| مقـالات
ناقشنا في المقالة السابقة بعضا من أبعاد علاقة القارىء بالكاتب وتداعيات هذه العلاقة فيما يخص قضية (فهم) قصد الكاتب فتأويله خيرا ام شرا حسب درجة هذا (الفهم!) أثرنا على إثر ذلك سؤالاً مفاده: لمن يكتب الكاتب؟ هل يكتب لجميع فئات المجتمع؟,,, ام هل ان لكل كاتب شريحة قارئة؟ وعلى غرار فرضية: (لكل كاتب معين قارىء معين يناسبه فكرا ويحاكيه سلوكا؟,, في الحقيقة انني أومن بهذه الفرضية الامر الذي يترتب عليه ايماني بضرورة تباين كتبة الجرائد حسب تباين قراء هذه الجرائد، علما وثقافة وفهما وتأويلا, إن كل من لديه القدرة على الكتابة الى (فئته المناسبة فكرا) يمتلك الحق بالكتابة شريطة الإقرار (النفسي!) بأن الجريدة (مكتبة عامة مختزلة) يستحيل فهم كل ما تحويه من علوم وفنون ومجالات فكرية متنوعة، بل ومتضادة, انه ليس من الضروري أبدا ان كل ما يخط في الجريدة يجب ان يكون فهمه متاحا للجميع: فالكتابة (رأي) ولولا اختلاف الآراء باختلاف الكتبة لبارت الجرائد، وعلى غرار المثل المعروف المتصرف به هنا, بل ان فرضية كهذه من شأنها القضاء على الاحتكار (النخبوي/ الشللي!) بكافة انواعه, فضمان تفاعل كل طبقة قارئة مع ما يناسبها من الكتاب، فتجنب سوءالفهم وتبعاته، فإثراء المطبوعة، فتحقيق الانتشار والتأثير.
هل من الممكن القول بان ساحات التجديف الإبداعي آخذة في الانكماش امام اصرار ظواهر التأويل الخاطىء على التواجد، او الاستفحال، رغم ما تغير من زمان وتطور من مكان؟ بكل صراحة، لماذا يجد الكاتب نفسه هدفا لعدة رماة في آن واحد؟ ألا يكفيه ألما أنه يعاني أصلا من نزف الكتابة وتأثير استدماجه النفسي لموضوع كتابته؟ بل ماذا عن اضطراره للرمزية (مكرها) مما يترتب عليه تقلص مساحة (الفهم) من قبل بعض القراء، فاتساع نطاق التهم والأقاويل عنه، وبالتالي إحباطه، فتجليه (للأسفل!) فتخليه عن الكتابة، فإخلاؤه للساحة، فعزلته؟! أليست (معرفتك للشيء أحري أن لا تقع فيه) أو كما أثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قوله؟,,, لعمري ماذا سوف يقول هذا الفاروق لو عاش وعايش عصر العولمة، والغربلة القيمية، والانترنت، ورياح التغيير العاصفة بالواقع رغم أنف مثالية منكري الواقع؟!
,, ايهما صاحب (السبق) قدوما: الدجاجة أم البيضة,, أم صفار البيض أم بياضه,, أم هل يا ترى انه (قشر البيض؟!),.
* * *
خاص: الاخوان الاعزاء اعضاء هيئة تحرير مجلة (صدى طويق)، مدينة علقة/ محافظة الزلفي: مع ان شهادتي (مجروحة!) فللحق أقول ان رجع (صدى طويق) جميل جمال نطقها فكرا وأدبا, شكرا على جهودكم الرائعة، ومزيدا من التوفيق ان شاء الله.
ص,ب: 454 الرمز البريدي 11351 الرياض
|
|
|
|
|