|
| مقـالات
لا أعرف أننا دندنا حول موضوع تربوي مثل ما فعلنا في موضوع ادخال اللغة الانجليزية ضمن مواد منهج المرحلة الابتدائية, وبداية أرجو ألا يتصور أحد أن اهتمامنا بتعليم اللغة الانجليزية في المرحلة الابتدائية كلغة أجنبية يعني عدم عنايتنا بلغتنا الأم، أو أنه مؤشر على ضعف الانتماء وعلى التبعية, والحق إن الاهتمام بتعليم اللغة الانجليزية يأتي اعترافا منا بعالمية هذه اللغة في الوقت الحاضر وأنها وسيلتنا للتواصل مع هذا العالم الذي يموج بالتطورات العلمية المتسارعة, إنها أداة نوظفها لنستفيد من خبرات وتجارب العالم المتقدم العلمية التي تقصر دونها وبمراحل تجاربنا وخبراتنا, ومن تجربتي الشخصية فقط يبدو لي أن وزارة المعارف تأمل بل وتتطلع الى ادخال اللغة الانجليزية ضمن منهج الحلقة الثانية من التعليم الابتدائي الصف الثالث والرابع والخامس ، ولذا فهي تأمل فيما يبدو أيضا أن تجد في الدراسات والبحوث ما يعزز من تقرير ادخال اللغة الانجليزية في المرحلة الابتدائية, وحتى لو وجدت الوزارة من الدراسات والبحوث ما يفيد بجدوى تعليم اللغة الانجليزية لطلاب المرحلة الابتدائية فإن عقبة كؤود لا تزال تحول دون تحقيق هذا التوجه، الا وهو عدم وجود المعلم المتخصص.
فالطاقة التدريسية المتوفرة حاليا من معلمي اللغة الانجليزية لا تكاد تكفي لتشغيل المرحلتين الثانوية والمتوسطة, قد ينظر في تخفيض خطة اللغة الانجليزية مؤقتا في المراحل العليا والاستفادة مما يتوفر من معلمين في المراحل الدنيا .
في اعتقادي أن المراحل المبكرة من التعليم قد تكون هي الفترة الأفضل لتعليم لغة أجنبية, وفي هذا الشأن يتحدث علماء الدماغ عما يسمى نوافذ من الفرص Windows Of Opportunities والتي غالبا ما تغلق عند سن العاشرة تقريبا, فعندما تكون تلك النوافذ مفتوحة يسهل التغلب على كثير من الصعوبات عند الطفل مثل تصحيح وعلاج مشكلات البصر ومشكلات النطق، كما يسهل خلال هذه الفترة اجادة تعلم لغة أخرى, وهناك من يرى أن تعلم لغة أجنبية يثري تعلم اللغة الأم، فالطفل قد يصبح لديه وعي أفضل بلغته الأم عندما يكتشف السمات المشتركة والمتباينة بينها وبين لغة أخرى.
|
|
|
|
|
