| مقـالات
بعد انتهاء مؤتمر القمة العربية الأخير، استلم كل مواطن عربي بطاقة شكر وعرفان مع وافر التقدير على المشاعر الفياضة، والهبات السخية، والليالي المضرجة بالدموع واللوعة، وعلى الجميع أن يذهب الى النوم، استعدادا للدوام الرسمي الروتيني بعد أن أنفض المولد,,!!
إما أولئك الذين يشتعلون في أرض الأنبياء فهم شأن ستتكفل به السلطة الفلسطينية، وهي التي أخرجت المارد من القمقم لتستثمره في المفاوضات وهي التي عليها أن تعيده الى قمقمه، بشكل ذكي ولائق وغير قابل للاكتشاف.
وماذا تبقى لنا؟ ماذا نفعل عندما تخذلنا الأحلام الكبيرة، عندما تختفي عن أعيننا كمنطاد جميل وملون ومبهر اختطفته الرياح الى جهة مجهولة، وتركتنا للوعة الدخان,, الدخان الكثيف الذي نتج عن تحول حرائقنا الى رماد، وعن تحولنا نحن الى مخلوقات متورمة بالنقمة.
القمة العربية الأخيرة وضعت نظارات تصحيحية أمام أعيننا حتى لا نصاب بقصر النظر الذي يعانيه المهرولون!! ولا ببعد النظر الذي يلوح به المنشقون.
وحتى لا يفتك بنا دخان الخيبة، وحتى لا تتآكل أطرافنا ويسمم دمنا، يجب أن نستثمره لأحلامنا الصغيرة، أحلامنا اليومية اللصيقة هي ساحات صغيرة ومشرعة لنا، لآمالنا,, لأحلامنا,, لأمنية مجهضة، فعندما أقاطع بضائع الدول المتجبرة التي ترفض أن تؤمن بعدالة قضيتنا أكون قد صنعت شيئا، عندما أربي أطفالي بحرص ودأب أعدهم لمهام صعبة بغرض تقدم هذا الوطن أكون قد أضأت قنديلا في عتمة الدخان، عندما أضيف كتابا الى المكتبة العربية، عندما أزرع نخلة، عندما اخترع برنامجا للكمبيوتر ، عندما أحب مدينتي كمنزلي، وعندما أدعو في كل صلاة الى اخواننا في فلسطين، فسأصبح هناك وسأشارك ولو بأضعف الإيمان,, أضعف الايمان,دخان النقمة والاحباط شرير ومراوغ لن نمكنه منا، وسنحوله الى طاقة إعلاء، طاقة تغيير وساحة نضال حتى لو كانت صغيرة ومحدودة ومذعورة.
***
الأخت العزيزة: هند القعيد:
رسالتك والصور المرفقة والشعر المباشر البسيط أصدق من أطنان من الكلمات، عمل في غاية الروعة والاتقان، أرجو أن يصل الى كل عنوان بريدي في العالم، ودمت رائعة، ومتوقدة.
E - mail:omaimakhamis@yahoo.com
|
|
|
|
|