| الريـاضيـة
مرت نهائيات كأس الأمم الآسيوية الثانية عشرة التي اختتمت مساء امس الأول (الأحد) في العاصمة اللبنانية بيروت على الأقل بالنسبة لنا كسعوديين كطيف عابر,, أو حلم,, لكن لا ادري إن كان حلماً جميلاً,, جاء من يفيقنا منه قبل نهايته أم كابوساً مزعجاً,, وان كنت أشك في هذه الأخيرة,, لكن من المؤكد انه كان جميلا على الأقل في بعض فتراته,, على ان السؤال المطروح عما إذا كان هذا الحلم يخفي وراءه حقيقة لا نستطيع رؤيتها في صحونا,, أو الإحساس بها.
فما حدث بين السبت 14/10 والأحد 29/10 يمكن تصنيفه كذلك,.
السبت,, كانت البداية (الصدمة),,, والخسارة الثقيلة امام اليابان 1/4 بفريق (ولا اقول) عناصر,, لا يرتقي إلى مستوى البطولة,, بعد ان وصلها محفوفا بهالة إعلامية تصحبها طبول الفرح,, كبطل مرشح,, ينتظر الوقوف على منصة التتويج.
كانت هذه الصدمة بمثابة الماء الذي أطفأ لهيب الفرح المشتعل (مسبقا) وبدأ تجهيز الكفن,, ومراحل دفن (العريس) الذي تلقى الرصاصة في صدره، وهو في طريقه لوضع يده في يد عروسة تمهيداً للزفة,.
وبدت المسألة,, مسألة ساعات فقط يعلن بعدها,, عن البدء في هذه المراسم.
عفواً لهذا التعبير ولكن هذه حقيقة إعلامنا أو بعضه وللأسف وتعامله مع الحدث,, وبدأ حينها شحذ سكاكينه تمهيدا لسلخ الذبيحة,, و(الضحية) كانت موجودة,, وتم تجهيزها بسرعة,, وقبولها,, فهي لم تتأثر بحمى الوادي المتصدع,, لأنها من اللحم المستورد.
ربما كانت هي السبب فعلا,, في فقد اللاعبين شهيتهم وتأثرهم نفسيا,, وربما كانت هناك أطباق اخرى أثرت بدورها على نفسياتهم.
عموماً,, تم تغيير الطبق الرئيس وانفتحت شهية اللاعبين شيئا,, فشيئا وفجأة انقلب المؤشر الإعلامي 180 درجة وبدأ تجهيز السفرة بما لذ وطاب,, حتى إذا ما جاء يوم الاحد 29/10 (امس الأول),, تم وضع الكعكة الرئيسة استعداداً للمشاركة في قطعها وتناول ما تيسر منها.
إني لأعجب من سرعة تحول هذا المؤشر (فنحن أناس لا توسط بيننا).
وعلى هذا الاساس,, أتساءل:
إذا كان هذا الحلم يمثل الواقع,, فهل كان يتطابق مع الحقيقة؟!
سأرجئ الاجابة على هذا التساؤل بعض الشيء,, وتحديدا في مقال قادم,, وفي الوقت المناسب لاننا بالفعل في حاجة للإجابة عليه!, واعود الى الحدث الذي عايشناه وعشنا معه,, وكيف تعاملنا معه؟!.
ربما كانت المرة الاولى,, او من المرات النادرة التي نخرج فيها من بطولة معينة بهذا الحجم,, ومن هذه المرحلة,, ونحن مقتنعون كجمهور بما تحقق,,, وعلى قناعة تامة به,,، بغض النظر عن الظروف التي صاحبت الخطوة الأخيرة,.
صحيح اننا قدمنا مستوى متميزا في المباراة النهائية كان كافيا لنيلنا شرف البطولة.
وصحيح اننا أضعنا ضربة جزاء,, كان من الممكن ان تغير مجرى المباراة واقول (ضربة جزاء),,, دون ذكر للاعب لان المقصود ضربة الجزاء,, بغض النظر عن الذي نفذ الضربة,, فهو ليس الأول,, ولن يكون الاخير الذي يتسبب في مثل هذا الحدث,, وهذا امر مقدر ومفروغ منه,,، ودونما دخول في تفاصيل وتفريعات اللاعب وامكاناته في تلك اللحظة,, واستعداده في ذلك الموقف.
وصحيح,, اننا اضعنا اكثر من فرصة حاسمة,.
وصحيح اننا وقعنا في بعض الاخطاء الفنية في الشوط الاول,, كان يمكن تلافيها,, وبالتالي امكانية تغيير الوضع,.
وصحيح,, وصحيح,.
ورغم هذا ال(صحيح) كله,, إلا اننا تعاملنا مع الحدث بصورة واقعية,, وقبول منطقي بنتيجته النهائية,.
واعتقد ان لهذا اسباباً عدة يأتي من ابرزها:
1 ان إعداد الفريق لم يكن بالصورة التي تتناسب والحدث وهو امر ادركه ويدركه القائمون عليه,, والقريبون من الوضع,, وممن لديهم القدرة على التحليل المنطقي والرؤية بموضوعية لمراحل الإعداد الفني وادركه الآخرون,, من خلال تصريحات المسئولين بعد اقصاء مدرب الفريق ماتشالا,, وشرح اسباب هذا الابعاد.
وان كان هذا يطرح سؤالا عن صمت القريبين من الوضع وعدم تدارك الاخطاء في الوقت المناسب,, وهو موضوع طرحته (في منتصف الاسبوع) السابق,, وتحديدا عقب خسارتنا من اليابان في بدء البطولة وانهاء عقد ماتشالا.
2 النتائج التي كانت عليها البداية في النهائيات امام اليابان ثم قطر,, والمبنية على الوضع الفني العام للفريق,,، مما جعل الفريق يتأهل من عنق الزجاجة,, بعد ان حزم حقائبه استعداداً للمغادرة.
3 النتائج الايجابية التي تحققت في المراحل التالية خصوصا انها كانت امام منتخبات يعتبر الفوز عليها في حد ذاته نوعاً من تحقيق الذات.
4 القناعة المسبقة بالتفوق الياباني في هذه البطولة,,، ومن ثم التفوق عليه في المباراة النهائية فنيا ومهاريا,, مما يشير الى ان الخسارة جاءت تحت مظلة بعض الاخطاء الفنية,, وملازمة الحظ,, وهذا يعني القدرة على مواجهة التحدي,, والبروز في المواقف التي تتطلب ذلك.
هذه الاسباب، وغيرها,, كان لها دور في تخفيف ردة الفعل,, او بالأحرى التعامل مع النتيجة النهائية برؤية واقعية,.
,, لكن يظل السؤال قائماً:
هل نكتفي بهذه القناعات على انه (ليس في الإمكان احسن مما كان)!
ام انه لا بد من مراجعة الحسابات من خلال دراسة تحليلية عميقة للوضع,, لا تناقشه من حيث الموقف في هذه البطولة فحسب,, وانما تأخذه كوضع شمولي يفتح الآفاق لمستقبل الكرة السعودية.
هذه الكرة التي لم تعد محلية,, او ذات طموحات محددة,, بقدر ما تجاوزت ذلك الى حدود ارحب,, ولم يعد بالامكان تصور البطولة الآسيوية بدون المنتخب السعودي فوجوده,, ومن ثم تخطيه لمراحلها يضيف نجاحاً آخر مميزا للبطولة,,
ان الكرة السعودية آسيويا,, تلعب الدرو نفسه الذي تلعبه البرازيل في كأس العالم.
لهذا لا بد ان تكون هذه الكرة على مستوى الحدث دائما,, وعلى مستوى اسم وسمعة الكرة السعودية.
وهذا له حديث خاص,, كما وعدت في بداية هذا المقال.
والله من وراء القصد,.
* * *
(في منتصف الأسبوع) الماضي قلت ان البطولة الآسيوية الثانية عشرة من اضعف البطولات الآسيوية وأفقرها فنيا,, مشيرا الى ان من ابرز الأسباب هبوط مستوى بعض المنتخبات لظروف خاصة بها,, ونظام البطولة بزيادة عدد الفرق الى 12 فريقا,, مما احدث تباينا في مستويات بعض المنتخبات.
على ضوء ما سبق انقسمت المنتخبات المشاركة الى ثلاثة مستويات:
مجموعة تجري ولا يجرى معها وهي اليابان، السعودية، كوريا، الصين.
ومجموعة تسير وسط المعمعة ويمثلها اربعة آخرون هم: الكويت، ايران، ويأتي بعدها بمراحل قطر، العراق.
وثالثة لا تستحي ان,,, ولعلي اقول لا تشتهي ان تشاهدها ويمثلها اربعة باقون,, وهي:
اوزباكستان لبنان تايلند اندونيسيا.
مع تلك المستويات,, ومستويات بعض الحكام,, هل مازال بعض الآسيويين او معظمهم مصرّاً على اتهام الفيفا بعدم انصافه لآسيا في كأس العالم.
EMAIL raseel@L.a com
|
|
|