| المجتمـع
كثيراً ما يصاب الإنسان بفقدان الوعي خاصة عند اصطدام الرأس بجسم حاد إلا أن تلك الغيبوبة قد تطول أو تقصر مدتها، بل وفي بعض الحالات سمعنا أن البعض أصيب بفقدان الوعي لأيام عديدة بل ووصل بعضهم إلى سنوات.
الدكتور كمال الشيخ أخصائي الأمراض الباطنية والتنفسية بمستشفى الحمادي بالرياض يحدثنا عن أسباب فقدان الوعي وكيف يتحول إلى حالة السبات الكوما المستمرة فيقول: أولاً لابد أن نشرح ما يعنيه فقدان الوعي حيث أنه يصبح معه الإنسان في حالة سبات مع نقص أو غياب استجابته للمنبهات الألمية وغيرها ويكون الإنسان فيه كالنائم ولا نستطيع إيقاظه مهما حاولنا، بعض الأطباء يسمونه مرحلة ما قبل الوفاة.
وقد يخرج الإنسان من حالة السبات سليماً معافى وقد يستيقظ مع درجات مختلفة من العجز الجسمي والعصبي أو التنفسي، وقد لا يخرج أبداً من حالة السبات هذه التي تنتهي بالوفاة.
جميع الأشخاص معرضون للسبات بدرجات مختلفة وخاصة مرضى السكري والقلب، ومرضى القصور الكبدي.
أما عن الأسباب فيقول الدكتور كمال قد ينجم السبات عن رض شديد على الرأس يؤدي إلى ارتجاج دماغ أو إلى نزف ضمن القحف وإذا كان النزف شديداً ولم يعالج بشكل سريع غالباً ما يؤدي للوفاة بسبب انضغاط الدماغ، وقد أصبحنا نشاهد الكثير من حوادث الطرقات التي تسبب كسوراً ونزوفاً ضمن القحف كما أن الجلطة الدماغيةخثرة ضمن شرايين الدماغ تؤدي لحالة من السبات بالإضافة إلى أن شرايين الدماغ قد تتمزق وتؤدي إلى نزوف ضمن الدماغ وخاصة عند المصابين بارتفاع ضغط الدم والسكري والأشخاص الذين لديهم توسعات خلقية في أوعية الدماغأمهات الدم وهذا النزف ضمن الدماغ يؤدي إلى دخول الإنسان بحالة سبات بشكل مفاجئ وسريع.
وأشار د, كمال الشيخ أخصائي الأمراض الباطنية : إلى أن هناك أيضاً أسبابا عديدة للسبات منها زيادة سكر الدم الشديدة، أو نقص سكر الدم الشديد واضطراب شوارد الدم، وشرب الكحول بكميات كبيرة أو تناول المواد السامة أو المخدرات، كما أن التهابات السحايا والدماغ أيضاً تؤدي إلى السبات ومرضى الصرع معروضون للإصابة بالسبات أيضاً أكثر من غيرهم.
تلك بعض الأسباب وهناك أسباب أخرى أقل حدوثاً لامجال لذكرها الآن.
العلاج
أما عن الوقاية والعلاج فيقول د, كمال: إن مريض السبات يجب أن يدخل إلى قسم العناية المركزة بشكل أكيد ويجب أن يشخص السبب عن طريق بعض الفحوص الدموية والتصوير الطبقي للدماغ وتخطيط الدماغ الكهربي أو اجراء بزل قطني إن لزم الأمر وعندما يكون السبب هو نقص سكر الدم يجب إعطاء المحلول السكري عن طريق الوريد فوراً، وإذا كان السبب زيادة السكر يجب إعطاء الأنسولين، أما في حالة التهاب السحايا الجرثومي فيجب إعطاء المضادات الحيوية بسرعة بكميات كافية عن طريق الوريد.
أما النزوف ضمن القحف فيمكن إفراغها بإجراء ثقوب في الجمجمة أو بفتح القحف إن لزم الأمر.
أما الجلطات الدماغية أو النزوف العميقة ضمن المادة الدماغية فلا يجرى لها أي تدخل جراحي وتعالج معالجة محافظة، وفي حالة تناول الأدوية والمخدرات فيجب إعطاء المادة المضادة بشكل إسعافي وسريع.
تجنب حدوث المضاعفات
وأكد د, الشيخ أن المريض المصاب بالسبات يجب أن يلقى عناية تمريضية فائقة ضمن قسم العناية المركزة وبواسطة فريق تمريضي مدرب، ويجب تقليب المريض كل فترة بحيث لا يبقى على نفس الوضع فترة زمنية طويلة لكي نتجنب حدوث القروح والالتهابات الجلدية كما يوضع أنبوب أنفي معدي من أجل تغذية المصاب بالسبات، وقد يحتاج المريض أيضاً إلى جهاز تنفس اصطناعي إذا تعرض لصعوبة في التنفس.
وأشار د, كمال الشيخ في ختام حديثه إلى أنه قد يعود المريض إلى وعيه الكامل وحالته الطبيعية كما في حالة نقص سكر الدم عندما يعطى المحلول السكري، أو قد يعود الوعي بشكل جزئي مع بعض العجز العصبي كالشلل الشقي كما في حالة الجلطات والنزوف الدماغية، والاحتمال الأسوأ هو أن يتوفى المريض رغم كل الإجراءات العلاجية والعناية الفائقة كما في النزف الدماغي الشديد والصاعق أو الجلطة الدماغية الواسعة الحجم والأعمار بيد الله سبحانه.
|
|
|
|
|