| عزيزتـي الجزيرة
إن ما يحدثُ الآن في بلاد الأقصى الشريف من قتل واعتداءٍ وانتهاك للحرمات مِن قِبَل اليهود الكفرة ما هو إلاّ علامة واضحة جلية للعالم أجمع على ما تكنّه الحكومة الاسرائيلية الفاسقة من حقد وبغض شديد على الإسلام والمسلمين، وليس هذا بمستغرب أبداً فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم مبيناً حالهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم,, الآية, تأكيد قاطع من المولى عزَّ وجل على عدم انقيادهم أو رضاهم أو تحالفهم مع المسلمين إلى ان تقوم الساعة.
ويقول ابن كثير في تفسيره لقوله تعالى: ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آيةٍ ما تبعوا قِبلتك وما أنت بتابع قبلتهم وما بعضهم بتابع قبلة بعض,, الآية 145 سورة البقرة, يقول: يُخبر الله تعالى عن كفرِ اليهود وعنادهم، ومخالفتهم ما يحرفونه من شأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنه لو اقام عليهم كلَّ دليل على صحة ما جاءهم به لما اتبعوه وتركوا أهواءهم، كما قال سبحانه: إنّ الذين حقّت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون، ولو جاءتهم كلّ آية حتى يروا العذاب الأليم , ولهذا قال ههنا: ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وقوله: وما أنت بتابع قبلتهم ، إخبار من المولى عن شدة متابعة الرسول صلى الله عليه وسلم لما أمره الله به، وأنه كما هم مستمسكون بآرائهم وأهوائهم، فهو أيضاً مستمسك بأمر الله وطاعته واتباع مرضاته وأنه أي الرسول عليه الصلاة والسلام لا يتبع اهواءهم في جميع أحواله,, الخ ما قال يرحمه الله.
هذا هو حال اليهود مع أشرف خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم منذ أكثر من الف واربعمائة عام، كفرٌ وصدود واتباع للهوى، فما عساها أن تنفع محادثات السلام الزائفة مع قوم عُرِف عنهم الغدر والخيانة حتى مع الرسول صلى الله عليه وسلم، وما عساها ان تفيد هذه المحادثات مع من كتب الله عليهم الخِسة والدناءة إلى يوم القيامة.
إن ما يفعله الصهاينة بالمسلمين في الأقصى الشريف اليوم من قتل بلا رحمة، وذبحٍ بلا شفقة، لفعلٌ يدل على ضعفنا وتقهقرنا وابتعادنا عن دين الله القويم وعن المنهج الذي رسمه لنا المصطفى عليه الصلاة والسلام ومَن بعده من الصحابة الكرام في التعامل مع مثل هؤلاء الخونة، فاليهود معروف عنهم الذل والصخار في القتال والمواجهة مع المسلمين، وأبرز دليل على ذلك ما يفعله أبطال الحجارة معهم، تجد المسلم واقفاً متوثباً ومواجهاً لجماعةٍ من الصهاينة المدججين بالأسلحة والمختبئين خلف حائط يسترهم من هذا الشاب القوي بعقيدته وإيمانه, ولله درُّ الشاعر حين يقول واصفاً ذلك الموقف:
ووقفت حين رأيتُ طفلاً شامخاً قاماتنا من حوله تتقزَّمُ طفلٌ صغيرٌ غير أن شموخهُ أوحى إليَّ بأنه لا يَهرَمُ طفلٌ صغيرٌ والمدافع حولهُ مبهورة والغاصبون تبرَّموا في كفه حجرٌ وتحت حذائه حجرٌ ووجه عدوِّه متورِّمُ |
فلن ينفع مع هؤلاء غير رفع راية الجهاد في سبيل الله، ولن ينفع معهم إلا القتال المرّ والدفاع عن مقدساتنا وحرماتنا.
أعزائي القراء,,.
والله إنا لمسؤولون عن كلِّ قطرةِ دم مسلم تسقط هدرا، ووالله إنا لمحاسبون عن كل طفل فقد أباه وأمه ظلما وقهرا، ووالله إنا لمحاسبون عن كل حُرّة نُزِعت عفافاً وطهراً,, فلنفق من غفلتنا ولنصحو من رقدتنا، فعدونا متربص بنا أينما كنا.
أسأل الله العلي القدير ان ينصر اخواننا المضطهدين في كل مكان عامة وفي فلسطين الحبيبة خاصة وأسأله ان يكون لهم ناصراً ومعيناً وان يقوي عزائمهم ويسدد رميهم وان يخذل عدوهم يارب العالمين.
إضاءة:
يقول الرسول عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبوهريرة رضي الله عنه: من مات ولم يغزُ، ولم يحدّث به نفسه، مات على شعبة من نفاق رواه مسلم.
وقفة:
هذه البلاد الطاهرة هي والحمد لله صخرة الاسلام التي تتحطم عليها المعاول، وهو الحضن الذي يأوي إليه المسلمون جميعاً، لقد اثبتت بلادنا قيادة وشعباً أنها بلاد الإسلام، راعية حقوق المسلمين في كل مكان.
عندما سمعت في حملة التبرعات للأقصى عن ذلك الرجل الذي تبرع ببعيره والآخر الذي تبرع بسيارته، والطفل الذي تبرع بحصّالته شكرت الله تعالى على نعمة التلاحم والتعاطف بين المسلمين، ورأيتها صورة مشرقة تستحق الإشادة والتقدير.
أسامة بن عبد الرحمن العشماوي الرياض - جامعة الإمام - كلية أصول الدين
|
|
|
|
|