|
| عزيزتـي الجزيرة
يقول الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام حدثوا عن بني اسرائيل ولا حرج .
بعث الله الى بني اسرائيل العديد من الأنبياء من أجل أن يوحدوه ويصدقوا به ويعبدوه لكنهم قاتلهم الله كانوا لا يتورعون عن فعل المنكرات والفواحش وعدم تصديق الأنبياء بل وقتلهم، فقد أرسل الله اليهم اسحاق فيعقوب فيوسف ثم اليسع فيوشع حيث بقى بعضهم معه ففتح بهم أريحا ثم بيت المقدس ثم لبث فيهم 27 سنة يحكم بكتاب الله التوراة وبعد موته عادوا الى ضلالتهم وفسادهم.
جاء بعد ذلك حزقيل بن بوذي عليه السلام فتولى أمرهم ولكنه لم يمكث معهم كثيرا فتفرقوا بعده وضعف أمرهم فكانوا يفسدون في الأرض ويقتلون أنبياءهم، فسلط الله عليهم الأعداء وبدل الأنبياء بملوك جبارين طغاة فسفكوا دماءهم ظلما وعذبوهم وتغلب عليهم أهل عسقلان وغزة، وسلبوا منهم التابوت المقدس الذي يحتوي على رفات يوسف عليه السلام ثم انقطعت النبوة في بني اسرائيل وانقسمت دولتهم واستمروا على ذلك 400 عام تقريبا الى ان بعث الله بعد ذلك شمويل نبيا.
طالب بنو اسرائيل نبيهم شمويل بالقتال وان يعين عليهم ملكا ليقاتلوا تحت قيادته فاختار لهم طالوت فماطلوا في البداية لفقر طالوت، فلما تحققت لطالوت معجزة التابوت الذي جاءهم به تحمله الملائكة انصاعوا له وانضموا تحت قيادته، فحدث قتال بين بني اسرائيل وبين العمالقة بقيادة جالوت في مرج الصفر جنوب دمشق فانتصروا عليهم بعد أن قتل داود عليه السلام جالوت بالحجارة والمقلاع.
تنازل طالوت لداود بالملك بعد أن قتل جالوت فآتاه الله النبوة، فأقام شريعة الله فيهم وأنزل الله عليه كتاب الزبور وأكرمه بالعديد من المعجزات، وقد كانت فترة حكمه هي فترة الرخاء والاستقرار الوحيدة التي قدر لبني اسرائيل ان يعيشوها على مر العصور.
بعد ذلك جاء سليمان عليه السلام فاستمر حوالي 20 عاما يقيم شريعة الله وبعد موته خلف ابنه رحبعام فضعف بنو اسرائيل من بعده وزاد فسادهم, أرسل الله لهم نبيه شعيا بن أمصيا عليه السلام فلم يزدادوا الا شرا وفسادا فقتلوه, بعث الله لهم بعد ذلك النبي أرميا بن حلقيا عليه السلام وغيره من الأنبياء فاستمورا على تكذيب الأنبياء وقتلهم.
وفي عهد الدولة الكلدانية سلط الله على اليهود الملك الكلداني بختنصر، حيث كان أعظم ملوكهم الذي استولى على بلاد الشام ودمر القدس واستباح ملكهم فأهلكهم وشردهم وأسرهم، ومنذ ذلك الزمان تفرق بنو اسرائيل وتشتتوا في أنحاء الأرض واستقرت جماعات منهم في الحجاز ومصر وغيرها.
ضعف الكلدان بعد موت بختنصر فعاد بنو اسرائيل الى بيت القدس وعمروه ولكن بقوا ضعفاء بسبب تكذيبهم وقتلهم للأنبياء وانتشار المنكر بينهم فخضعوا وذلوا للفرس ثم للاغريق ثم للرومان.
ثم أرسل الله اليهم زكريا وابنه يحيى عليهما السلام، فلم يجدوا من قومهما الا التمادي والطغيان، واستمرا يدعوانهم الى عبادة الله ولكنهم قتلوهما,
أرسل الله اليهم آخر أنبياء بني اسرائيل عيسى عليه السلام، الذي ولد في بيت لحم بفلسطين، ثم أقام بعد ذلك في الناصرة وأخذ يدعوهم الى عبادة الله وآتاه الله الإنجيل والكثير من المعجزات، لكنهم تآمروا عليه ليقتلوه فسلموه الى حاكم فلسطين الروماني بيلاطس فأراد القضاء عليه صلبا، لكن الله رفعه اليه ونجاه من بين أيديهم.
ومن قبل أرسل الله موسى عليه السلام وهو من بني اسرائيل الى فرعون وقومه ليدعوهم الى عبادة الله وبعد أن نجاه الله من فرعون وملئه، عاد الى قومه فوجدهم يعبدون عجلا صنعوه من حليهم الذهبية فغضب عليهم وأمرهم بأن يقتل بعضهم بعضا وكتب الله عليهم التيه في صحراء سيناء 40 عاما.
بعد ذلك وفي جزيرة العرب كان اليهود يهددون العرب بقرب ظهور نبي وانهم سيتبعونه ويبيدونهم، لذا كان العرب الأسرع في اتباع هذا النبي، ولم يتورعوا أيضا فقد حاول يهود بني النضير قتل هذا النبي عليه وعلى آله وصحبه أفضل الصلاة والسلام، ولكنه حاصرهم حتى استسلموا فأجلاهم عن المدينة المنورة بدون سلاح ونزلت فيهم سورة الحشر، وفي غزوة خيبر أبان اليهود عن شدة عداوتهم للمسلمين، وبعد انتهاء الغزوة وانتصار المسلمين حاولت زينب بنت الحارث اليهودية ان تضع السم للرسول الكريم ولكن الله أشعره بذلك ولم يأكل منه وأكل بدلا منه بشر بن البراء فمات فاقتص الرسول منها.
وفي عهد عمر بن الخطاب رضى الله عنه حاصر المسلمون بيت المقدس حتى استسلموا وجاء عمر وصلى بالمسلمين في المسجد الأقصى.
واستمرت القدس عربية اسلامية حتى جاء العهد العثماني، فحاول الزعيم اليهودي هرتزل اغراء الخليفة عبدالحميد ليعطيهم القدس فرفض بل ومنع هجرتهم الى فلسطين فعملوا على اسقاطه ونجحوا في ذلك.
وأثناء الحرب العالمية الأولى دخلت فلسطين تحت انتداب بريطانيا التي منحتها الى اليهود لإقامة وطن لهم بموجب وعد بلفور الشهير، فتقاطر اليهود على فلسطين من شتى أنحاء العالم، وقامت الثورات من أجل الحفاظ على عروبتها ولكن دون جدوى، حتى تم اعلان فلسطين وطن قومي لليهود تحت مسمى اسرائيل ولم تزل هذه الدولة اليهودية على نهجها القديم من إرهاب ومحاربة للمسلمين وإخلاف للعهود والمواثيق وإثارة الفتن في أنحاء العالم في محاولة للسيطرة على العالم اقتصاديا ومن ثم لتحقيق حلمهم الكبير المتمثل بدولة اسرائيل الكبرى المزعومة من النيل حتى الفرات.
واذا كان للشعر العربي دوره في هذا الصراع فها هي بنت فلسطين فدوى طوقان ترفع صوتها عالية وتقول بعنوان حمزة :
كان حمزة
واحداً من بلدتي كالآخرين
طيباً يأكل خبزه
بيد الكدح كقومي البسطاء الطيبين
قال لي حين التقينا ذات يوم
وأنا أخبط في تيه الهزيمة:
اصمدي، لا تضعفي يا ابنة عمي
هذه الأرض التي تحصدها نار الجريمة
والتي تنكمش اليوم بحزن وسكوت
هذه الأرض سيبقى
قلبها المغدور حياً لا يموت
هذه الأرض امرأة
في الأخاديد وفي الأرحام
سر الخصب واحد
قوة السر التي تنبت نخلا وسنابل
تنبت الشعب المقاتل
دارت الأيام لم ألتق فيها بابن عمي
غير اني كنت أدري
ساعة، وارتفعت ثم هوت
غرف الدار الشهيدة
وانحنى فيها ركام الحجرات
يحضن الأحلام والدفء الذي كان ويطوي
في ثنايا حصاد العمر، ذكرى سنوات
عمرت بالكدح، بالاصرار، بالدمع، بضحكات سعيدة
أمس أبصرت ابن عمي في الطريق
يدفع الخطو على الدرب بعزم ويقين
لم يزل حمزة مرفوع الجبين
خالد بن ابراهيم فايع
* هوامش:
اعتمدت في كتابة جل هذه المقالة على كتاب موجز التاريخ الاسلامي للكاتب الأستاذ أحمد معمور العسيري الذي أهداه الى والدي الحبيب، وقد حاولت من خلال هذه المقالة الاجتهاد على الرغم من صعوبة اختزال مثل هذه المواضيع من خلال مقالة صغيرة، ولكن حسبي انني اجتهدت وعذرا على التقصير، والنصر والعزة للمسلمين.
|
|
|
|
|
