أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Wednesday 1st November,2000العدد:10261الطبعةالاولـيالاربعاء 5 ,شعبان 1421

مقـالات

روى وآفاق
ماذا عملنا لنشر لغتنا؟
د, عبدالعزيز بن محمد الفيصل
اللغة العربية منطوقة ومكتوبة خارج الأوطان العربية من الخليج إلى المحيط، فهي منطوقة ومكتوبة في بلاد التكرور في الغرب الإفريقي، بل هي شائعة في نيجيريا كلها وفي النيجر، ويتحدث بها كثير من الناس في تشاد، وفي الصحراء الأفريقية.
ففي البلاد المذكورة كثير من المدارس تدرس باللغة العربية، مع شح الموارد، والعرب في غفلة عن تلك المدارس، وهي تطلب العون بالكتب وغيرها، ولا يستجيب لها إلا من وفق لطرق الخير، وهم قليل، وفي أريتريا والحبشة وكينيا وجزر الساحل الافريقي الشرقي يتحدث كثير من الناس باللغة العربية، وفي تلك البلاد كثير من المدارس التي تدرس الدين الإسلامي واللغة العربية، واللغة العربية لها وجود في جمهوريات آسيا الوسطى، وان كان هذا الوجود قد تضاءل في أيام القبضة الماركسية من قبل حكام الاتحاد السوفيتي السابقين.
وبما ان الأمور قد تغيرت الآن، فيجب على العرب ان يساعدوا اخوانهم في تلك البلاد على نشر اللغة العربية، وفي باكستان والهند وافغانستان كثير من الناطقين بالعربية، بل ان الكتابة بها والتأليف متواصل منذ القدم إلى الآن، والمدارس التي تدرس اللغة العربية تعتمد على موارد محدودة فهي بحاجة إلى العون.
وفي بلاد فَطَاني من تايلاند اقبال على تعلم العربية، فهل التفتنا إلى مساعدة اخواننا على نشر لغة القرآن في تلك البلاد.
وفي ماليزيا اقبال على تعلم العربية، أما اندونيسيا ففيها جالية حضرمية كبيرة، محافظة على لغتها العربية بالاضافة إلى من تعلم العربية من أهل البلاد، ولذلك نشأ فكر يعتمد على العربية في انتاجه من تأليف وشعر، والنشاط الفكري المعتمد على العربية في اندونيسيا والهند مهدد بالانقراض ان لم يجد المؤازرة من العرب.
وفي المهاجر الأمريكية في كندا والولايات المتحدة الأمريكية والبرازيل والارجنتين انتشرت اللغة العربية عن طريق المهاجرين، وأكثر من نشرها عرب غير مسلمين، وان كان للمسلمين أثر لا ينكر في نشر اللغة العربية في المهاجر الأمريكية، فقد أنشئت الصحف العربية، وأسست لها المطابع بالحرف العربي، وصدرت الدواوين الشعرية والمؤلفات النثرية بجهود المهاجرين، وبأموالهم، وقد استمرت الصحافة المهجرية تنشر اللغة العربية سنوات طويلة، حتى تضاءلت بسبب خبوة الحماس لنشر اللغة العربية في تلك البلاد، وثمرات تلك الجهود دواوين من الشعر لشعراء المهجر الشمالي والمهجر الجنوبي، بل ان شعر المهجرين فرض نفسه على من هم في الوطن الأم، فعلمهم الشعر من جديد، فمدرسة المهجر الشعرية لها نهجها الذي تأثر به كثير من شعراء العربية في الجزيرة العربية ومصر والعراق والشام والمغرب العربي، ومن شعراء المهجر وكتابه جبران خليل جبران صاحب المؤلفات النثرية المشهورة، والشعر ومن كتبه الغبي وعرائس المروج وله ديوان المواكب ومن شعره قوله:


هو ذا الفجر فقومي ننصرف
عن ديار ما لنا فيها صديق

وميخائيل نعيمة، ومن كتبه الغربال وهو شاعر بالاضافة إلى نثره، وإلياس فرحات، وهو شاعر مكثر ومن دواوينه: الربيع والصيف والخريف ومن شعره قوله:


فر عصفور شبابي من يديا
تاركاً في مهجتي جمراً ذكيا

والشاعر القروي، وهو شاعر مكثر، وشعره سائر بين العرب في المهجر وفي الوطن الأم، وإيليا أبو ماضي شاعر مكثر، ومن أبياته السائرة قوله:


يا أخي لا تمل بوجهك عني
ما أنا فحمة ولا أنت فرقد

ورشيد أيوب، ونسيب عريضه، وجورج صيدح، فهؤلاء الشعراء والكتاب أبقوا اللغة العربية حية في غير بلادها عن طريق العزم والتصميم، وهذا منتهى الانتصار للغة العربية.
وإذا كان الانجليز يبذلون الأموال الطائلة لنشر لغتهم، والفرنسيون والأسبان يسلكون طرقاً كثيرة لنشر اللغة الفرنسية واللغة الأسبانية فماذا عمل العرب لنشر لغتهم في العالم؟!
ان في العالم اليوم أكثر من ثلاثة آلاف مدرسة تدرس باللغة العربية خارج البلاد العربية، فماذا عملت المنظمة العربية للثقافة لهذه المدارس، أليست هذه المنظمة تعمل تحت مظلة جامعة الدول العربية، فأين جهودها في نشر اللغة العربية ونتساءل عن دور الإعلام: التلفاز، الإذاعة، الصحافة في نشر اللغة العربية؟ فلا نجد جواباً شافياً، فالتقصير تجاه لغتنا يعم المنظمات والأفراد.

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved