| الفنيــة
يسمي بعض المحللين الانتفاضة الحالية انتفاضة الفضائيات ويرجعون ذلك الى ان الفضائيات قد لعبت دورا كبيرا في دعم الانتفاضة وايصالها صوتا وصورة الى المشاهد العربي مما كان له الاثر الكبير في التفاعل والتعاطف وحتى السخط الذي ملأ الصدور واثار النفوس ضد المحتل المغتصب وحقن الشارع العربي بصورة لم تكن موجودة في الانتفاضة السابقة والتي كانت التلفزيونات الرسمية هي الموصل الوحيد لها، لهذا لم يكن للانتفاضة السابقة رغم طول المدة التي قضتها مثل ما لهذه الانتفاضة الجديدة,, الا انه ورغم ذلك لم يكن لبعض الفضائيات نفس التفاعل الذي كان لزميلاتها, بل انني احيانا افتح على شاشة بعضها فافاجأ باغان ورقص ومذيعين ومذيعات لايمتون لصنف المذيعين بصلة! لقد كان من المتوقع من تلك الفضائيات وخاصة التي تحسب على الخليج وبعضها قريب منا ويحسب علينا لقد كان متوقعا منها تفاعلا اكبر مع الانتفاضة، فالوقت ليس وقت الاغاني العاطفية والفيديو كليب فلكل حادث حديث وفي المقابل لاتتوقع من احد ان يقول اليوم خمر وغدا امر كما قال امرؤ القيس ولكن على الاقل احترام مشاعر المشاهدين والتفاعل مع مايعانونه من مشاهد بكت لها قلوبهم قبل عيونهم.
وفي تصوري انه لم يكن الاعلام الغربي وحده منحازا بل حتى بعض الفضائيات العربيات مع الأسف يبدو انها مساهمة دون ان تدري بالتطبيع مع العدو والسكوت عن جرائمه أو مايشبه السكوت هو تقصير لايغتفر، فمجرد تجاهل الانتفاضة واحداثها وعدم تسخير بعض البرامج لها هو خدمة للعدو,, ونحن لانتوقع من الاعلام الغربي ان ينصفنا في المعركة ضد المغتصب المحتل لارضنا ومقدساتنا ولكن العتب كل العتب على الاعلام المحسوب على العرب وهو في ازمات العرب يطرب ويغني ويفتح ابوابه للاغاني دون اعتبار لما تمر به الامة من حدث جلل اهتزت له الامة كلها من خليجها الى محيطها متفاعلة مع احداث انتفاضة الاقصى.
ان حربنا مع العدو هي حرب شاملة للاعلام فيها شأن كبير ففي حين نفتقد الى محطة فضائية تتوجه الى الرأي العام الغربي لتؤثر فيه وهذا هو المؤمل من رجال الاعلام الذين فتحوا ابواب فضائياتهم علينا ليكسبوا من معلنينا مما يزيد في ارصدتهم نأمل منهم ان يتحملوا مسؤوليتهم الاعلامية التاريخية في الدخول الى المعركة ضد العدو اعلاميا للتأثير على المشاهد الغربي الذي يقع منذ زمن طويل فريسة لاعلام يوجهه اللوبي الصهيوني,,
alhoshanei @hotmail.com
|
|
|
|
|