| العالم اليوم
كان ياسر عرفات صادقاً حينما أكد للمحطة المرئية الأمريكية c.n.n بأنه لا يمتلك زراً كهربائياً للضغط عليه حتى يوقف الانتفاضة الفلسطينية، فهؤلاء الشباب الفلسطينيون الذين يثأرون لكرامتهم ويدافعون عن المقدسات الاسلامية لن يوقفوا انتفاضتهم حتى يتوقف الاسرائيليون عن أعمالهم الاستفزازية ويخرجوا من أرض فلسطين ويتركوا القدس لأهلها.
كلام صادق، ولكن هل يفهم الأمريكيون الذين يضغطون على ياسر عرفات ورجال السلطة الفلسطينية ليجبروهم على الانضمام الى قوات الاحتلال الاسرائيلي للإجهاز على الانتفاضة الفلسطينية باعتقال الناشطين من أبناء الشعب الفلسطيني والعمل كحراس لاسرائيل ضد أبناء شعبهم؟!
والضغوط الأمريكية والأوروبية التي تمارس على ياسر عرفات والسلطة الفلسطينية تزداد كل يوم لتحويل عرفات ورجاله الى حماة لليهود فبالاضافة الى قرارات الكونجرس الأمريكي الذي أكد نوابه بأنهم يعملون لصالح اليهود أكثر من عملهم لصالح أمريكا وذلك بالنتيجة المنحازة وغير العادلة في التصويت الذي تم قبل أيام حينما صوت الكونجرس وبأكثر من ثلاثمائة نائب ضد تسعة عشر فقط، يتهمون فيه الفلسطينيين بأنهم وراء اندلاع العنف في فلسطين، وأن عرفات قادر على وقف ما أسموه بالعنف -أن هو أراد-,,!! والذي نعتقده أن أعضاء الكونجرس لهم عيون يشاهدون بها كل يوم الصور التي تنقلها محطاتهم المرئية والتي يظهر فيها الجنود الإسرائيليون وهم يطلقون الرصاص الحي على الأطفال والشبان الفلسطينيين الذين يواجهونهم بالحجارة,, فهل الرصاص مساوٍ للحجارة,, وهل اطلاق الرصاص الحي على الأطفال يتوازى مع رمي الحجر؟!, كما أن المشرعين الأمريكيين لا يعلمون أن من فجّر الانتفاضة وهو أرييل شارون باقتحامه المسجد الأقصى يعد في نظرهم شخصاً فوق مستوى المساءلة لأنه اسرائيلي؟!
وطلبهم من عرفات بأن يكون شرطيا لاسرائيل ليتساوى معهم بالعمل شرطياً للظلم والعدوان كما يفعلون لاسرائيل، هذا العمل لا يمكن أن يقبل به رجل كعرفات يملك في حوزته نصف قرن من الجهاد والكفاح,, اللهم إلا اذا أراد أن يكون مصيره كمصير صنيعتهم في فيتنام الجنرال كيو ثيو الذي مات منسياً في احدى المزارع الأمريكية بإحدى ولاياتها وعرفات وأي فلسطيني شريف لا يريدون لأنفسهم مثل هذا المصير,, وحتى لو أراد عرفات فقد ذكر بنفسه لc.n.n بأنه عاجز عن السيطرة على الشباب الفلسطيني الذي انتفض لرفع الظلم الذي تفرضه سلطات الاحتلال الاسرائيلي على شعبهم، وبأسلحة أمريكية، فهل يستيقظ ضمير الأمريكيين أم يبقون أسيري انحيازهم الأعمى لإسرائيل خاصة ولليهود عامة.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|