أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Saturday 28th October,2000العدد:10257الطبعةالاولـيالسبت 1 ,شعبان 1421

محليــات

لما هو آت
منافذ التردِّي
د , خيرية السقاف
*** أدب النقد من أكثر المنافذ الى النَّوايا,,.
وفي هذا المكان تحدثنا كثيراً عن النوايا,, والخفايا,, والمقاصد,.
وتحدثنا كثيراً عن الكلمة,, وحروفها,, ودلالاتها,.
عن تلك الرسائل التي تبثُّ بما في دخائل الإنسان,,، تَعبُرُ بدلالاتها الحروفَ، في جُمَلٍ لمَّاحة، أو وضَّاحة، من واحد إلى الآخر,,.
وكم تنوء الكلمات بما في صدور الناس,.
والسؤال الكبير الذي كنا نتحلَّق حوله,, أنا وقرائي: لماذا تَدكُنُ النفوسُ؟ ولماذا تُسخَّرُ الكلماتُ لهذا الدكن؟!,,.
والذي ينشقُّ عن هذا الاستفهام المندهش بفعل الإنسان، هو السؤال الأكبر: متى تصفو السرائر؟!,,.
ولأننا نتحلَّقُ على بياض,.
فإن حمائمَ السلام,, والحب هي وحدها ما يُعمِّرُ المسافةَ، والمسافة بين هذه الحروف وأنتم,.
*** وما بال القوم يتنابلون من رمي النِّبال بعضهم مع بعض بالكلمات؟!
وما بالهم يكشفون بما يقولون عن صدورهم؟,,.
** أولئك الساسة يتراشقون النوايا,, ويُوقعون بمقاصد بعضَهم الآخر,,
وأولئك المفكرون يتنابذون الرَّفضَ,, يُقصي واحدُهم الآخرَ,.
وأولئك المتماثلون يتناكبون المواقع,, ينبذُ نفرٌ منهم الآخرَ,,.
وهؤلاء,, وأولئك,.
*** والنَّقدُ بكلِّ صفاته,, يركبُ قوافلَ الكلام,,, منطوقاً أو مكتوباً,.
وتعلو ظاهرةُ الكلام بما لا يسرُّ,,.
بمثل ما تعلو ظواهرُ التخلُّفِِ في زمنٍ يدَّعون أنَّه زمنُ الحضارةِ في أوجها الشُّمولي,, فثبتَ العكسُ,,.
*** فما بال الإنسان يتردَّى؟
في كلِّ شيءٍ يتردَّى؟!,,.
*** تذكرتُ هذا السؤال الذي جاء ضمن مقالة نشرتُها قبل عقدٍ ونيف,,.
وَعدتُ أُعيدُه وأواصلُ: كيف للإنسان الذي يدَّعي التَّحضُّرَ,, أن يواصلَ تردِّيه؟
أَوّلاً يستطيع أن يخرجَ من براثن الظلام؟! في أوجهِ الظلامِ المظلمةِ، وليس في بعض ظواهِرهِ المضيئةِ؟,,.
*** صدِّقوني إنَّ حلماً يفترشُ المساحاتِ التي تنبسطُ أمامَ مجالِ الرؤيةِ,,، يفردُ جناحيه، يُلملمُ أملَ البقاءِ، لرمز الإنسان الذي يعلو,,, فوق كلِّ صغيرة,,,، لكنَّه لا يفعلُ,,,، فيأتي الحلمُ بأن تصمتَ الحياةُ بالإنسان,,,، وتخلوَ منه,,,، وتستحيلَ إلى حياةٍ لكلِّ كائنٍ آخرَ,,,، عدا الإنسانَ,,,!
*** فالإنسانُ الذي يُفترضُ أن يُعمِّرَهَا,,.
هو الذي يهدُّها ويهدِّمُها,,.
يبدأ بهدِّ الآخر وهدمِه,,,، بالكلام يخرج عن الجوف,,,، ويصله بالفعل,,,، سلوكاً مضاداً يفسِّرُ نواياه الملفوظة,,.
وينتهي إلى ما يخصُّ الآخرَ,,,، من الأرضِ إلى العِرضِ,,,، ومن الباب إلى الجدار,,,، ومن الحقِّ,,, إلى القول,,,!!
** وهذا وقتُ الكلاميين,,,.
كي يشمِّروا عن سواعد أقلامهم,, لينقدوا واقعَ الإنسان من خلال نواياه,,,، وما فيها من خفايا الصدور,,,، مقاصدَ تنمُّ عن,, خبايا الخفايا,,,، وتُعلِنُ عنها,,,!
لكن,,.
كيف سيكون النَّقدُ؟
إن كان بدءٌ من المفكرين,.
وانتهاءٌ إلى السياسيين,,,، قد فاضَ بما تراكم في الصدور من النوايا؟
وكشفَ عن ظلمةٍ تفوقُ حدَّ الدَّكنِ؟!,,.
*** ألا فَلتحافظوا على حمى البياض، ولو كان في مساحةٍ محدودةٍ بموقع القدمين,,,، لينجوَ البياضُ,,,، حتى لو حوصِرَ في صدورٍ هي بحجم الشَّعرَةِ في عجين الأرض!
وسلامٌ على مَن يَحرِصُ على ألَّا يتردَّى,, مع المتردِّين,, في زمنٍ مظلمٍ بالإنسان فيه.


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved