال تعالى: ((ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث)).
والخبائث هي كل ما يستخبثه الطبع وتستقذره النفس وكان تناوله سبباً للضرر والمرض.
ومن هذه الخبائث الدخان المكون من التبغ والنيكوتين ونحوهما، الذي ابتلى بشر به كثير من أبناء المسلمين صغاراً وكباراً، حتى أصبح الكثير منهم يجاهر به أمام الناس صالحهم وطالحهم، ويتبجح بشربه أمامهم بلاحياء ولاخجل لا من الله ولا من خلقه، ودون مراعاة لشعور الآخرين الذين لايدخنون، ولا احترام لهم ولا مبالاة بحقهم.
ولقد أصبح عند بعض المدخنين كالمباح حتى صار بعضهم يعد شربه نوعا من الرجولة والوجاهة والتطور والتقدم وخاصة صغار السن، فالسيجارة معه صباح مساء أينما تواجد وحيثما سار، فلايجد لذة ولا استماعا بزعمه إلا في أحضان تلك اللفافة الخبيثة.
ولقد بلينا في هذا الزمان بهؤلاء المدخنين ففي كل مكان نذهب إليه نجدهم يطاردوننا بسيجارتهم دون حياء ولاخجل ولا احترام، وعلى الرغم من وضع الكثير من اللافتات التي كتب عليها ممنوع التدخين، والتحذير المستمر من هذا الخبيث إلا أن هؤلاء المدخنين منعتهم قلة حيائهم وعدم خوفهم من الله عز وجل من تطبيق ماكتب في هذه اللافتات التي وضعت في كل مكان، والاستماع لمن حذر من هذا الخبيث, لذا تجد الواحد منهم يضع يده في جيبه ويخرج سيجارته ويشعلها غير مبال بالذي أمامه ولا بالمكان الذي هو فيه وصدق المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما قال: ((إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى إذا لم تستحي فاصنع ماشئت)),ويا ليت الامر وقف بالمدخنين عند هذا الحد فاكتفوا بشربه في السيارة أو في الشارع أو في أي مكان عام بل تعدى هذا الأمر إلى مكان العمل فلذلك نرى بعض الموظفين هدانا الله وإياهم يدخنون أمام زملائهم وأمام المراجعين بلاحياء ولاخجل، ولامبالاة بالأمر السامي الكريم القاضي بمنع التدخين في المكاتب والمصالح الحكومية والمؤسسات العامة وفروعها وكافة الوحدات التابعة لها ووضع لوحات تحمل عبارات المنع ومع هذا كله نجد من الموظفين من يخالف ذلك ولايهتم بتطبيقه وكأنه لايعنيه بالرغم من تجديد هذا الأمر وتعميمه كل سنة.
فمن يوقف هؤلاء المدخنين عند حدهم؟ فهل من الدين مخالفة ولاة الأمر حفظهم الله الذين هدفوا من منع التدخين المحافظة على الصحة ومحاربة كل مايضر بالفرد والمجتمع؟
وفي دعوتهم هذه أمر بالمعروف ونهي عن المنكر, بل هل من الأدب مقابلة الموظف للمراجعين بسيجارة يشعلها في وجوههم وهو المطلوب منه احترام المراجعين وتقديم أفضل الخدمات لهم؟ إنني أسأل هذا السؤال كل موظف يدخن أمام زملائه وأمام المراجعين وأريد منه الإجابة؟
وأخيراً آن للقلم أن يتوقف عن الجريان فأسأل الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يهدي المدخنين لأرشد أمرهم وأن يحبب الايمان إليهم، ويزينه في قلوبهم، وأن يكرّه إليهم الكفر الفسوق والعصيان، ويجعلهم من الراشدين ، كما أسأله تبارك وتعالى أن يريهم الحق حقاً ويرزقهم اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه.
صالح عبدالله الزرير التميمي الرس
|
|
|
|
|