أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 1st November,2000العدد:10261الطبعةالاولـيالاربعاء 5 ,شعبان 1421

الثقافية

الزمن الرابع
كذبة,, بيضاء!
تركي ابراهيم الماضي
قال لها وهو يهم بالمغادرة من المنزل: لن أتاخر كثيرا في العودة؟! انبه ضميره وهو يقود سيارته,, لماذا يستمر في الكذب عليها طالما يعلم انه لا يستطيع الوفاء بوعده ,, لماذا لا يكتفي بقول الحقيقة؟!
في (الاستراحة) احاط به (شلة) الاصدقاء,, لم يدعوا له مجالا للحديث,, تحدثوا عن كرة القدم,, وعن الشريط الغنائي لمطرب الشباب,, وتحدثوا عن النساء وكيدهن,, فتذكر فجأة زوجته,, نظر الى ساعته وقد تجاوزت الثانية بعد منتصف الليل,, انتعل حذاءه على عجل,, واكتفى باشارة الوداع لاصدقائه دون ان يلتفت الى تعليق احدهم (انه يخاف من زوجته)!!
عند باب الغرفة,, تمهل في فتح الباب,, ولكن (صرير) الباب كشف عن (ورطته) سريعا,, فاجأته وهي تقول: لا حاجة للاعذار,, فقط لا تنسى غدا موعد طفلنا في عيادة الاسنان!
اراد ان يقول لها: آسف,, ولكن هذه الكلمة فقدت معناها,, عندما اعتادت على سماعها منه مرات كثيرة,,!!
استلقى على السرير,, وتذكر على الفور,, (شلة) الاصدقاء,, واطلق زفرة واسعة,, سكنت فضاء الغرفة!
(بسمة)
ينظر الى الاشارة المرورية بشيء من الحقد,, الحر الخانق لا يجدي معه (مكيف) هواء السيارة,.
ينظر الى ساعته,, لقد طال انتظاره امام هذه الاشارة (التعيسة),, يتسلى بقراءة الوجوه في السيارات المحاذية له,, يتفاجأ بطفل صغير يدق بأصابعه على نافذة سيارته:
(هل تريد شراء علبة مناديل!!) ,, يكتفي بالنظر اليه,, ويهز رأسه بالنفي,, يستغرب كثيرا من تلك البسمة التي تعلو وجه الطفل وهو يغادره الى سيارة اخرى!
(شرود)
ظل يكتب لها,, ليلا ونهارا قصائد من وله,, اتعبته الاماني,, ولكن قلبه لم يستسلم لفكرة الفراق,, في لحظة شاردة ,, القى بجسده المتعب على (كرسي) مكتبه العتيق,, تخيل وهو يداعب قلمه,, انه الوحيد في هذا العالم الذي لا يشعر الناس بألمه حتى (هي),, اراد ان يكتب لها قصيدة اخرى,, وربما قصيدة وداع,, حاول ان يمضي بقدمه على سطح الورقة الناصعة البياض,, حاول,, وحاول,, لكنه لم يجد اي حرف يبدأ به قصيدته,, هل اصبح عاجزا عن الكتابة لها؟!
عاد الى فراشه مسرورا لأول مرة منذ فراقها,, لقد استطاع أخيرا ان (ينسى) للحظة,, مجرد لحظة واحدة ان ينساها,, كيف,, لا يدري؟!
E- mail: turki 777@ hotmail. com

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved