| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
إنني من قليل الثقافة ولكني معجب بما يصدر في صحيفتكم المعروفة من ملاحظات وأفكار تعالج جوانب شتى من مشاكل وعادات المجتمع, وحرصا على معالجة ما أجده يشتعل في صدري نارا سواء مما أشاهده أو مما أسمعه وهو لا شك يعايشه كثير من أمثالي ممن مضى عليهم عمر طويل وتغيرت عليهم عادات المجتمع فإنني أذكره بإيجاز و هو كما يلي:
1, إن إكرام الضيف الذي كان معروفا في مجتمعنا وأوصى به ديننا قد أ ذ بالتناقص إلا عند كبار السن وفئة قليلة ممن دونهم واضرب مثالا بسيطا انه عندما يطرق باب شخص ما أحد أقاربه أو معارفه يخرج على الطارق أحد أبناء صاحب المنزل فيسأله الطارق عن والده مثلا فيرد عليه الابن بقوله (غير موجود) فلو كرر السؤال مرة أخرى أجاب بكلمة وافدة (مافيه معلوم) ولا يكلف نفسه بإدخال الضيف والترحيب به.
2, إكرام الجار المعروف حقه في الشرع قد أخذ هو الآخر نصيبا لا يقل عن النقص في إكرام الضيف بل نجد أكثر الجيران لا يعرف بعضهم بعضا ولو طالت مدة الجوار ناهيك عن وجود كثير من أنواع الإساءة للجار.
3, حقوق الوالدين العظيمة استهان بها كثير من هذا الجيل بل إنه يوجد كثير قد أساء في حقه أو حقوق والديه بجرائم شتى.
4, تشاهد أحيانا كثيرة بعض البرامج والمسلسلات التي تشد أنظار محبيها وهي تشرح كيف تفعل بعض الجرائم مما يجعل ضعفاء النفوس يطبقون مثل هذه المشاهد على الواقع بارتكاب جرائم مشابهة.
5, فقدنا كثيرا من العادات الطيبة والحميدة التي كانت موجودة في هذه الجزيرة إلى وقت قريب وما ذاك إلا بفقدان أهلها وعدم غرسها في الناشئة أو من وجود المؤثرات الخارجية فبدأت ظواهر مثل عدم احترام كبار السن وأهل الفضل وعدم حسن الاستماع والإنصات لأهل المشورة والرأي وكذلك تقاطع الأقارب وعدم تواصل الزيارات وانشغال كل شخص بنفسه .
فإنني أضع هذه الأسطر والملاحظات عسى ان ينبه لها الناس قبل أن نغرق في دوامة الحياة ونفقد الكثير مما يميزنا في هذا العالم.
مرزوق سمير المطيري
|
|
|
|
|