أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Monday 30th October,2000العدد:10259الطبعةالاولـيالأثنين 3 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

يساندها جنود مجهولون من المخلصين
نقلة نوعية في الأمن المروري
عزيزتي الجزيرة:
نخطىء كثيرا اذا ما اعتقدنا بان الوفرة المادية وحدها يمكن ان تبني مجتمعا بمعزل عن تربية الانسان الذي هو اللبنة الاساسية في بناء اي مجتمع,, وذلك من خلال غرس القيم الاخلاقية والروحية فيه.
فقد قال الشاعر:


بالعلم والمال يبني الناس ملكهم
لم يُبَن مُلك على جهلٍ واقلالِ

وقال ايضا:


صلاح أمرك للاخلاق مرجعه
فقوم النفس بالاخلاق تستقم
والنفس من خيرها في خير عافية
والنفس من شرها في مرتع وخم

لقد منَّ الله علينا بنعمة الدين الحنيف من خلال تلك الرسالة الالهية التي نزلت على نبينا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم لاتمام مكارم الاخلاق اقول ان التربية الصحيحة هي الغاية لادراك وتعلم أصول ديننا وثقافتنا والمحافظة على تراثنا المميز وذلك في غمرة التطور الهائل والسريع في كل مظاهر الحياة واشكالها,.
لقد اصبحت السيارة احدى اهم وسائل المواصلات في عصرنا الحاضر حتى اصبحت من الاساسيات في حياة الناس والتي لا يمكن الاستغناء عنها!
وهذه نعمة وجبت المحافظة عليها وصيانتها!
إلا ان اساءة استعمال هذه المركبة قد يكون وبالا وكارثة على صاحبها وعلى الاخرين في احيان كثيرة!
* القيادة فن وذوق وأخلاق! وهذا المقياس الحقيقي للقيادة السليمة في المجتمعات المتحضرة والراقية.
لقد أزهقت أرواح كثير من البشر وذلك بسبب مخالفة الانظمة المرورية وعدم التقيد والالتزام بها,, والذي يكون نتيجة للتهور والانانية والتي تعكس سلوكا غير سوي,, حتى اصبحنا نواجه مشكلة كبيرة وكابوسا يقلق كل فرد من أفراد هذا المجتمع وذلك بسبب التزايد الهائل للحوادث المرورية والارقام الفلكية لعدد الضحايا الناتجة عنه من المواطنين والمقيمين مما استدعى من ولاة الامر وضع حد لهذا النزيف البشري والخسائر المادية والمتمثلة في كوارث الشوارع التي نعيشها كل يوم!!
لقد صدرت التعليمات والتوجيهات اللازمة من سمو وزير الداخلية حفظه الله من خلال الاعلان عن بدء الحملة المرورية والامنية والتي تزامنت مع بداية العام الدراسي,, وهو توقيت ذو معان ومغاز غاية في الذكاء! والتي يبدو انها تأخذ طابعا توجيهيا وارشاديا في البداية ليس الا!!
* الا ان ما يثلج الصدر,, هو ذلك التواجد الهائل والملفت للدوريات الامنية والمرورية في معظم انحاء مدينة الرياض,, العاصمة وخصوصا في الاماكن العامة والمراكز المزدحمة وعلى مدار الاسبوع! وهو ما بدا يعكس جوا من الراحة والطمأنينة في نفوس كافة افراد المجتمع وبدأت هيبة النظام تفرض نفسها,,.
ان هذا التواجد الامني المنظم,, يقف وراءة الكثير من الجنود المجهولين من المخلصين في هذا الوطن العزيز,, اقول ان سمو الامير محمد بن نايف مساعد وزير الداخلية للشؤون الامنية مع اخيه الفريق اسعد الفريح مدير الامن العام هم حقيقة من يقف على رأس هؤلاء الجنود لمتابعة وتطبيق هذا التوجه السامي,, والذي نتمنى ان يحافظ على زخمه وذلك باستمراره ومن خلال عدم التهاون في ردع المستهترين من المراهقين وذوي النفوس الضعيفة الذين لا يحترمون الانظمة المرورية والامنية حيث انهم وراء الكثير من الحوادث المأساوية والعديد من السرقات والجرائم التي كانت ترتكب جهارا نهارا.
ان ما هو مؤسف حقا استمرار وجود العديد من الظواهر السلبية والشاذة والمتمثلة بالآتي:
اولا: قطع الاشارة الحمراء: ويعتبر ذلك عملاً عدوانيا واجراميا ويعكس حقيقة عدوانية الشخص وانانيته وسوء سلوكه,, دع عنك الاستهتار بأرواح الناس الابرياء والممتلكات,.
ثانيا: عملية الالتفاف من أقصى اليمين في حركة شبه نصف دائرية والوقوف امام السيارات وتخطي الاشارة الضوئية بنفس الوقت ويحدث ذلك امام أعين رجال المرور في احيان كثيرة وهو ما يشجع هذه الفئة وغيرها عن ازدراء النظام والاستهتار بالاصول المرورية ويعكس استخفافا بأخلاقيات القيادة واحترام الآخرين!!
ثالثا: قيادة القاصرين للمركبات وهي ظاهرة شاذة وملفتة للانتباه ولا رادع لذلك حيث يتجول هؤلاء الصغار من القاصرين في الشوارع وامام الدوريات!!
رابعا: عدم التقيد بالخطوط الأرضية (طريق المشاة) عند التوقف امام الاشارة الضوئية,, بل وتجاوزها والتوقف فوق هذه الخطوط!! مما يتسبب في ارباك السير وهذا يعكس قلة وعي واستهتارا بأهمية عابري الطريق.
انه ليحدونا الامل بتفعيل الانظمة والتعليمات المرورية بكل حزم.
ولنا قدوة حسنة في بعض دول مجلس التعاون كدولة الكويت الشقيقة في جني ثمار التطبيق الحازم لأنظمة السير وبلا استثناء! لأن من أمن العقوبة اساء الأدب.
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه,, وعلى المحبة نلتقي.
علي بن سيار العنزي
رئاسة الهيئة الملكية للجبيل وينبع
الرياض

أعلـىالصفحةرجوع




















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved