| مقـالات
(1)
** كلامُنا لفظٌ مفيدٌ
كاستقم
ثم اصطدم,,.
** وفعلُنا صوتٌ بليدٌ لن يتمّ,.
إن شئت نم,.
قل إن ترد:
سمعاً نعم
ثم انطلق
حلِّق بلا
وبكم ولم
وانسَ استقم
** الصوتُ لونٌ للأهم,.
** والفعلُ إيقاعُ العدم
والعُربُ قد عرفوا الطريق
إلى القمم
ببيانهم وبنانِهم
وبقصدِ لا
والنطق سَم
***
(2)
** آه,, أيّتها اللغة,, كم أنتِ جميلةٌ,, وخطرة,.
تولستوي
***
** أتعلم أم أنت لا تعلمُ
بأن جراح الضحايا فمُ
الجواهري
***
** أنا من يحدث نفسَه
من أصغر الأشياء تولد أكبر الأفكار
والإيقاع لا يأتي من الكلمات,.
محمود درويش
***
(3)
* اللغةُ في أزمة,,!
* الثقافةُ في أزمة,,!
* الشعرُ في أزمة,,!
** ولم ينجُ من هذه الأزمات أيُّ فنٍ إنساني ,, فهكذا القصة والرواية والتشكيل والفكر والإبداع .
** وأضحت هذه المساحات المأزومة ساحةً لمن عَرَف أو هَرَف ليقولَ رأيَه في أسباب المشكلة، وطرق الحل، وأضحى الجميعُ ذوي رؤية مختلفة يحق لهم بها تسويدُ الصحائف وتصحيف الحقائق ، والقفز على مقدّمات البحث وشروطه، ومنطق المعالجة ونطاقها,,!
** ولو شاءَ متأملٌ أن يأسى فلواقع الكلمة التي سامَها كلُّ مفلس فبيعت في سوق النخاسة وقبض؟ الثمن أثرياء الغفلة والغفوة وتُجّارُ الوهمِ والوهن ,,!
***
(4)
** مقدّمةٌ لا يشكُّ صاحبُكم في تكرارها، فعلى الأقل أدرك من نفسِه أنه قد ردّدها في كتاباته منذ أن توافرت لقلمِه علانيةٌ لم يسعَ إليها بدءاً ، ولا يتشبث بها منتهىً ,, ولا يريد أن يضيفَ إلى إضافات ، فقد مللنا التكرار والمتكررين ,,!
** ولعلّ من حُسن حظِّ باحثي العلوم التطبيقية والبحتة بُعدَها عن أنوفِ وأفواهِ أخماس العلماء فلا يتصدى لها إلا راغبٌ في الدرس أو متعمقٌ في التدريس,,!
* ليهنأوا بنأيهم عن الواجهة وخلاصِهم من المواجهة فقد فرغوا لوجهِ العلم، وتجاوزوا و(يتجاوزون) مماحكاتِ الفارغين ,,!
** ومن قُدِّر له أن يتعايش داخل الوسط الثقافي العربي ولو لم يعش فيه فإنه سيعشى بمشكلاته التي ابتدأت بالنقائض ، وتتصلُ بمشروعات التجديد واتهامات التقليد ، وتنتهي بعدم الجدوى، والجمود ،!
** هكذا فشلت الحداثة ، رغم كونها المشروعَ الأوحد في النصف الثاني من القرن العشرين، وانتكست معها رايات النقدِ والشعر ، وبقي مبدعوها دون ظلٍّ يحتويهم أو ركنٍ يُؤويهم، ولجأ المنظِّرون إلى بدع يسعون بها إلى إعادة الجمهور الهارب، واستعادة النجوميّة الآفلة
(5)
** مثلما بدأ مشروع (ما بعد الحداثة) الفكري لمحاولة التواكب مع حياة الكلمة الدائمة، فإن ثمةَ علوماً إنسانية أخرى أقلَّ تعرضاً لفتاوى الأدعياء قد انتقلت إلى عصرِ ما بعد الحداثة ، ربما في محاولة جادة للخروج من نفق التوقف في مدارات السكون ,,!
** وربما رأيتم في مثل هذه المخارج لقطاتٍ معبَّرةً عن الوضع الصعب للعلوم النظريّة التي تثبتُ الأيام عدمَ اكتفائها بالمتخصصين فيها، فالشاعرُ لا يتخرج في كليات الآداب، والتربويُّ لا تؤهله كليّات التربية، ورجلُ الأعمال لا تصنعه كليّات الاقتصاد، كما أن المديرين لا ينجحون فقط إذا حملوا شهادات عليا في الإدارة ، وهنا علامات استفهامٍ حول آفاق التخصص في هذه العلوم,.
***
(6)
** ربما أتاحت لنا التوطئة السابقة الحديث عن نظرية ما بعد الحداثة Postmodernism في الإدارة وليس في الأدب كما اعتدنا أو عُوِّدنا، وربما كان في هذه هروبٌ من تقليدية المديرين مثلما في تلك خروجٌ عن نمطيّة المقلِّدين وشطحات المجدِّدين ,,!
** استندت الحداثةُ الأدبية وما بعدها إلى نظريات لغويّة قرأنا فيها البنيويّة وما وراء البنيويّة من جانب والتفكيكيّة وما قبلها من جانب آخر، واصطبغت الثقافةُ ومعها الفنُ والموسيقى والمسرحُ والفلسفةُ والنقدُ والتاريخُ والفكر بهذا الاطار الذي تجاوز مؤخراً ليشمل الإدارةَ المرتبطة بحياة الناس وهمومهم، وفي هذا المنهج سعي إلى نقل الإدارة من نقطة الارتكاز المؤسس على السُّلطة إلى فضاءاتٍ مفتوحة تتيح المجال للحوار ، وتضمن للجمهور حقَّ المشاركة في القرار ، وتأكيد حق المُدار في الوعي بأسباب وأساليب ووسائل ونتائج الفعل الاداري الدائر حوله,.
** هنا تتميز ما وراء حداثة الإدارة عن نظيرتها الأدبية في بحثها عن هموم الناس، والتقائها باحتياجاتهم، ونظرتها إلى أداءٍ ديموقراطيٍّ يكتسب الشرعيّة من اقتناع المستفيدين، وكما موت المؤلف في النظرية البنيويّة الحداثيّة فإن علماءَ ما بعد الحداثة الإدارية قد نادوا كذلك بموت المذهب الإداري القديم المبني على الفلسفة الأرثوذكسية لتحلَّ محلها نظرية فن النقاش Discourse Theory .
***
(7)
** ينظر مؤلفا كتاب نظرية ما بعد الحداثة للإدارة العامة: باتجاه فن النقاش) الصادر مترجماً عن معهد الإدارة هذا العام، إلى الإداري التقليدي على أنه مسلوب الإرادة ولنا معهما أن نتجاهل كل مظاهر السلطة التي تحيط به أو يحيط بها نفسه ، فهو مجرد منفِّذٍ لصياغات النظام الموضوع أمامه، أو لعلَّه حارسٌ لها يتلقى أداء مَن فوقه، ويصدرها إلى مَن تحته في سلسلةٍ تراتبيّة يبدو فيها الشكل الهرميُّ المعتمد على دكتاتورية القرار وإلزام التشريع,,!
** ويجيء البناءُ المؤسسيُّ نموذجاً إصلاحيّاً يسعى لإبعاد الادارة عن مزاج المدير ، وإن ربطها بجمود النظام، مما يجعل الحاجة ملحّةً للبحث عن بدائل أخرى لها سماتُ الهيكلة الجمعيّة والمرونة التشريعيّة والعدالة التنفيذية ,,!
***
(8)
** هل البحث عن نظريات جديدة في الثقافة والإدارة والسياسة يعني عدم استقرار هذه العلوم إذا صحّت نسبتها إلى العلم التجريدي أو التطبيقي واستمرار تفتيشها عن أساساتِ بنائيةٍ تقف عليها في ممارسة دورها النظري والعملي ,,!
** وإذا كان الأمر كذلك كما هو مفترض فما هو موقف الناس ، المتأثرين بهذه العلوم/ الفنون/ النظريات,, ، وهل يمكن تركهم نهباً للتغيير في التفكير والتردد في التقرير ، والتناقض في الممارسة .
** وإذا آمنأ ان الإدارة والسياسة مجالان مهمّان يستجيبان للتحديات ، ويتجددان بالاختلاف، فإن الثقافة بوصفها تراكماً معرفيّاً متكاملاً ترتدُّ إلى الخلف ، حين يقدَّر لمساراتها أن تتقاطع وتتصارع,,!
***
(9)
** الأسئلة السابقة - والتي تظلُّ اجاباتُها مفتوحةً - مؤشرٌ مهمٌّ إلى هامشية دور المفكر، المثقف ، المنظِّر ، المتخصص في الفعل الواقعي على الأرض ، فإنما يقولون ويصولون ويجولون، ويقدمون خلاصات بحثيّة ومقاليّة وإنشائية تدور في فلكٍ مجرّدٍ دون أن تهتمّ بها الممارسةُ العمليّةُ ,,!
** اختلف المثقفون حول الحداثة وما قبلها وما بعدها، وبقي الناس بعيدين عن همومهم حولها، ولا فرقَ لديهم بين قممهم وقيعانهم وظلّوا كما كانوا يصفّقون للمتنبي ويطربهم شوقي ويردّدون لا تصالح أمل دنقل ، ولا يُهمُّهم كيف يُصنّفون,, ولماذا,, ومن هم التنويريّون أو الظلاميّون ، ومن هم المجدِّدون والمقلِّدون ,,؟
** أعجبوا بنزار ولم يكن حداثيّاً وجهلوا أو تجاهلوا أدونيس وهو رأس الحداثة ولا يدرون من هم رموز ما بعد الحداثة وليسوا معنيين بالبحث عنهم,,! وهكذا هم مع بقية الأسماء الإبداعيّة دون أن تمثل ثقافة الكاسيت والمطويّات السريعة والأحكام الجاهزة في المقابل تأثيراً ذا بال,,!
** بقي للسامع والقارئ رأيهما، ولم يستطع الملمِّعون بكسر الميم والمطفئون بكسر الفاء اختراق مساحات الإعجاب لدى الإنسان العربي العادي الذي يحكِّم ذائقته الفطرية فلم يَمِل كما لم يتمايل مع رغائب النقّاد ومحاضرات المؤدلجين وفي هذا عبرة لمن يود الاعتبار,,!
***
(10)
** في كتابه الأيديولوجيا العربية المعاصرة كتب عبدالله العروي :
* قبل التفكير في قضايا تقنية روائية خالصة مثل: خلق الشخصيات/ بناء العقدة/ وتيرة السرد/ طبيعة الحوار/ وفي علاقات جميع هذه العناصر بالدينامية الاجتماعية، كما يفعل النقد الجامعي اليوم، كان الأجدى بالتأكيد أن نطرح على أنفسنا السؤال الحاسم: ما هو الشيء الروائي في مجتمعنا,,؟!
** ولعلَّ هذا السؤال لو أُعيد بصياغةٍ عامةٍ لا تركز على الرواية بصفتها جنساً أدبياً محدّداً فإنه مشروع استفهام كبير لا يقف عند الثقافة أو الادارة ، أو السياسة ، فنحن نغوص في التفاصيل ، ونغرق في المصطلحات ، ونتيه في صوتيّة اللغة ، وخطابيّة الفكر ثم يفاجئنا الواقع فإذا هو غير النظريّة ، وإذا حسابات الحقل تختلف عن حسابات البيدر ,,!
***
(11)
** سألوا كونفوشيوس حكيم الصين القديم :
* ماذا ستصنع لو توليت أمر الصين,,؟
** فأجاب:
* أقوم بإصلاح اللغة,,!
** ردّوا عليه:
* لماذا؟
** فقال:
* إذا لم تكن اللغة سليمةً فما يقال سيختلف عمّا هو متصوَّر,,!
** وربما رأيتم أن هذه القصة تختزل مسافات هذه الأربعاويّة ,, فلتكن خاتمة البداية لحديث يطول فاتحته وخاتمته: ماذا لو,,؟!!
** الكلمة صورة لا تحتاج إلى إطار,,!
|
|
|
|
|