| الريـاضيـة
* كتب عبدالعزيز الهدلق
بالفعل لم يكن بالإمكان أبدع وأفضل مماكان, ذلك كان لسان حال منتخبنا الوطني وهو ينهي مشواره في بطولة كأس آسيا الثانية عشرة والتي اختتمت مساء أمس في العاصمة اللبنانية بيروت بحصول منتخبنا الأخضر على المركز الثاني في البطولة بعد خسارته للمباراة النهائية أمام المنتخب الياباني بهدف دون مقابل سجله اللاعب موتشو زوكي في الدقيقة (29) من الشوط الأول ليحصل منتخب بلاده على كأس آسيا للمرة الثانية في تاريخه مكررا بذلك نفس الانجاز ونفس النتيجة التي تحققت عام 92م وأمام نفس المنتخب (السعودي).
وإذا كان المنتخب الياباني قد كسب الكأس ولقب البطولة كان منتخبنا الوطني قد قاسم وشاطر المنتخب الياباني الأفضلية في المباراة وكاد يدرك التعادل مرارا بل انه كاد يصبح صاحب المبادرة في التسجيل والتقدم منذ الدقيقة التاسعة لبدء المباراة بعد تحصله على ضربة جزاء مبكرة ولكن المهاجم حمزة ادريس طوح بالكرة الى خارج الملعب وطوح معها بكل الآمال السعودية في القبض على زمام المباراة والتحكم بمجرياتها منذ البداية ولكن جرت رياح المباراة بما لا تشتهي السفن السعودية.
الشوط الأول
دخل منتخبنا الوطني هذا الشوط بتشكيل مكون من محمد الدعيع في حراسة المرمى واحمد الدوخي واحمد خليل ومحمد الخليوي وفوزي الشهري وصالح الصقري في خط الدفاع وعبدالله الواكد ونواف التمياط وسامي الجابر في خط الوسط وحمزة إدريس وطلال المشعل في المقدمة.
ولعب الاخضر بمنهجية 5/3/2 واعتمد على الكرات الطويلة في نقل اللعب من الدفاع للهجوم ووضح تحسن اداء الدفاع السعودي في هذه المباراة واختفت المساحات والفراغات الكبيرة بين المدافعين وبالأخص قلبا الدفاع إلا قليلاً, في حين لم يقدم خط الوسط الاداء الجماعي المتوقع منه حيث كان اللاعبون يعتمدون على مهاراتهم واجتهاداتهم الفردية في التحضير والاعداد للمهاجمين مما جعل الهجمات السعودية تفتقد للخطورة المطلوبة والمتوقعة في مباراة نهائية.
وقد حاول طلال المشعل المهاجم الثاني مع حمزة ادريس العودة كثيراً للوسط للدعم والمساندة ولكن التفوق الجماعي والتنظيمي للمنتخب الياباني اخفى كل الجهود الفردية للاعبي الوسط السعودي إلا من بعض المحاولات القليلة والتي نجح في احداها اللاعب المشاكس والمجتهد طلال المشعل من كسب ضربة جزاء صحيحة وصريحة في الدقيقة التاسعة من بدء الشوط بعد أن تابع كرة نواف التمياط الطويلة من منتصف الملعب والساقطة في منطقة الجزاء اليابانية والتي لم يحسن كابتن المنتخب موريكا من التعامل معها فخطفها المشعل فلم يجد موريكا بداً من شده من كتفه واسقاطه في منطقة الجزاء لم يتردد الدولي علي بو جسيم في احتسابها ضربة جزاء صحيحة للمنتخب السعودي مع منح المدافع الياباني بطاقة صفراء وبعد مشاورات بين الثلاثي السعودي سامي وطلال وحمزة تم تسليم المشعل الكرة لتنفيذ ركلة الجزاء لكنه اعادها لزملائه ليتقدم لها حمزة ادريس وينفذها سيئة وضعيفة على يمين الحارس الياباني كادا غوتشي حيث تهادت الكرة الى خارج الملعب مهدراً فرصة ثمينة وذهبية للمنتخب السعودي كان تسجيلها كفيلاً بان يمنح لاعبي الاخضر دفعة معنوية عالية وكبيرة ويجعل الأمل بالفوز بكأس آسيا أكثر قرباً.
ولم يؤثر اهدار ركلة الجزاء على رتم وسير المباراة حيث ظل المنتخب الياباني الأكثر سيطرة واستحواذاً على الكرة والأكثر تنظيماً وجماعية والأكثر هجوماً وبقي منتخبنا مدافعاً ومعتمداً على الهجمات المرتدة الطويلة ذات النزعات الفردية.
وفي الدقيقة 29 ومع استمرار النهج الهجومي الياباني استطاع موتشو زوكي من تسجيل هدف السبق لمنتخب بلاده بعد ان تلقى كرة طويلة ساقطة في منطقة الجزاء السعودية من خطأ نفذ من منتصف الملعب لتتخطى الكرة كل رؤوس المدافعين والمهاجمين فتجد موتشو زوكي المتربص في مواجهة الدعيع وحيداً ولم يجد عناءً في ان يسددها في شباك محمد الدعيع هدفاً يابانياً أول.
ولم يغير هذا الهدف من وضع طرفي المباراة الفني حيث استمر المنتخب الياباني في سيطرته وادائه الهجومي والمنظم كما استمر الاداء السعودي الرتيب حتى اعلن بو جسيم نهاية هذا الشوط بتقدم المنتخب الياباني بهدف موتشوزوكي.
وكان المنتخب الياباني قد دخل هذا الشوط بتشكيل مكون من كاواغوتشي في حراسة المرمى وماتسودا وموريكاو تاكامورا في خط الدفاع وميوجين وموريشيما وموتشوزركي ونانامي في خط الوسط وميشي زاوا وتاكاهارا في المقدمة وانتهج طريقة 3/5/2 ومكّنت هذه الكثافة العددية اليابانية في خط الوسط على الاستحواذ والسيطرة على منطقة المناورة في منتصف الملعب طيلة هذا الشوط.
الشوط الثاني
أجرى مدرب منتخبنا القدير ناصر الجوهر تبديلين دفعة واحدة مع بدء هذا الشوط احدهما اضطراري بخروج المصاب محمد الخليوي ودخول العائد من الاصابة عبدالله سليمان والآخر تكتيكي بخروج حمزة ادريس ونزول محمد الشلهوب كما غير الجوهر شيئاً من طريقة اللعب السعودي بالايعاز لفوزي الشهري بالتقدم لخط الوسط لزيادة الكثافة العددية السعودية في منطقة المناورة مع اعطاء تعليمات للاعبي هذا الخط بالتخلي قليلاً عن الاعتماد على الكرات الطويلة للمهاجمين واستبدالها بالتمريرات المتبادلة القصيرة واثمرت هذه التغييرات الفنية عن اندفاع سعودي عنيف نحو المرمى الياباني وسيطر الخماسي سامي ونواف والشلهوب والواكد والشهري على منطقة اللعب الوسطية وبسطوا نفوذهم على سير المباراة فامطروا منطقة الجزاء اليابانية بالعديد من الغزوات الهجومية المتنوعة وكادت في الدقيقة الثانية من هذا الشوط ان تسفر عن هدف التعادل السعودي، بعدما تعامل الشلهوب بسرعة وذكاء مع تمريرة سامي الجابر فسدد من خارج منطقة الجزاء كرة قوية تمر بجانب القائم الأيسر للحارس الياباني متجهة الى خارج الملعب, وفي ظل هذا التفوق السعودي والتهديد المستمر للمرمى الياباني سدد فوزي الشهري في الدقيقة 5 كرة رائعة وجميلة نحو مرمى كاوا غوتشي، وبعدها باربع دقائق انطلق طلال المشعل خلف كرة هوائية فارتقى لها ولكن كابتن المنتخب الياباني ضربه واسقطه ارضاً خارج المنطقة الجزاء نال على إثرها الياباني بطاقة صفراء، ولم يحسن للأسف لاعبو منتخبنا التعامل مع هذا الخطأ بايجابية فضاعت فرصة أخرى لإدراك التعادل, ولكن محاولات نجم الوسط السعودي الصغير محمد الشلهوب لم تتوقف فقد كاد يباغت اليابانيين بهدف التعادل في الدقيقة 15 عندما ارسل قذيقة ذكية طويلة ساقطة في الزاوية العليا البعيدة للمرمى الياباني فتطاول لها الحارس كاواغوتشي الذي نال جائزة أفضل لاعب في المباراة واخرجها باطراف اصابعه ضربة ركنية منقذا منتخب بلاده من هدف محقق كاد يقلب موازين المباراة.
وتواصل الهجوم السعودي المنظم والمنسق نحو المرمى الياباني حيث قاد الثنائي الجابر والشلهوب هجمة منسقة انتهت الى احمد الدوخي الذي قدم بدوره كرة عرضية جميلة داخل منطقة الجزاء اليابانية خطفها المشعل برأسه كالعادة ولكن يقظة الحارس الياباني ابطلت مفعولها حيث احتضنها بثقة بين بديه.
وكان ذلك في الدقيقة 17 .
ولم يكن المنتخب الياباني غائباً في هذا الشوط فقد حاول عبر هجمة مرتدة ان يضيف هدفاً ثانياً بتسديدة قوية من خارج منطقة الجزاء السعودية ولكن وجود حارس آسيا الأول محمد الدعيع حال دون ذلك عندما أخرج الكرة الى ضربة ركنية يابانية.
وأمام هذا الاقتراب السعودي من تعديل النتيجة وادراك التعادل واصل مدربنا القدير ناصر الجوهر إضافة لمساته الفنية الرائعة على أداء المنتخب فأخرج فوزي الشهري في الدقيقة (27) ودفع بالمهاجم مرزوق العتيبي في رغبة منه لمعاضدة طلال المشعل في المقدمة ولكن مرزوق لم يكن له ذلك الحضور الفني والذهني في المباراة ولم يحقق رغبة المدرب في إدراك الهدف الذي دخل من أجله، لكن منتخبنا ظل مستمرا في أدائه المهيمن على اجواء اللعب والمهدد للمرمى الياباني، وكاد قائد الأخضر سامي الجابر أن يحقق الهدف المنتظر والمنشود ولكن رأسيته الرائعة في الدقيقة (39) اعتلت العارضة اليابانية بسنتمترات قليلة, اتبعها في الدقيقة (42) نجم المنتخب السعودي في هذه المباراة نواف التمياط والذي اختير ضمن منتخب آسيا بتسديدة رائعة وقوية من خارج المنطقة ارتطمت بالأرض قبل وصولها للحارس وكادت تتخطاه ولكن كاواغوتشي كان اكثر يقظة من ان تخدعه تلك الكرة فأخرجها بصعوبة ضربة ركنية سعودية.
وكانت تلك آخر الفرص السعودية المواتية للتسجيل وتعديل النتجية لتدخل المباراة بعدها في وقتها القاتل والمحتسب بدل ضائع والذي قدره علي بوجسيم بخمس دقائق إضاعه اليابانيون في تهدئة اللعب وإخراج الكرة للآوت واجراء التبديلات غير التكتيكية والهادفة لابطاء اللعب وايقافه وإهدار الوقت وتحقق للفرنسي تروسيه ولاعبيه ما أرادوه عندما أطلق ابوجسيم صافرته في الدقيقة (95) معلناً نهاية المباراة بفوز اليابان وحصول منتخبهم على كأس آسيا الثانية عشرة.
|
|
|
|
|