| وطني
كان إيقاع التغير في الحضارات القديمة ألفياً، بمعنى أن تغيرا حاسماً في حياة البشر كان يحدث مرة كل ألف عام، ثم صار مئوياً، وهو في عصرنا الحالي يومياً إن لم يكن آنياً.
فبأي قدم سنتخطى عتبة المرحلة الكونية الجديدة؟!
إن المجهول الذي سنقتحمه يحتاج إلى زاد وسلاح، والتصورات المستقبلية نتائج دراسات تراكمية علمية، بل إن الاستعداد للغد قيمة إسلامية مجيدة تتعدد الدلالات عليها في دستورنا القويم القرآن الكريم وفي سنة المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
وكلنا يعلم أن الإسلام حين بزغ فجره أتى لتطوير الناس وتهذيب سلوكهم وممارساتهم ونفض غبار العادات القديمة السيئة عنهم، وتبني الجديد الذي فيه مصلحة الإنسان في حياته وبعد مماته، فرسخ في النفوس قيمة العلم وأهميته وكان بحق الدين الخالد الصالح لكل العصور والأزمان، بل الدين الذي لاتصلح الحياة إلا به.
وديننا الإسلامي الحنيف يحث على التفكير أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب أقفالها ، ويقول عز من قائل يا معشر الجن والإنس إن استطعتم أن تنفذوا من أقطار السموات والارض فانفذوا لاتنفذون إلا بسلطان .
من هذه القاعدة الربانية الكريمة نتساءل: كيف نوظف طرقنا التعليمية العتيقة ومعارفنا في الحياة العملية لخطوة نموذجية متفردة نحو الأفضل؟!,, ألا ترون أنه ينبغي أن نطور من نظرتنا الكلية لما يجري حولنا في هذا الكون الفسيح؟!
ودعونا نبدأ من جزئية مهمة في مجال عملنا الجديد لنطور ونحسن في طرائقنا التعليمية والتربوية، التي كانت صالحة لزمن مضى، ونعمل على إحداث آليات جديدة لتغيير العقلية الاتكالية السائدة التي تلهث وراء السهل المتعارف عليه وتعطل الفكر الذي وهبنا الله إياه.
إننا ندلف إلى ساحة حديثة ومغايرة لما ألفناه في زمن انقضى، ساحة من التنافس التكنولوجي والمعلوماتي المتسارع، ولكي نكسب الجولة لابد من أن نحمل الأدوات المعينة المناسبة لمواجهة هذا التحول العالمي غير المسبوق في عالم الاتصالات والمعلومات.
وقد جاء مشروعنا الحضاري الواعد مشروع عبدالله بن عبدالعزيز وأبنائه الطلبة للحاسب الآلي وطني ليواكب النظرة الحديثة للتعليم والتعلم وليكون بعون الله سلاحنا نحو الدخول في المنافسة للوصول إلى الصدارة التي أرادها الله تعالى لنا كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله .
إن هذا المشروع الرائد للمملكة العربية السعودية الذي حظي بمباركة كريمة من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين وسمو النائب الثاني حفظهم الله سيمكننا بعون الله من امتلاك ناصية التقانة، وهو الخيار الوحيد أمامنا لتحقيق الأهداف التنموية، وتهيئة الأجيال القادمة لمواجهة التحديات المعاصرة, ووزارة المعارف بوصفها الجهة المسؤولة عن التعليم في هذه البلاد عليها مسؤولية تمكين الأبناء من التقنية حتى لا يشبوا فيجدوا أنفسهم في عالم غريب لايعرفون منه إلا اسمه، وهي مسؤولية نعتقد أن الجميع مشارك فيها انطلاقاً من قناعة التربويين بالمسؤولية الجماعية للعمل التربوي.
أسأل الله تعالى للجميع العون والتوفيق,,,.
وزير المعارف رئيس مشروع وطني
|
|
|
|
|