أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 31th October,2000العدد:10260الطبعةالاولـيالثلاثاء 4 ,شعبان 1421

محليــات

مرئيات لذوي الاحتياجات الخاصة
سارة بنت طلال بن عبدالعزيز
أبدأ حديثي بالإشادة بدور جمعية الأطفال المعاقين ومركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة لاستضافتهم المؤتمر الدولي الثاني للإعاقة والتأهيل، ولاستقبالهم هذا الكم من ضيوف المؤتمر من جميع أنحاء العالم بهدف الالتقاء بهم في محاضرات ومشاركتهم في تبادل الخبرات وورش العمل التي من شأنها خدمة الباحثين والمختصين والمختصات والمهتمين بمجال الاعاقة وذوي الاحتياجات الخاصة بشكل عام، ومن ثم الإلمام بآخر التقنيات والبرامج التي تؤدي إلى تطوير منهجية العمل في هذا المجال.
إن عالمنا أصبح صغيراً بلا حدود، تحيط به متغيرات كثيرة سياسية واجتماعية وثقافية واقليمية، كل مجتمع أصبح يتلقى كماً هائلاً من المعلومات سواء أراد ام لم يرد، ولكي نحقق أعلى المستويات التي نطمح لها في ظل هذه المستجدات أوصي بما يلي:
أولاً: ترجمة هذا الكم الهائل من المعلومات ثم السعي لتطويع وتسخير هذا المترجم بما يخدم مجتمعنا ويحقق المصلحة العامة.
ثانياً: التنسيق في مجال تبادل الخبرات على مستوى دولي مع المنظمات الأخرى التي تقوم بارسال خبراء لتطبيق برامج تساعد على الأخذ بيد هذه الفئة مع تدريب الكوادر الوطنية.
وبهذا نستطيع ان نتغلب على المشكلة التي نعاني منها وهي ندرة المتخصصين في مجال التربية الخاصة، وهذه الندرة ليست على مستوى المملكة العربية السعودية فحسب بل على مستوى العالم، إذ إن بلداً مثل الولايات المتحدة الأمريكية تعاني من نفس المشكلة، لذا فإن وجود برامج تستفيد من هذه الخبرات لتدريب الكوادر الوطنية أمر ضروري حتى وان كان المتخرج من أفضل الجامعات.
ثالثاً: الاهتمام بالمناهج التعليمية وهيكلة التعليم الخاص من جديد لقدم ما هو مطبق الآن، وعدم تكافئه مع المستجدات الحديثة، لذا نجد معظم خريجي وخريجات التربية الخاصة ليسوا على المستوى الذي نطمح لتقديمه لهذه الفئة الغالية علينا، ولا يلبي الحاجة الملحة لهم، وخاصة انهم جزء من مجتمعنا ولا يجوز لنا الاستهانة بهم أو عدم الوفاء بحقوقهم التي كلفها لهم الله سبحانه وتعالى.
إضافة إلى كل هذا أؤكد ان الأخذ بهذه التوصيات سيقلل كثيراً من التكاليف التي تتكبدها الدولة بارسال مبتعثين إلى الخارج لاكمال دراستهم العليا لعدم توافر الفرصة لهم هنا مع العلم ان هناك مشروعاً لاقرار ذلك إلا أننا مع هذا الوضع الراهن لم نتكلف أولاً بالابتعاث ثم بتدريب الخريجين والخريجات على برامج تعد وكأنها دراسة أخرى بدلاً من صقل هذه الطاقات كما هو مفترض.
أما دورنا في خدمة هذه الفئة من ذوي الاحتياجات الخاصة بالاعاقة فيتمثل من خلال: الجمعية السعودية الخيرية للتربية والتأهيل .
وهي جمعية متخصصة تقدم خدمات متنوعة لفئة آثرنا أن نصطلح لها بمصطلح علمي هو: ذو حالة تثلث الصبغية 21، بدلا من مصطلح متلازمة داون ، وتقوم هذه الجمعية بعمل برامج تدريبية وتعليمية وتأهيلية لأطفال لم يحالفهم الحظ في الدخول إلى المدارس، أو لعدم, توافر أماكن لهم في المدارس الموجودة لأسباب مختلفة، ومن أهم هذه البرامج التي تقدمها الجمعية:
1 برامج تدريب الأمهات على الأسلوب المناسب لتعليم أطفالهن والارشاد الأسري لمهارات تعديل السلوك، مع تثقيف الأسرة وتفعيل دورها لخدمة طفلها.
2 برامج تدريب الكوادر الوطنية in service training عن طريق ورش العمل والتوجيه المباشر.
3 برامج الاحتياجات التعليمية.
4 برامج التدخل المبكر early intervention الذي يعد حجر الأساس لجميع عمليات التأهيل والتدريب والتعليم التي تتم لاحقاً، حيث ثبت عملياً وعلمياً ان التدخل المبكر يزيد من فاعلية البرامج الملحقة، ويقلل من تكاليفها، حيث إن التكلفة اللاحقة للتدريس والتأهيل يمكن ان تخفض إلى سدس المبلغ عند توفر برامج التدخل المبكر وعلى حد تعبير احدى الخبيرات الأمريكات فان صرف دولار واحد على طفل يُلحق بهذا البرنامج يقلل من تكلفة تعليمية لاحقاً بما مقداره ستة دولارات، وطبعاً هذا رقم لا يستهان به، ويمكن الاستفادة منه بتطوير البرامج واعداد الكوادر وبهذا الطريق يمكن توفير كثير من التكاليف التي تتكبدها الدولة وتوجيهها إلى مجالات أخرى أكثر حاجة.
ولزيادة فاعلية هذه البرامج مستقبلياً ولتحقيق الأهداف المرجوة من انشاء الجمعية ترتكز حاجتنا على:
أ ترجمة وتعريب مزيد من البحوث والدراسات العلمية، وأدلة التدريب وتطويعها للتناسب مع خصائص المجتمع العربي وظروفه.
ب زيادة تفعيل التعاون بين المؤسسات الأكاديمية والجامعات المشرفة على تخريج المتخصصين في هذا المجال لتحقيق مقولة: الجامعة في خدمة المجتمع .
ج بذل الجهود لاعداد الخطط والاستراتيجيات الواضحة للمتطوعين خاصة بين الشباب والفتيات للعمل في هذا المجال.
د انشاء مركز معلومات متكامل data base للمختصين والباحثين في مجال تثلث الصبغية 21، متلازمة دوان ليقوم بترجمة الأبحاث وجمع المعلومات التي تخدم هذه الفئة، مع العلم انه قد تم تأسيس نواة أولى لهذا المركز في الجمعية، وسوف تقوم بعمل احصائية لحصر اعداد هذه الفئة على مستوى المملكة حسب المناطق بالتعاون مع الجهات الحكومية.
وفي نهاية حديثي عن الجمعية أحب أن أتقدم بالشكر الجزيل للوالد صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز حفظه الله على دعمه الدائم وحرصه على سير العمل في الجمعية وتقدمه، وتوفير كل ما نحتاج إليه من دعم مادي ومعنوي بصفته الرئيس الفخري لها، والسبب الرئيس لظهورها وتأسيسها.
وأخص بالشكر أيضاً برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الأمم المتحدة الذي يرأسه الوالد حفظه الله، لما يقوم به من أعمال جبارة تقدم من خلالها خدمات مختلفة لرفع المستوى المعيشي في دول العالم الثالث والاهتمام بالأسرة والطفل، وتدريب الكوادر حيث ان أعمال البرنامج منذ انشائه وحتى 1999م تغطي 126 دولة في العالم، وقد قامت بعمل 693 مشروعا تغطي مجالات مختلفة في مجالات التنمية المستدامة باجمالي مبلغ 200 مليون دولار بالتعاون مع 17 منظمة أممية و 167 جمعية أهلية.
وقد حرص البرنامج على أهمية التأثير في أعلى المستويات على صنع القرار العربي خاصة من خلال المجالس الوزارية العربية ضمن اطار الجامعة العربية، حيث بادر إلى تغطية تكاليف خبير مقيم في مقر المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الألسكو ، ليكون له دور في اعداد التقارير والدراسات التي تقدمها المنظمة إلى مجلس وزراء التربية العرب والمتعلقة بفئات المعوقين، كما نفذ مشروع تدريب أمهات الأطفال المعاقين في عدة مناطق في المملكة من خلال دعم جمعية الطب والاسرة والمجتمع، ولا شك ان هذا المشروع قد حقق هدفين أساسيين هما:
1 التركيز على تدريب القيادات النسائية الوطنية.
2 خدمة مناطق فقيرة في المدن والقرى.
كما أتقدم بخالص شكري وتقديري لمديرة مركز الخدمات ولأعضاء اللجنة النسائية في الجمعية لما قدمته من دعم لها بالرأي والمشورة ولكل ما بذلته منذ وضع اللبنة الأولى لها.
كما أشكر جميع العاملات في المركز من اداريات واخصائيات حيث كان الجميع يمثل فريقاً واحداً هدفه تقديم أعلى وأفضل الخدمات لهذه الفئة الغالية على قلوبنا.
ولا يفوتني أن أشكر جهود الامهات معنا في العمل والحماس وشد الأزر, وفي الختام أتمنى أن يتحقق التعاون بين الجمعيات الخيرية التي تعمل في هذا المجال حيث ان التنافس احياناً يكون سبباً في اعاقة هذه المبادرات وان تتضافر الجهود وتتبادل الخبرات لتقديم أكبر مستوى من الخدمة ولتذليل الصعوبات والعقبات التي تعترض هذه الفئات التي تمثل 10% من نسبة السكان في العالم.
رئيسة اللجنة النسائية .
الجمعية السعودية الخيرية للتربية والتأهيل

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved