كنا وقد كانت لنا أمجاد
عجبا هي الأيام والآماد
هلا تريثت السنون هنيهة
والعمر لا يفنى ولا يزداد
هلا تمهل يومنا لا ينقضي
يا ليته لرغابنا ينقاد
ما كان للأمس المولي لهفة
لو لم يكن لمصيره يعتاد
شاخ اليراع مكبلا بهمومه
جف اليراع فليس فيه مداد
لكنما الأفكار في ريعانها
لا زال فيها للعطاء سداد
تسمو على زحف الليالي وثبة
فتذوب تحت مضائها الأصفاد
سنمد للأجيال بعض تراثنا
بشهادة تزهو بها الأنداد
سنضيء للأجيال في بيدائها
من ذكريات العمر ما يرتاد
ما الأربعون إذا تعد خواليا
إلا النعيم يزينه الإخلاد
كانت على ثغر الأماني مبتغى
يغفو على أهدابها التعداد
عذراء تغري بالمزاح وبالمنى
يهفو لدفء حنانها الأسياد
عذراء ما عشقت سوى آلافها
من هم على أفيائها وراد
ما الأربعون سوى ضميمة مترف
في كل بستان له مرتاد
ألف الحياة بأنسها ونعيمها
فاعشوشبت في كفه الأطواد
وغدا إلى روض بهيج مزهر
تزهو بنفح عبيره الأعياد
والتم في يوم الوفاء جموعه
تشدو بحسن فعاله الأمجاد