أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 31th October,2000العدد:10260الطبعةالاولـيالثلاثاء 4 ,شعبان 1421

مقـالات

مركاز
شاي وقهوة
حسين علي حسين
تعودت منذ سنوات طويلة على عدم شرب الشاي او القهوة بعد الثامنة مساء واستثني من الايام كلها يومي الاربعاء والخميس ففي هذين اليومين أشرب الشاي والقهوة من الصباح وحتى الهزيع الاخير من الليل ومع ذلك فإن النوم يأتي سريعا، لا قلق ولا توتر ، نوم هادىء وصحوة مليئة بالنشاط والحيوية، عكس ما يحصل لو شربت مجاملة لصديق فنجانا من الشاي او القهوة العربية في الايام العادية، فالنوم يجافيني لاستيقظ في السابعة والربع صباحا مجهدا ومهتاجا، وكأنني قادم من معركة او من ماراثون لاختراق الضاحية,, وقد سألت نفسي اكثر من مرة: ما هو السبب في ذلك؟ هناك من يقول انها حالة نفسية، وهناك من يضع الحق معي في كون الشاي والقهوة طاردين للنوم، لأن مفعولهما لا يسري الا بعد ثلاث الى خمس ساعات!!
ورأيي الصائب تكذبه العديد من الشواهد, وجدت بواباً في القاهرة من مدمني الشاي، فهو على حد قوله يستيقظ في منتصف الليل ليعد لنفسه كوبا معقودا من الشاي والسكر، يشربه مع سيجارة، ثم يستأنف نومه مباشرة وكأنه طفل يقلق اذا فاته موعد الرضعة، وهناك من يتناول ترمس شاي أو قهوة، ثم ينام هانئا مرتاحا، بل ان هناك العديد من الناس الذين تتبعهم ترامس الشاي والقهوة، اينما حلوا ومع ذلك فإن النوم يطبق عليهم احياناً وفناجين الكيف بين ايديهم!!
اما اذا شربت الشاي او القهوة على الريق، فإن اموري الصباحية كلها تصبح في خبر كان, هناك من يقول ان في الشاي والقهوة مادة تؤثر على جدار المعدة او تهيج القولون، وهناك من يقول ان مادة الكافيين الموجودة في الشاي والقهوة تسبب توترا في الاعصاب، لذلك فهم يستحسنون شربهما مع الأكل او بعده، لكن ماذا تقولون في اجدادنا وآبائنا الذين يستيقظون مع الفجر لاعداد دلة قهوة، يقضون عليها، ثم يذهبون الى صلاة الفجر وبعد الصلاة تكون الدلة الثانية جاهزة مع صحن التمر، وهكذا يكونون قد أجهزوا على دلتين خلال ساعة واحدة، ولكم ان تتخيلوا كم دلة يتم الاجهاز عليها في المخيمات والبيوت الطينية في قرانا وهجرنا ومدننا، ومع هذا الاهدار للشاي والقهوة فإن الصحة جيدة والمتاعب قليلة والنوم يأتي سريعا ومثله الاستيقاظ دون متاعب او منغصات من المعدة أو القولون!
هناك سر دون شك,, وهو غالباً فينا، وليس في القهوة أو الشاي، هيئوا راحة البال والقناعة وصفاء النفس، وبعد ذلك أقبلوا على مطايب الطعام والشراب,, لكن من يستطيع تحقيق هذه الوصفة الذهبية؟ أمنّي النفس بيوم أشرب فيه الشاي أو القهوة ثم أذهب إلى السرير لأقرأ صفحة أوصفحتين ثم أنام,, وحتى تتحقق هذه الأمنية فإنني انتظر عطلة نهاية الأسبوع أو الإجازة السنوية بفارغ الصبر فالإجازات وحدها هي ما استطعت تحقيقه للقضاء على ما يكون قد تجمع من الأرق والقلق والتوتر!!
أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved