| مقـالات
لقد كان القادة العرب قبل انعقاد القمة العربية في القاهرة مؤخراً في وضع دقيق، فاسرائيل تقتل شعباً أعزل ذنبه انه متمسك بأرضه ومقدساته وحقوقه المشروعة, كما كانت اسرائيل تمارس البلطجة السياسية ضد كل الدول التي تسعى الى تهدئة الاوضاع بأخذ بعض الحقوق الفلسطينية في الحسبان مرتكزة على القوة العسكرية والحماية الأمريكية والسياسة العنصرية, وبانعقاد القمة انسحب الذين لم يكن لهم دور قومي حيوي في صالح الأمة العربية كما حضرها الذين يحاولون إغراق القمة بموضوعات تصرف القادة عن المهمة الرئيسية التي اجتمعوا من أجلها وهي التعامل مع الكيان الصهيوني بمستوى القوة بهدف ايقاف الصلف الصهيوني.
وقد استمعنا جميعاً الى كلمات القادة العرب واستطيع كمراقب ان أؤكد ان لا كلمة ارتقت الى مستوى الحدث سوى كلمة صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني فقد حدد للقمة آلية حقيقية قادرة على التعامل مع الكيان الصهيوني من ناحية ودعم الشعب الفلسطيني من الناحية الأخرى, وقد تمثل ذلك في دعوته للقادة العرب بأن يمثلوا آمال وآلام الامة، ورفض الحلول التي تدفع الى تهميشهم أو القفز على الواقع ومحاولات تسكين الجراح وامتصاص الغضب، ورفض الضغوط السياسية والعسكرية وإقتراح سموه لدعم أهلنا في فلسطين بانشاء صندوقين يمكنان الفلسطينيين من الانعتاق من التبعية الاقتصادية للكيان الصهيوني، ودعم الانتفاضة، وحماية القدس الشريف والمسجد الأقصى, والتأكيد ان القدس هي جزء من الأراضي المحتلة ولا يمكن التفاوض عليها كبند مستقل, وتحميل الولايات المتحدة الامريكية ما آلت اليه عملية السلام لأنها لم تكن وسيطاً نزيهاً ولا راعياً عادلاً, ومطالبة سموه امام القادة العرب بايقاف العلاقات مع اسرائيل الحالية والمستقبلية وعدم تنظيم اي صلات معها على اي مستوى.
ان كلمة سمو الامير عبدالله امام القمة العربية الطارئة هي اهم ما ورد في بيانها الختامي فلو خلا البيان من الاجندة التي حددها الامير عبد الله للقمة لاستحق القادة الرجم بالحجارة من شعوبهم.
وينبغي على جامعة الدول العربية العمل على تنفيذ مقررات القمة العربية وان تعمل بوضوح وان تكشف للرأي العام العربي والاسلامي الدول العربية التي تتقاعس عن تنفيذ بنود مقررات القمة العربية التي وقعوا عليها امام عيون العالم.
ولقد تابعت بعض البرامج الحوارية في القنوات الفضائية العربية، وقد استرعى انتباهي هذا الدعي المسمى (عبدالباري عطوان) الذي يرقص على حبال العمالة البريطانية والامريكية والصهيونية واخيراً قطر فالجميع في قارب واحد, والذي يعترض على دعم الفلسطينيين بالمال ويحاسب الدول العربية التي تحرص على تقوية نفسها بالسلاح والعتاد، والغريب العجيب انه يشارك في برنامج أكثر من رأي من داخل قطر ولم يعترض على الحكومة القطرية التي لم تقطع علاقاتها مع اسرائيل وفق مقررات القمة العربية الطارئة,!!
ان هذا الشخص يذكرني بالعجوز الذي لم يعد فيها مقومات الإغراء فافترشت قطعة بالية امام بوابة احدى الملاهي الماجنة في مواخير شارع (برودواي) بنيويورك.
الأمة العربية والاسلامية مقبلة على عقد اجتماعين احدهما لوزراء خارجية الدول الاسلامية والثانية لقادة الأمة الاسلامية في الدوحة بقطر.
إنني اطالب الدول الاسلامية والعربية بنقل هذه الاجتماعات الى دولة اخرى لا يوجد فيها ممثلية للكيان الصهيوني، وذلك تعبيراً حقيقياً على رفض الدول التي لا تنفذ مقررات القمة العربية الطارئة.
وعلى الدول الاسلامية في منظمة المؤتمر الاسلامي تبني قطع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
|
|
|
|
|