| مقـالات
تذكرت وأنا اتلقى هذا السيل المنهمر من الاتصالات والرسائل من شباب هذا الوطن الذين يبحثون عن فرص وظيفية, تذكرت فكرة تدارسناها مع بعض الأصدقاء قبل بضعة أعوام لتكوين مؤسسة أو شركة تقوم بدور الوسيط ما بين جهات التوظيف حكومية كانت أو شركات والباحثين عن العمل, ولم تكن المشكلة قد تفاقمت كما هي عليه الآن من حيث ضخامة الاعداد والتنافس الشديد وتسلط بعض الأشخاص على المراكز القيادية في جهات التوظيف ورفع شعار الأقربون أولى بالمعروف حتى لو كانوا من جنسيات خارجية, بل لم أكن أتصور بأنني سوف أعاني لكي استطيع العثور على وظيفة لابنتي الجامعية!!.
وهذه نموذج لرسالة وصلتني من القارىء خالد العسكر جاء فيها: أخي أنا طالب متخرج من الجامعة وجالس فاضي ضغوط الحياة تزيد يوما بعد يوم، والعمر يمضي وأنا أقف متفرجا لا حول لي ولا قوة ولست وحدي بل هناك اصدقائي الخريجون بالمئات, ألا تلاحظ معي بأننا طاقات مهدرة وأننا سلاح ذو حدين, ننادي ولكن لا حياة لمن تنادي، من المسؤول عن وضعنا، لقد أصبحنا نحمل حقدا دفينا على المجتمع وعلى كل شيء!!.
تعبنا وتغربنا وكافحنا وعملنا بالليموزين حتى نحصل على الشهادة المنكوبة الجامعية وفي آخر المطاف نجلس في بيوتنا واخواتنا يذهبن لوظائفهن.
إنها صرخة شاب مهيض الجناح لا يدري ماذا يفعل يذكرني بحالة اخواننا المرافقين الذين تتعاقد الرئاسة أو جهات أخرى مع زوجاتهم ثم يأتون كذكور وانما يتلخص وضعهم على غسيل الصحون في المنازل وربما الطبخ أيضا.
وليس معنى هذا ان اعترض على عمل الفتاة دون شقيقها انما من حق كل فرد في مجتمعنا أن يساهم بالارتقاء بهذا الوطن عن طريق العمل المنتج وليس بالتجميد وفرض البطالة المضرة والتي هي الوسيلة للانحراف ولست أخاف من هؤلاء الشباب الواعي على المجتمع انما أخاف عليهم من المحظورات والمحرمات, وادارات التوظيف مسؤولة عن ضياع الشباب وتسكعهم في الشوارع.
الفكرة التي بدأت بها هذه الخاطرة هي ضرورة ايجاد آلية لتشغيل الشباب الذين يتمثل أملهم في السطر الأخير من رسالة هذا المواطن هي قوله نريد فقط أن نعيش حياة كريمة لا أكثر ولا أقل ونحن معه ونقف الى جانبه في أن يحقق له الوطن هذه الأمنية بعد أن بذل من أجله الأموال والامكانات حتى يحصل على الشهادة العليا التي تشرف الوطن وإنني باسم هؤلاء ادعو أصحاب القرار بأن يأمروا بإبعاد العناصر غير السعودية وغير المخلصة من مراكز اتخاذ قرارات التعيين في جميع الشركات العاملة والمصالح حكومية وأهلية لأنها خطوة ضرورية للسعودة الفعلية.
|
|
|
|
|