| مقـالات
* قبس:
ليست القوة بل المثابرة هي ما ينجز الأعمال الكبيرة
حكمة إنجليزية
***
علامة التعجب هذه ليست لان الدكتورة ثريا عبيد اختيرت نائباً لأمين عام الأمم المتحدة في شؤون السكان واللاجئين فهي امرأة من بلادي تستحق أكثر من علامات التقدير والثناء ولكنها علامة التعجب لبعض أولئك الذين مازالوا يشككون في امكانية اسهام المرأة بشكل فاعل في تنمية المجتمعات بالرغم من أن التاريخ قال كلمته بان هذا القرن هو للمرأة وسيشهد توثيقاً لانجازاتها.
لن أتحدث عن تاريخ ثريا عبيد فمقومات النجاح للإنسان واحدة في كل مكان وزمان والطريق إلى النجاح الفاعل ليس سهلاً أو معبداً أو مفروشاً بالورود ولكن أثق بان النجاح يحتاج إلى من يزرع حتى يحصد وبالتأكيد فان ثريا قد واجهت العديد من المصاعب التي تجاوزتها بلا شك للوصول إلى ما استحقت من منصب هي المرأة العربية الأولى فيه، بالاضافة إلى تحديات الدور الاساسي لتكوين أسرة ورعاية الأبناء بالقدر الذي لا يخل من مسؤوليتها تجاه مجتمعها.
ولهذا أعجبني كثيراً قولها: القضية الأساسية التي ننطلق منها أن الرجال والنساء شركاء في بناء الأسرة السليمة وتفهم كل طرف لوضع ودور الآخر بما يدعمه, واذا كنا في الفترة السابقة قد ركزنا على توعية النساء بمصالحهن وحقوقهن في المجتمع في اطار الدين الا أن الرجال لم يحصلوا على التوعية الكافية بالتزامات أدوارهم باعتبارهم شركاء في رعاية الأسرة وأطفالها، وفي العناية الخاصة بالمرأة, أي أننا نقوم بتوعية الرجال وخاصة فئة الشباب وفق خصائص كل مجتمع بما يساهم في اعداد مشروع أب المستقبل .
أجد هذا التوجه التوعوي فاعلاً لان تركيز عمليات التوعية على شريحة واحدة في المجتمع لا يكفي رغم ان صحة المرأة هي جانب هام فما زال هناك امرأة تموت كل دقيقة لاسباب تتعلق بالحمل ونحو 350 مليوناً من الأرواح لا تتاح لهم فرصة الحصول على مجموعة من وسائل الحمل المأمونة والفاعلة انما يجدر بمظلة التوعية الاجتماعية ان تدرج الرجل الشاب ضمن نطاق توعيته بالالتزام بدوره وواجباته ومسؤوليته تجاه المرأة التي هي جزء فاعل في الأسرة والمجتمع.
إن اشراك المرأة في التنمية كما أردد مراراً لا يتأتى بانفصالها عن الرجل أو شعارات مساواتها به,, فهما شريكان غير متساويين ولكن متكافئان في البناء للأسرة الصغيرة أو المجتمع الكبير لذلك ينبغي علينا أن نتجاوز تهميش انماء المرأة بسبب ادعاءات البعض بانها تهمل دورها الأساسي في بناء الأسرة أو انها تنشد المساواة التي اعتبرها ليست مطلباً جديراً بالمطالبة فهما مختلفان في طبيعة الأدوار وتمثيلها,, والدراسات اثبتت أن المرأة المهمشة لا تستطيع أن تبني ذاتها فضلاً عن اضطلاعها بمسؤولية بناء الأسرة، بينما المرأة التي تحترم وتقدر ذاتها وتبنيها بناء سليماً ويساعدها الرجل ابناً أو أخاً أو زوجاً تستطيع أن تخدم المجتمع بأكمله, أيضاً الرجل لا يستطيع ان ينفصل عن تأثير المرأة في حياته وما من ناجح أو عظيم إلا وللمرأة تأثير كبير في طفولته كأم وشبابه كزوجة بصرف النظر عن ارهاصات التأثير, إن العالم ابتدأ بآدم وحواء وسيبقى بهما ما شاء الله.
nbashatah @ hotmail. com
|
|
|
|
|