|
| وطن ومواطن
تولي حكومتنا الرشيدة القطاعات الخدمية ذات الصلة المباشرة بحياة المواطن ورفاهيته كل عناية واهتمام.
وما انا بصدد الحديث عنه هو احد هذه القطاعات الخدمية المهمة والتي نالت من الاهتمام الشيء الكثير الا وهو قطاع الصرف الصحي، فكما هو معروف ان الوقاية خير من العلاج ولا علاج لهذا الطفح في الشوارع والطرقات الا بتنفيذ مشاريع الصرف الصحي وأهالي محافظة الزلفي كانت لهم مطالبة بهذا الخصوص وتحقق مرادهم باعتماد مشروع الصرف الصحي للمحافظة، فاشتبشر المواطنون وعلت الفرحة محياهم ولكن اختيار المكان بدد الفرحة، حيث قام احد المواطنين بشراء أرض زراعية وتبرع بها للبلدية تقع وسط المزارع والاستراحات بالجهة الشمالية على الطريق العام الذي يربط مركز البلد بالقرى والمراكز التابعة للمحافظة في هذا الاتجاه والذي لا يبعد سوى خمسمائة متر فقط عن المخططات المعتمدة للاعوام العشرة القادمة، وقد استجابت البلدية لهذا التبرع وقبوله رغم ما يكتنفه من اضرار وما يحويه من مخاطر، وابرز سلبيات الموقع الحالي: 1 انه يشكل حاجزاً طبيعياً امام الامطار المتدفقة بهذا الاتجاه وقد وقع شيء من هذا القبيل عام 1418ه عندما تدفقت مياه الامطار بشكل غزير فقامت البلدية بالتعاون مع المواطنين وبعض الجهات ذات العلاقة بعمل خنادق داخل المزارع لعبور مياه الأمطار فأين الاستفادة من ذلك,2 قربه من البلد حيث لا يبعد سوى خمسة كيلو مترات عن العمران وخمسمائة متر فقط عن المخططات المستقبلية,3 وقوعه في جهة الشمال حيث نشاط الرياح وامتداد العمران الذي تحتمه تضاريس البلد الذي امتد خلال خمس سنوات قرابة الاربعة كيلو مترات في هذا الاتجاه,4 يعتبر الموقع افضل المواقع الزراعية وذلك لخصوبة تربته وسطحية مياهه وعذوبتها,5 وقوعه على الطريق العام والوحيد الذي يربط المحافظة بمراكزها وقراها الممتدة على هذا الطريق,6 ان ارض المشروع تم منحها من قبل وزارة الزراعة والمياه للمواطنين عام 1405ه بينما كانت مطالبة الاهالي له منذ عام 1396ه مما يعني عدم قناعة جهة الاختصاص بصلاحية الموقع لهذا الغرض,هذه ابرز السلبيات وغيرها الكثير، وعليه فإنه يظهر بجلاء عدم وجود دراسة مستفيضة لكافة جوانب المشروع الصحية والبيئية والاقتصادية والاجتماعية ولم يؤخذ بعين الاعتبار وضع المزارعين المجاورين ومدى الاضرار التي ستلحق بمزارعهم ومنتجاتهم خصوصاً إذا علمنا ان التعليمات تقتضي مراعاة هذا الجانب وتؤكد عليه,والسؤال الذي يفرض نفسه هنا هو لماذا تم اختيار هذا المكان بالذات مع وجود العديد من المواقع الملائمة والمناسبة لهذا المشروع كموقع (مكتب البلدية) مثلاً والذي يبعد عن المحافظة مسافة لا بأس بها ويحوي كافة إفرازات المحافظة لسنوات كثيرة ولم يتأثر احد بوجوده؟ ثم لماذا لم يكن هناك استجابة من البلدية عندما ابدى احد المواطنين الغيورين على مصلحة المحافظة استعداده للمساهمة في تكاليف نقل المشروع الى مكان آخر؟ نؤمل بالمسؤولين المخلصين بعد الله تقديرهم للمصلحة العامة ومعالجة الوضع بما يدفع الضرر عن الجميع.
سليمان بن صالح الخنيني / الزلفي |
|
|
|
|
