أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 1st November,2000العدد:10261الطبعةالاولـيالاربعاء 5 ,شعبان 1421

محليــات

الأمير عبدالمجيد يلقي كلمة خادم الحرمين الشريفين في افتتاح أعمال الدورة 36 للمجلس التأسيسي
المملكة تتابع باهتمام مايجري في القدس ولن تقصر في دعم الأشقاء هناك سياسياً ومادياً
سماحة المفتي ورئيس المالديف والدكتورالعراقي والعبيد ينوهون بمضامين الدورة وأهميتها
* مكة المكرمة احمد الحربي
نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز افتتح صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز امير منطقة مكة المكرمة أمس اعمال الدورة السادسة والثلاثين للمجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي بمقر الامانة العامة للرابطة بمكة المكرمة والمنعقدة خلال الفترة من الرابع وحتى السادس من شهر شعبان الحالي.
ثم بدأ الحفل الخطابي الذي اقيم بهذه المناسبة بتلاوة ايات من الذكر الحكيم.
بعد ذلك القيت كلمة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز القاها نيابة عنه صاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز امير منطقة مكة المكرمة وفيما يلي نصها.
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه اجمعين.
اصحاب الفخامة
اصحاب السماحة
اصحاب المعالي
اصحاب الفضيلة والسعادة ايها الاخوة في الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
يطيب لي ان احييكم جميعا وان اخص بالتحية اخواننا العلماء والدعاة وان احيي اعضاء المجلس التأسيسي لرابطة العالم الاسلامي الذين حضروا للمشاركة في هذا الاجتماع سائلا الله العلي القدير ان يكلل اعمالهم بالتوفيق والنجاح وان يوفق الجميع الى مافيه خدمة دينه واعلاء كلمته واصلاح حال امتنا الاسلامية.
ايها الاخوة
تعلمون ان المملكة العربية السعودية حرصت منذ توحيدها في عهد مؤسسها الملك عبدالعزيز يرحمه الله على الاهتمام بقضايا المسلمين ومد يد العون لهم في كل مكان ولقد كان حريصا على وحدة المسلمين وسيرهم على النهج الاسلامي الذي يرضي الله سبحانه وتعالى ولذلك كان يحرص على جمع الدعاة والعلماء لاستشارتهم ويطلب منهم ابداء الرأي وتقديم النصيحة حول اوضاع الامة وسبل السعي لحل مشكلاتها.
ان اجتماعكم ايها الاخوة في هذه الدورة يأتي في وقت مازالت فيه امتنا الاسلامية تواجه عددا من المشكلات والقضايا واهمها قضية القدس والمسجد الاقصى اولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد اليها الرحال بالاضافة الى قضية شعب فلسطين وان هذا الواقع الذي تعيشه الامة في مواجة الازمات التي تثيرها اسرائيل وغير ذلك من التحديات التي تواجه الامة المسلمة ليؤكد انه لابد من تحقيق اقصى درجات التضامن الاسلامي بين المسلمين فكلما ازداد تضامن امتنا وتعاونها ازدادت شعوبنا قوة وصلابة واستطاعت الحصول على حقوقها المشروعة ولابد ان يكون التضامن الاسلامي هو القاعدة الصلبة التي تنطلق منها امتنا في حل مشكلاتها ومعالجة جميع التحديات التي تواجهها فالتضامن عز للامة وفيه سر قوتها ومنعتها ومصداق ذلك قوله سبحانه وتعالى (واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا).
ايها الاخوة الكرام
لقد شهدتم وتابعتم مايجري في فلسطين حيث يراق الدم المسلم الطاهر بفعل الاعتداءات الصهيونية المستمرة التي توجهها غطرسة اسرائيل وتعنتها وهي تتحدى جميع قرارات مجلس الامن والجمعية العمومية في هيئة الامم المتحدة.
ولاشك ان مجلسكم الموقر سوف يتدارس ان شاء الله سبل دعم الاشقاء في فلسطين وابطال المسجد الاقصى الذين دافعوا وما زالوا يدافعون عن شرف هذه الامة وعن مقدساتها باجسادهم وحجارتهم.
وتعلمون ان المملكة العربية السعودية تتابع باهتمام بالغ كل ما يجري في القدس وفلسطين ولن تقصر ان شاء الله في تقديم العون السياسي والمادي اللازم للاشقاء في هذا البلد المسلم الذي نحرص جميعا على نيله لاستقلاله الكامل وتقريره لمصيره واعلانه دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
ايها الاخوة
لقد تابعت المملكة العربية السعودية جهودكم في نصرة الشعوب الاسلامية ودعم قضاياها واعانتها لكف الظلم عنها وقد تمثل ذلك بما حصل في كوسوفا والشيشان حيث وقع على المسلمين في هذين البلدين عدوان اثيم وقفنا جميعا ضده وساهمنا في ايقافه وقدمنا ولله الحمد كل معونة ممكنة لانقاذ المسلمين هناك ومازالت المملكة تتابع تنفيذ برامج العون الاغاثي والدعم المادي والمتابعة السياسية لقضية المسلمين في كل من كوسوفا والشيشان وغيرهما من قضايا الشعوب والاقليات المسلمة التي يقع عليها العدوان.
ان اجتماع اعضاء المجلس التأسيسي في هذه الدورة وتمثيلهم في حضورهم هذا للشعوب والاقليات المسلمة يؤكد ان الشعوب الاسلامية تنشد الحلول العادلة لقضاياها كما تسعى لاقامة علاقاتها مع الشعوب الاخرى على اساس من منهج الاسلام الفريد في العلاقات الدولية.
ان المملكة العربية السعودية التي شرفها الله سبحانه وتعالى بخدمة الحرمين الشريفين وخدمة الحجاج والعمار والزوار لا تدخر جهدا ان شاء الله في تقديم كل مساعدة يحتاج اليها المسلمون في كل مكان وقد تابعت المملكة ودعمت المناشط الاسلامية التي نفذتها رابطة العالم الاسلامي والمجالس والهيئات والمراكز الخارجية التابعة لها وسرنا ما تقوم به من اعمال حية وبرامج عملية فاعلة كما سررنا لجهودها في تعريف الشعوب والمنظمات الدولية بالمبادىء الاسلامية في العدالة والسماحة وضمان حقوق الانسان وتوفير السعادة والامن والسلام وذلك من خلال الندوات الاسلامية التي اقامتها في عدد من بلدان العالم.
ان نجاح الجهود التي بذلتها رابطة العالم الاسلامي يؤكد ان المنهج الاسلامي الرشيد هو المنهج الذي يجب ان تسير عليه جميع المؤسسات والهيئات والمنظمات الاسلامية وهذا يقتضي من الجميع العودة الى دين الله والتمسك بشريعته السمحة اذا لا تمكين ولا نصر الا بذلك لقوله تعالى ( يا ايها الذين امنوا ان تنصروا الله ينصركم ويثبت اقدامكم) وقوله سبحانه (وعد الله الذين امنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الارض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم امنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا).
وفي الختام اؤكد لكم ان المملكة العربية السعودية ستمضي ان شاء الله في السبيل الذي اختطته لنفسها وهو التضامن مع الاخوة المسلمين والتعاون على البر والتقوى والعمل على تقوية المؤسسات الفاعلة في خدمة المسلمين سائلا الله تعالى ان ييسر اعمالكم وان يأخذ بايدينا جميعا لما فيه صلاح المسلمين وخدمة ديننا العظيم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بعد ذلك القى سماحة المفتي العام للمملكة العربية السعودية رئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء رئيس المجلس التأسيسي للرابطة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ كلمة رحب فيها بصاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز والمشاركين في اعمال هذه الدورة واشاد بالجهود التي بذلها من كان قبله في هذا المجلس.
وقال سماحته ان هذه الدورة تنعقد والمسلمون بأمس الحاجة لما يلقونه من محن وتحديات من اعداء الاسلام الذين بذلوا كل جهد لعداوة الاسلام واهله.
واكد ان التمسك بكتاب الله سبب لعامة الامة من الغواية والضلال فلابد للامة ان تعود لكتاب ربها وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم عودة صادقة للعمل بها وتدبر معانيها وتحكيم الشريعة والتحاكم اليها لان كتاب الله يهدي للتي هي اقوم ومن تبعه فلا يضل ولا يشقى.
ومضى سماحة مفتي عام المملكة يقول ان ما اصاب الامة من وهن وتسلط من الاعداء هو بإعراض الكثير عن كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم.
واكد ان من واجب الدعاة والعلماء ان يدعوا الى الله ويبينوا محاسن الشريعة وان يكونوا قدوة في انفسهم.
واوضح ان عداء الاسلام يحاولون دائما النيل من الاسلام واهله والتشكيك في مبادئه واخلاقه ويلفقون التهم والاكاذيب على الاسلام والمسلمين ولا سيما على هذه المملكة فأنتم تسمعون دائما تحت ستار حقوق الانسان او منظمات العفو الدولية ما تقوم به من تهم وافتراءات ضد الاسلام متجاهلة ما يفعله الصهاينة من اليهود وامثالهم بالمسلمين فهم لا يحركون ساكنا امام اولئك وظلمهم وطغيانهم ولكن امام المسلمين يقولون عليهم الافتراءات والاكاذيب وينسبون عن بلاد الاسلام ولا سيما هذه البلاد اختراقها لحقوق الانسان وذلك من ظلمهم وجهلهم لان هذه البلاد تحكم كتاب الله وسنة رسوله وتعطي كل ذي حق حقه من رجال ونساء فلم يظلم احد ولم يعتدى على احد ولكن الاغاليط والاكاذيب التي يعرف كل مسلم كذبها واباطيلها فحكومة هذا البلد تحكم بشرع الله وتقيم الميزان العادل.
وفي ختام كلمته نوه الشيخ ال الشيخ بجهود خادم الحرمين الشريفين وما يقوم به نحو خدمة المسلمين وتحسس مشاكلهم وتضميد جراحهم.
كما شكر رابطة العالم الاسلامي على ما تقوم به من جهود متواصلة في خدمة الاسلام والمسلمين والدعوة الى الله ونشرها وجمع كلمة المسلمين.
ثم القى فخامة الرئيس مأمون عبدالقيوم رئيس جمهورية المالديف عضو المجلس التأسيسي للرابطة كلمة الاعضاء نوه فيها بالدعم المادي والمعنوي الذي تقدمه حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز لمساندة قضايا المسلمين في كل مكان.
وقال ان هذه الدورة تنعقد في وقت تتابعت فيه احداث مؤلمة في فلسطين والقدس الشريف ففي هذه الايام يقوم الصهيونيون بتشديد هجماتهم على الشعب الفلسطيني المسلم وتدنس الاماكن المقدسة في القدس الشريف في تحد صارخ للامة الاسلامية خصوصا وقرارات الامم المتحدة والمجتمع الدولي عامة.
واعلن الرئيس مأمون عبدالقيوم تضامن المسلمين الكامل مع الشعب الفلسطيني في موقفه الشجاع وثباته امام التحديات الصهيونية وصموده في وجه العدوان الاسرائيلي الاثيم الذي ادى الى سقوط ما يزيد على 140 شهيدا واصابة الالاف من الفلسطينيين.
وحيا الشعب الفلسطيني على ثباته وصموده وجهاده من اجل تحرير ارضه واستعادة حقوقه المسلوبة والمحافظة على المقدسات الاسلامية والدفاع عنها في مواجهة غير متكافئة مع جنود الاحتلال الصهيوني المدججين بالاسلحة الفتاكة.
ولفت الى ان هناك قضايا اخرى تشغل بال المسلمين مثل قضية الشيشان وكوسوفا ومسلمي الفلبين والاقليات الاسلامية في مختلف البلاد مشيرا الى ان هذه القضايا تتسبب في تشتيت جهود الامة الاسلامية وتهدر طاقاتها وتشكل اخطارا جسيمة على حاضرها ومستقبلها منذ ما يقرب من تسعة قرون وطالب حكومات الدول الاسلامية والهيئات الاسلامية والعلمية بالقيام بدور فعال ومؤثر للتصدي لمحاولات التنصير التي تقوم بها المؤسسات المسيحية وايقافها وابطال مفعولها وتأمين الشعوب الاسلامية من هذا الخطر المحدق بها.
واكد أن رابطة العالم الاسلامي تستطيع ان تقوم بدور فعال في توجيه المسلمين وتوحيد صفوفهم لما تضمه من صفوة ممتازة من علماء المسلمين ولما لها من مكانة مقبولة لدى جميع الشعوب الاسلامية.
ثم القى معالي الامين العام لمنظمة المؤتمر الاسلامي الدكتور عز الدين العراقي كلمة اعرب فيها عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز على ما تحظى به منظمة المؤتمر الاسلامي ورابطة العالم الاسلامي من رعاية كريمة ودعم متواصل منه ايده الله ومن سمو ولي عهده الامين.
واكد ان الرابطة اصبحت اليوم في طليعة المؤسسات الاسلامية العاملة بجد واجتهاد لخير الامة الاسلامية واصبح لها صوت مسموع اكثر من اي وقت مضى ونشاط ملحوظ داخل العالم الاسلامي وخارجه.
وشدد الدكتور العراقي على حاجة العالم الاسلامي الى منظمات غير حكومية كرابطة العالم الاسلامي كي تساند اعمال الحكومات وتواجه نظيراتها من المنظمات الاجنبية غير الحكومية.
بعد ذلك القى معالي الامين العام لرابطة العالم الاسلامي الدكتور عبدالله بن صالح العبيد كلمة سجل فيها الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز على دعمه المتواصل والمستمر للرابطة ولرعايته حفظه الله لاعمال المجلس التأسيسي للرابطة.
كما عبر عن شكره وتقديره لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد و نائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني لما يبذله من دعم للرابطة وللعمل الاسلامي ولرعايته المشهودة لقضايا الشعوب الاسلامية.
وقدم الدكتور العبيد جزيل شكره وامتنانه لصاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع والطيران والمفتش العام ورئيس المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية على دعمه المتواصل للاعمال الخيرية والانسانية.
وعبر عن تقديره لصاحب السمو الملكي الامير عبدالمجيد بن عبدالعزيز امير منطقة مكة المكرمة على مشاركته في افتتاح هذه الدورة وعلى ما قدمه من جهود مشكورة لخدمة الحرمين الشريفين في مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة.
واستعرض الامين العام الاعمال التي قامت بها الرابطة خلال الدورة السابقة من متابعة للاحداث التي تتعرض لها الامة الاسلامية واقامة العشرات من الدورات لتأهيل الائمة والدعاة وتنفيذ وتنشيط البرامج والمشروعات والاعانات من خلال القيام بالجولات التفقدية واستضافة ممثلي الهيئات والمؤسسات الاسلامية ومن خلال المؤتمرات التي شاركت فيها والدوريات الاعلامية التي تصدرها.
وأوضح الدكتور العبيد ان الرابطة ركزت على قضية حقوق الانسان في الاسلام حيث اقامت عدة ندوات عن هذا الموضوع في ايطاليا وسويسرا والبرازيل واتفقت على تنظيم ثلاث ندوات خلال العام القادم في كل من لبنان وبريطانيا وقيرغيزستان.
وقال: نجتمع اليوم في دورة جديدة للمجلس وانظار العالم تتطلع الى فلسطين وما يجري فيها من احداث دامية توجب على المسلمين نصرة اخوانهم الذين يدافعون عن دينهم ومقدساتهم وحقوقهم وقد عملت الامانة العامة جاهدة على تحقيق اهداف مجلسكم الموقر في نصرة اخوانكم, وبين ان الاوضاع التي تعيشها الامة تحتاج من المؤسسات الاسلامية والدعاة المخلصين ان يحققوا اقصى درجات التعاون لحماية الامة من الهجمة على عقيدتها وشريعتها وثقافتها ورموزها واجيالها مستفيدين من وسائل العصر وتقنياته واساليبه معتمدين على كتاب الله عز وجل وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
واهاب الامين العام لرابطة العالم الاسلامي بالمسلمين شعوبا وحكومات بتحقيق المزيد من التعاون والتكافل والتضامن في شتى المجالات.
هذا وسيواصل المجلس عقد جلساته اليوم لمناقشة الموضوعات المدرجة على جدول اعماله.
أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved