| الاقتصادية
لدي قناعة تزداد رسوخا يوما بعد آخر مفادها انه يجب ان تكون هناك علاقة طردية بين ثقافة المسؤول وموقعه الوظيفي, بمعنى انه كلما ارتقى الموظف في مجال عمله كلما استدعى الامر ازدياد ثقافته وتنوعها, حيث في الوظائف الدنيا والمتوسطة التي ترتبط عادة بمهام عمل محددة يغلب عليها طابع التخصص فان المتوقع ان ينعكس ذلك على شخصية شاغلها وبالتالي تقتصر معارفه وثقافته بل واهتمامه على نطاق الاعمال التي يمارسها.
اما حينما يتقدم ذلك الموظف في السلم الوظيفي ويرتقي الى مناصب قيادية فان دوره يختلف هنا وما يمارسه من عمل وما يتخذه من قرارات تختلف ايضا، فهو في الغالب ينتقل من عمل محدد ومن قرارات شبه مرسومة مسبقا الى مجال عمل شامل والى قرارات مختلفة, بل يضطره الامر الى اتخاذ بعض القرارات الاستراتيجية التي تحدد مستقبل جهازه الذي يشرف عليه وهي قرارات تؤثر وتتأثر بعوامل عدة وبأطراف مختلفة مما يحتم ضرورة توفر قدر من الاطلاع والمعرفة الشاملة لدى متخذها.
ونتيجة لهذه القناعة فانني كنت اتفاجأ كثيرا ببعض القرارات التي تصدر من قبل بعض المسؤولين المتربعين على قمة الهرم في بعض اجهزتنا الحكومية التي غالبا ما تغيب عنها النظرة الشمولية والبعد الاستراتيجي الا انني احاول جاهدا ان التمس لهؤلاء العذر واعزو الامر الى جهات دنيا في تلك الأجهزة واقتصار دور المسؤول على التوقيع على ما يرده من موظفيه! ولكن يبدو ان محاولاتي لتفسير ما يحدث لم تعد ذات سند بعد ما نقلته احدى الصحف في تصريح لاحد الوزراء ذكر فيه انه طيلة حياته لم ينظر للصفحات الرياضية والاقتصادية.
اننا ندرك انه ليس من حقنا ان نفرض على معالي الوزير ماذا يقرأ كما اننا ندرك ايضا ان هذا التصريح يجب الا يلفت انتباهنا لو صدر من رجل عادي ولكن ان يصدر من رجل في قمة المسؤولية فذلك امر يستحق الوقوف.
الغريب ان تلك الوزارة التي يرأسها معاليه قد تكون جهازا حكوميا مارس ما يسمى بالتخصيص الذي يعتبر احدى اهم الظواهر الاقتصادية في السنوات الاخيرة, بل انها ايضا قد تكون اول وزارة اهتمت باقتصاديات انشطتها حيث اقامت لذلك مؤتمرا وانشأت في سبيل ذلك ادارة تتولى ذلك الموضوع فهي غارقة في الاقتصاد ومؤثرة به والامر نفسه يطلق على علاقتها بالرياضة وتربية النشء مما يعني ان عدم اهتمام وزيرها بالاقتصاد والرياضة امر لا مبرر له وهو ان كان صحيحا يجعلنا كمواطنين نضع ايدينا في قلوبنا متسائلين عن مدى مقدرة القائمين على اجهزتنا الحكومية من اداراتها ادارة سليمة وهم بعيدون كل البعد عما يدور في المجتمع من قضايا هامة يأتي في مقدمتها الاقتصاد والرياضة.
نتمنى ان يكون معالي الوزير مازحا او ان ما قاله نقل ناقصا لان عدم المام ومتابعة المسؤولين لدينا بما يدور في مجتمعهم من قضايا واهتمامات يجعلنا نستفسر عن مدى متابعتهم لما يدور حولنا من قضايا اكبر واشمل ذات اثر علينا وعلى مستقبل وطننا واجيالنا وهي متابعة اظنها اولى واحق من متابعة المناسبات العامة وكاميرات الاعلاميين!
|
|
|
|
|