| الريـاضيـة
* بيروت وكالات الأنباء
سيكون الثأر وتحطيم الرقم القياسي عنوانين بارزين للمباراة النهائية لكأس الأمم الآسيوية الثانية عشرة في كرة القدم على استاد المدينة الرياضية في بيروت اليوم الأحد بين السعودية حاملة اللقب واليابان، فيما ارتضى العملاق الكوري الجنوبي والمارد الصيني المتطور جداً اللعب على المركز الثالث قبلها مباشرة.
وتسعى السعودية إلى الثأر لمحو آثار الخسارة القاسية لها أمام اليابان في المباراة الأولى بينهما في الدور الأول 1 4، وأيضاً لخسارتها أمام اليابان بالذات في نهائي البطولة العاشرة عام 92.
وتحطيم الرقم القياسي هدف سعودي يتمثل باحراز اللقب للمرة الرابعة في تاريخها، لتنفرد بالتالي بالرقم القياسي التي تتقاسمه حالياً مع ايران 3 مرات .
وتسيطر السعودية واليابان على البطولة الآسيوية منذ عام 1984، حتى كثر التساؤل بعد أن دخل اليابانيون بقوة إلى المنافسات عمن سيزيح هذين العملاقين عن الزعامة، إذ أحرزت السعودية اللقب 3 مرات أعوام 84 و 88 و 69 وكسرت اليابان تفوقها وهيمنتها بفوزها عليها في نهائي عام 92 بنتيجة 1 / صفر.
والمباراة النهائية بين منتخبين رشحهما الخبراء منذ البداية للقب، لكن مجريات البطولة أثبتت أن اليابان كانت في صدارة الترشيحات وبفارق بعيد عن أقرب منافسيها، لكن السعودية عادت إلى دائرة الصراع بقوة بعد نكسة كادت تطيح بآمالها باكراً.
وتشير أرقام بطولة الأمم الآسيوية منذ انطلاقها عام 56، الى انه عندما أقيمت البطولة في بلدان عربية كان اللقب من نصيب منتخب عربي أيضاً، ففي المرة الأولى التي حطت فيها في بلد عربي في الكويت عام 80 فاز أصحاب الأرض باللقب، وعام 88 في قطر كان اللقب سعودياً، وفي الإمارات عام 96 أحرزت السعودية اللقب للمرة الثالثة في تاريخها.
ويجمع النقاد على أن الحظ السعودي في كأس آسيا لا يمكن اغفاله ابداً، وهو ما قد يضع محركي الكومبيوتر الياباني تحت ضغط شديد يشل حركتهم ومواهبهم، لأن التاريخ يدل على أن السعودية لن تدع لقباً يفلت من أيديها في بطولة تقام على أرض عربية للمرة الثالثة بعد الدوحة وأبو ظبي.
أمور كثيرة تسعى السعودية الى تحقيقها في المباراة النهائية، ففضلاً عن الثأر من اليابان واعادة الاعتبار أمامها، تأكيد زعامتها على القارة الآسيوية وتوجيه انذار شديد إلى المنتخبات الأخرى في تصفيات كأس العالم المقبلة في اليابان وكوريا الجنوبية عام 2002 ان بطاقة المنتخب السعودي مضمونة في النهائيات.
الخط التصاعدي
قدم المنتخب السعودي في هذه البطولة أمثلة من الحماس والتصميم يجب أن تحتذى، فبعد خسارته 1 / 4 في مباراته الأولى، خصوصاً انه حامل اللقب، وما خلفته من اقالة للمدرب التشيكي ميلان ماتشالا في اليوم التالي مباشرة، فوقع الخيار على المحلي ناصر الجوهر لاكمال المهمة الذي لم يتردد ونجح حيث اخفق سلفه لأنه ابن البيت ويعرف كل شاردة وواردة عن لاعبيه.
وتغيرت حال الأخضر من مباراة إلى أخرى، فامام قطر ظهرت الروح القتالية لكن العقم الهجومي بقي مستمراً فانتهت المباراة بالتعادل السلبي، وأمام أوزبكستان ظهر البعض من سحره فكان الفوز عليه بنتيجة 4/1 في مباراة تألق فيها مهاجمه الشاب محمد الشلهوب سجل ثلاثة أهداف مفتاح العبور إلى ربع النهائي بقوة، فصح القول في حينها ان الشلهوب اعاد السعودية إلى البطولة من الباب الواسع.
وفي ربع النهائي، كانت السعودية على موعد مع مواجهة صعبة جداً في قمة خليجية خاصة في ميدان آسيوي مع الكويت، فكانت الاثارة والصعود التدريجي لاداء الأخضر، ونفذت جمل تكتيكية أثمرت فوزاً بالهدف الذهبي عبر نواف التمياط 3/2,وفي نصف النهائي، كان رباطه الجأش والحماس من سمات لاعبي الأخضر الذين جاروا منافسيهم الكوريين وأجبروهم على طريقة اداء معينة، وامتازوا بلياقتهم البدنية العالية التي سيكون لها دورها البارز أمام اليابانيين أيضاً، ونجحوا في بلوغ المباراة النهائية بعد هدف ذهبي بواسطة طلال المشعل هذه المرة 2/1.
المنتخب السعودي تأثر كثيراً بغياب عناصر بارزة باتت تعتبر من الجيل السابق له، ويحتاج إلى وقت لكي يمتلك تشكيلة قوية قادرة على اثبات نفسها منذ البداية على النواحي كافة، البدنية والفنية والتكتيكية ومجاراة اليابانيين والكوريين والصينيين والايرانيين، لكن الأداء التصاعدي له في البطولة يؤكد أن المرحلة الانتقالية التي يمر فيها ستثمر منتخباً قادراً على اكمال المواجهة,ومن الأسباب الرئيسية التي اعادت الروح إلى أداء لاعبي السعودية تفهم المدرب الجوهر إلى امكاناتهم وادراكه تماماً فعالية كل منهم في المراكز التي يطلب منهم شغلها، وبدا ذلك جلياً حتى الآن وسيكون سره أيضاً امام اليابان.
واجمع اللاعبون السعوديون على أن المباراة ستكون ثأرية وفي مقدمتهم سامي الجابر مهاجم وولفرهامبتون الانكليزي الذي لم يسجل أي هدف حتى الآن لكنه صنع أكثر من واحد، حتى أن الجوهر قال: ان الجابر يخوض مباريات جيدة ويتراجع إلى خط الوسط ليمول رفاقه بالكرات الحاسمة، وأنا أعتمد عليه كثيراً في خط الوسط لأنه قائد بكل ما للكلمة من معنى .
وسيعتمد الجوهر الطريقة ذاتها التي اعتمدها أمام الكوريين، وتتمثل في ابطال اللعب وتخفيف سرعة اليابانيين للحد من خطورتهم واجبارهم على بذل مجهود كبير لارهاقهم معتمداً على اللياقة البدنية المرتفعة للاعبي السعودية.
تكتيكياً، ربما تشهد التشكيلة السعودية بعض التغييرات في خطي الوسط والهجوم، مع الابقاء على محمد الدعيع المتألق في حراسة المرمى، وأحمد الدوخي ومحمد الخليوي وأحمد خليل وصالح الصقري في الدفاع.
وبعد الأداء الفعال لعبدالله الواكد أمام كوريا الجنوبية سيكون القلب النابض لخط الوسط الى جانب نواف التمياط، المتألق منذ بداية البطولة، ومحمد الشلهوب، الذي سيتراجع لمساندة الوسط من الجهة اليمنى، وعمر الغامدي من الجهة اليسرى,وفي الهجوم، سيعتمد الجوهر على الجابر وطلال المشعل، صاحب هدفي الفوز في مرمى كوريا الجنوبية, وسيحل الغامدي في التشكيلة بدلاً من محمد نور لنيله انذارين، لكن تعديلاً قد يطرأ على خطة الجوهر في حال لم يتعاف الغامدي تماماً من اصابة طفيفة لحقت به في مباراة الكويت، ويبذل الجهاز الطبي في المنتخب السعودي جهداً كبيراً لاعداده للمباراة، ولكن في حال تعذر ذلك سيكون خيار الجوهر اشراك مرزوق العتيبي إلى جانب المشعل في خط الهجوم، والطلب من الجابر التراجع إلى منطقة الوسط التي يجيد التحرك فيها ببراعة.
بطل قبل أن يتوج
في المقابل، يملك المنتخب الياباني جميع مقومات الفوز بالبطولة، ولديه خامات اظهرت مستويات لافتة وسيكون له شأن كبير في المستقبل في المحافل العالمية، وهو ما رجح كفته على غيره من الناحية الفنية، فبدأ كمن يغرد خارج السرب بقيادة مدرب قدير هو الفرنسي فيليب تروسييه,المنتخب الياباني هو الوحيد من المنتخبات الاثني عشر التي شاركت في هذه البطولة واقنعت من خلال نتائج جيدة وعروض جذابة معاً، فتوج من قبل الجميع قبل أن تنتهي المنافسات، واستحق شهادة تقدير وعلامات التفوق بفضل الأداء المتطور والسريع المليء بالخطط التكتيكية والمبني على تنويع اساليب اللعب في الدفاع والهجوم.
ولم يلق المنتخب الياباني أي خسارة في البطولة، وهو الوحيد الذي يحقق هذا الانجاز، ففاز على السعودية 4/1 وعلى أوزبكستان 8/1 وتعادل مع قطر 1/1 في الدور الأول، ثم فاز على العراق 4/1 في ربع النهائي، وعلى الصين 3/2 في نصف النهائي.
وأثبت المهاجمون اليابانيون انهم قوة ضاربة لانهم سجلوا عشرين هدفاً في خمس مباريات حتى الآن، أي بمعدل مرتفع جداً وهو اربعة أهداف في المباراة الواحدة، ولديها هدافان من الطراز الرفيع هما ناوهيرو تاكاهارا واكينوري نيشيزاوا, لكن الدفاع الياباني كان متردداً في بعض الأحيان، وخصوصاً في الدورين ربع ونصف النهائي، فتلقى هدفاً أمام العراق اثر سوء التغطية، وهدفين امام الصين للسبب ذاته، وهو ما يشير إلى أن الضغط على مرمى الحارس يوشيكاتسو كاواغوتشي، الذي اهتزت شباكه ست مرات حتى الآن، يمكن أن يحدث دربكة ويؤدي إلى منافذ لتسجيل الأهداف.
تروسييه بدا واثقاً جداً منذ بداية البطولة، وها هو يمضي قدماً من مباراة إلى أخرى لتحقيق انجاز بقيادة اليابان إلى احراز لقبها الثاني في البطولة قبل أن تدخل في مرحلة الاستعدادات لنهائيات مونيدال 2002، ولم يعلق كثيراً على ما تردد حول خلافات في برنامج اعداد المنتخب مع الاتحاد الياباني واحتمال تخليه عن مهمته بعد الكأس الآسيوية، إذ لم يشأ ان يؤكد أو ينفي هذا الأمر، مع انه نجح تماماً في تطوير مستوى المنتخب.
ويغيب عن المنتخب الياباني جونيتشي ايناموتو لنيله انذارين، لكن العناصر الأساسية الأخرى موجودة في التشكيلة وابرزها فضلاً عن تاكاهارا ونيشيزاوا اتسوشي ياناجيساوا وناوكي ماتسودا وشونسوكي ناكامورا.
|
|
|
|
|