| متابعة
*
* متابعة: عبدالعزيز المهنا
لم تكن الأحوال في أراضي السلطة الفلسطينية تسير بطريقة عادية منذ أواخر أغسطس الماضي، فقد لاح فشل المفاوضات المباشرة وبدأ الإسرائيليون يعبرون عن هذا الفشل في تعاملهم مع المواطنين الفلسطينيين ومع السلطة الفلسطينية فأخذوا يعرقلون حركة التنقل عبر المعابر البرية إلى درجة أدت إلى خسائر مادية كبيرة للمزارعين الفلسطينيين عندما حجزت سياراتهم في المعابر ومنعت من العودة والعبور، إلى ان تعرضت المزروعات للتلف، ولم تستطع البواخر الصغيرة من مغادرة ميناء غزة واضطر المسافرون للنزول والبحث عن منفذ بري، أما المطار فقد تعثرت جداول رحلات المغادرة والسفر ليشكل هذا الاجراء المستمر انذارا بإغلاق المطار، أما حركة التنقل بين المدن والقرى الفلسطينية فقد كانت نكتة الموسم في عملية السلام فالمواطن الفلسطيني ينتقل من رام الله إلى أي مدينة فلسطينية وذلك عبر نقطة تفتيش إسرائيلية، ولم يكن المواطن الفلسطيني يقنع نفسه بجدوى السلام لعدم وجود مؤهلات له على أرض الواقع,.
هذه هي الحالة الدائمة، مراقبة مستمرة وفزع مرتقب في كل لحظة، واثر اطلالة الفشل كان اليهود قد قطعوا شوطا واسعا في اقناع كل مواطن فلسطيني بعدم جدوى السلام.
ان ما تنقله وسائل الإعلام لا يتفق مع الواقع الفلسطيني المؤلم، فليست هناك أرض وليست هناك سيادة، فالأرض محتلة بالكامل والسيادة والسيطرة لليهود، والحكومة الإسرائيلية تريد ان تستفيد من السلام بتسخير خدمات السلطة الفلسطينية لصالح الأمن الإسرائيلي، فليس بوسع الجنود الإسرائيليين الدخول في الأحياء والبلدات الفلسطينية، في حين يستطيع رجال الأمن الفلسطينيون الدخول إلى تلك الأماكن ومعرفة كل ما فيها، وباسم عملية السلام يطالب الإسرائيليون بسجن عدد من النشطين الفلسطينيين وايداعهم في السجون التابعة للسلطة الفلسطينية وامداد اليهود بقائمة من اسماء هؤلاء على أساس التعاون الإسرائيلي الفلسطيني في إعادة الأمن للأراضي الفلسطينية المحتلة.
وفي قراءة للأحداث يتضح بجلاء انه لم يكن هناك انسحاب او إعادة للانتشار، فليس بين موقع الدبابة وهي تقصف المتظاهرين وموقعها في برنامج إعادة الانتشار سوى عشرة أمتار، كما ان الجنود الذين يطلقون النار على الفلسطينيين ليس بينهم ومواقعهم التي استجدت بعد اعادة الانتشار سوى منحدرات ومسافات فاصلة لا تزيد عن 15 مترا في الكثير من الأحيان، ولا ننسى ان المستعمرات الإسرائيلية في وسط الأراضي الفلسطينية المحتلة يرابط حولها جنود إسرائيليون إضافة الى مساهمة المستوطنين في الرقابة الليلية، ونحن نعلم ان أغلب المستوطنين الإسرائيليين هم جنود احتياط في الجيش الإسرائيلي.
هناك إضافة مزعجة لابد من تقبلها وهي ان اليهود استغلوا التناقضات المذهبية والاجتماعية في فلسطين، وقد استمالوا بدو النقب وضموهم إلى صفوف حرس الحدود، وهؤلاء هم من يطلق عليهم النور وهم في الدرجة الدنيا في الترتيب الاجتماعي الفلسطيني ولديهم اخلاقياتهم الخاصة وقد حمل الكثير منهم الجنسية الإسرائيلية ويعمل جزء منهم في حرس الحدود الإسرائيلية، وإلى جانب هؤلاء يوجد الدروز الذين يعتبرون انفسهم إسرائيليين فقد طالب مندوبهم في الكنيست بأن يعامل أبناء الدروز معاملة أبناء الإسرائيليين من حيث التعليم والصحة والانتماء الوطني,, ويعمل الدروز الآن في حرس الحدود إلى جانب بدو النقب.
اولئك وهؤلاء، أصبحوا جزءا من القوة الإسرائيلية التي يتم تصويبها في وجوه الفلسطينيين فهم حرس الحدود,, وهذه مهمتهم، ولديهم خاصية أخرى وهي اتقان اللهجة المحلية واللغة العربية فهم أولى بالموت من اليهود وفق الشريعة اليهودية، فأبناء الله لهم الحق في التضحية مما يملكون، والدروز والبدو جزء من الملكية الإسرائيلية، لذا فليست هناك مفاجأة عندما يتحدث الجرحى الفلسطينيون عن هذا كله فهم يرون بأم أعينهم كل ما يدور حولهم بل هم يرددون اليوم أكثر من أي وقت مضى ان بدو النقب لا أصل لهم وعندما نسألهم عن ديانة هؤلاء وهل هم من المسلمين يجيبون بالقول الله أعلم .
بدأت المظاهرات الفلسطينية تتحرك إلى انتفاضة بعد محاولة ايريل شارون دخول المسجد الأقصى، وقد عمل ايريل شارون في مناصب متعددة في حكومات إسرائيلية متعاقبة، فقد كان قائد الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982م والمشرف على مذبحة مخيمات صبرا وشاتيلا وهو من المؤمنين بأن هناك وسائل ثلاث لابد من اتباع واحدة منها أو كلها لانهاء المشكلة الفلسطينية,, الأولى تهجير الفلسطينيين إلى الاراضي العربية في الدول العربية والتي تتسع لأضعاف عدد الفلسطينيين إذ توجد أراض عربية خالية تساوي مائة ضعف مساحة فلسطين، والطريقة الثانية ابادة الفلسطينيين بأنواع السموم وهذا غير ممكن حاليا لما فيه من محاذير سياسية قد تضر باليهود في جميع أنحاء العالم، أما الطريقة الثالثة فهي تجويع الفلسطينيين حتى الموت وهذه طريقة قد لا يحالفها النجاح حتى لو غض مجلس الأمن النظر عنها بعض الوقت فهناك دول في المجلس يمكن ان تعترض على هذا الأسلوب خاصة الصين وقد يقف إلى جانبها دول أوروبية اخرى.
هذه التصريحات ادلى بها شارون في قنوات تلفزيونية وصحافة إسرائيلية ونقلتها أجهزة الإعلام الدولية، لذا كان لابد من استعمال هذا الرجل ليغير من وضع الشارع الفلسطيني فهو في حد ذاته يعتبر وجوده استفزازا للإنسانية.
وإذا كان الفلسطينيون يرون فيه جلادا وسفاكا وعدوا لا يحمل أدنى رحمة او شفقة للطفل الفلسطيني، فهو يرى في نفسه منفذا لتعاليم الآلة فهو ابن بار من أبنائها وهو يفتك بالفلسطينيين لأن دماء جميع الكائنات يجوز سفكها لأنه دم نجس، والدماء الزكية الطاهرة هي دماء بني إسرائيل، وإليك عزيزي القارئ إضافة خارج القصة.
فقد وقف المتشددون الإسرائيليون في صفوف متتابعة أمام بنك الدم ليمنعوا تبرع الفلاشا لأن يهوديتهم غير كاملة، فهم من العبيد المماليك لبني إسرائيل ودانوا بديانة أسيادهم لذا فليس لهم الحق في أهلية الانتماء.
هؤلاء هم المعارضون,, وهذه مشاعرهم التي تعد مانعا طبيعيا من استمرار عملية السلام، وشارون يرى نفسه مجاهدا يستبيح دماء الفلسطينيين وهو يؤيد النظرية القائلة بأن موت الغير في سبيلك تضحية مضاعفة، لذا كان من المؤيدين لزيادة أعداد البدو والدروز في الجيش الإسرائيلي ورفع كفاءة تدريبهم وزيادة مرتباتهم أثناء المواجهات مع الفلسطينيين.
دخل ارييل شارون القدس في أواخر شهر سبتمبر الماضي ووجد مقاومة عنيفة منعته من دخول القبة المقدسة في المسجد الأقصى، ووجد تضحيات فلسطينية اوغرته أكثر ولم تمنع طلقات الرصاص الشباب الفلسطيني من التوجه إلى الموت بروح إيمانية خالصة.
وفي يوم الجمعة الأخيرة من سبتمبر وعندما خر المسلمون في السجود اطلق الجنود الإسرائيليون النار على سبعة من المصلين وسالت دماؤهم في الأقصى ووضعت علامات على جباه المصلين وأيديهم واحتدمت المصادمات ودخلت المدافع والدبابات في الخدمة، ووصل عدد الشهداء إلى 250 شهيدا وتجاوز عدد الجرحى سبعة آلاف جريح أغلبية إصاباتهم مقعدة، ووصفت مصادر طبية نوعية القنابل والرصاص الموجه إلى الفلسطينيين بأنها تحمل أنواعا من السموم تسبب السرطان بعد ان يتخيل الجريح انه تماثل للشفاء.
المصانع الحربية الإسرائيلية تقوم بتصنيع رصاص خاص يستعمل ضد الفلسطينيين ولا يعد للتصدير فهو وقف للجيش الإسرائيلي واستعماله وقفا على الفلسطينيين دون غيرهم إلى ان تتم التصفية الكاملة لهم.
يوجد في مستشفيات المملكة في الرياض والدمام ومواقع اخرى عدد من الجرحى الفلسطينيين وقد وصل بمعية البعض منهم مرافقون يساعدونهم في النهوض وقضاء الحاجة، فالكثير منهم اصاباتهم مقعدة وقد توجهت اليهم في مواطن علاجهم وهم على الأسرة وتحدثت مع كل واحد منهم ومع مرافقيهم فقدموا كل هذه المعلومات التي أسردها لكم بكل أمانة.
هؤلاء الجرحى يعولون أسرا كاملة وهذه الأسر لا عائل لها سوى هؤلاء الجرحى، فمن أين يأتي القوت، وواحد من هؤلاء الجرحى لا يتذكر سوى 300 دولار تسلمها من رام الله بعد إصابته بطلقة في الفخذ وبعدها لا يدري ما فعل الله بأسرته، وقد رأى هؤلاء الجرحى الكثير من البدو والدروز واليهود وهم يطلقون النار عليهم من أماكن ومواقع مختلفة ورأى نظرة الحقارة والهوان لهؤلاء المرتزقة بحيث يتحولون إلى دروع بشرية يحمون اليهود ويتحملون عبء المواجهة.
كل هذه المعلومات وغيرها الكثير سوف تظهر من خلال أحاديث هؤلاء الجرحى ومرافقيهم,.
***
* محمد حسين الزعقيق من الخليل، اطلق الجنود الإسرائيليون النار عليه أثناء مظاهرة في شارع الشهداء بالخليل، وقد تفجر الرصاص وانتشر في اسفل الجسد والرصاص الذي اطلق عليه من نوع دوم دوم المحرم دوليا، ويقول محمد حسين: اتجه الفلسطينيون لاستعمال ما بوسعهم استعماله من سلاح ولا يتوفر منه حاليا إلا القليل لذا كانت الحجارة هي البديل عن السلاح، ولقد طالبنا ولازلنا نطالب بدعمنا بالسلاح ونحن نرضى بالقليل منه فالرشاش الكلاشينكوف مثلا له الأثر الكبير ونحن مستعدون لبيع مصوغات نسائنا للحصول على السلاح عندما نرى امكانية الحصول عليه متاحة، ويؤكد محمد حسين الزعقيق ان المواطن الفلسطيني بعد عملية السلام محاصر فلا يستطيع الانتقال من مدينة فلسطينية إلى اخرى حتى وان كان لغرض الاستشفاء ويرى ان الإسرائيليين منذ توقيع اتفاقية اوسلو لم يقدموا ما يؤكد الالتزام بهذه الاتفاقية ونحن الفلسطينيين لم نتعرض للجنود الإسرائيليين في الاراضي المتمركزين بها إلا في حالة سقوط شهيد فلسطيني عندئذ ندخل جميعا لانقاذه او اسعافه، ويوضح محمد حسين الزعقيق ان الانتفاضة ولدت مشاعر جديدة لدى الفلسطينيين، والعداء والانتقام الذي يطبقه اليهود على أرض الواقع لا يمكن ان يفسره الفلسطينيون حبا في السلام، وبالإضافة إلى ذلك ان هدف إسرائيل الآن وكما هو واضح ابادة الفلسطينيين والتخلص منهم إلى الابد.
وحول التعامل مع المستوطنين أشار محمد الزعقيق ان المستوطنين منعزلون تماما اثناء الانتفاضة ولم يكن لهم أية مبادرة في تقديم حسن النوايا اثناء عملية السلام وحتى بعد توقيع الاتفاقيات، ويقول محمد الزعقيق اننا نطالب العالم بالدعم والمساندة قبل ان نتعرض للتصفية الجسدية، فاليهود يحاربوننا كعرب والعداء شامل لكل العرب وانا أعمل في السلطة الفلسطينية في مجال الأمن العام وأعرف كل مشاعر العداء التي يكنها اليهود للعرب.
ولكن كيف دخل محمد الزعقيق المظاهرة وهو رجل أمن يفترض ان يحمل سلاحا؟.
يقول الزعقيق انه تظاهر رغما عنه والظروف اجبرته على ذلك ولم يتمكن من احضار سلاح من المنزل او من مقر العمل لأنه شاهد القتلى يسقطون أمامه ولم يتمالك نفسه فاشترك اعزل حتى تعرض للإصابة بفخذه الأيمن، ويقول محمد الزعقيق انه شاهد الطيران الإسرائيلي وهو يقصف مستشفى عالية وحارة ابو سنين وحارة الشيخ، ونحن أمام الإسرائيليين كأننا نمتلك دبابات أو طائرات فالحجر الذي نستخدمه بالمقلاع يعادل المدفعية، ولا يتذكر محمد الزعقيق ساعة انطلاقة الانتفاضة في الخليل لكنه يرى انها انطلقت في يوم 27 او 28 سبتمبر 2000م ولم يشارك في الانتفاضة إلا بعد 5 أيام من وقوعها حيث انه كان يعمل في موقعه الأمني في السلطة الفلسطينية.
***
* محمد عبدالرحمن محفوظ، مرافق للطفل علاء محفوظ الذي يرقد في العناية المركزة ويرى ان زيارة شارون تم ترتيبها لاستفزاز المسلمين بعد صلاة الجمعة وقد نزل الجنود الإسرائيليون بالأسلحة ليتمكن شارون من دخول الأقصى وقد اشيع قبل وصول شارون ان اليهود يرتبون لهدم المسجد الأقصى، وقد تولت أوساط إعلامية ومستوطنون يهود العبء الأكبر من تأكيد هذه الشائعة ونشرها ما أمكن في الأوساط الفلسطينية قبل وصول شارون، ويقول محمد عبدالرحمن محفوظ ان شارون عندما قدم إلى القدس لم يكن معه مواد ومعدات ازالة وإنما قدم ومعه 3 آلاف جندي يحملون أسلحة ثقيلة كفيلة بإزالة كل شيء.
وأنا في مدينة الخليل اعمل في جميع انواع البناء واعرف ما يمكن ان يؤثر ذلك على البناء ومدى تحمله للمتفجرات التي تخلخل البناء بالكامل.
***
* يحيى خليل إدريس، مرافق لابنه المصاب درغام وهو يرقد بالعناية المركزة لإصابته بقذيفة عيار 500 ملم من دبابة إسرائيلية كانت تقصف المتظاهرين واصابته تركزت على العمود الفقري والرئة والطحال، والدبابات تقوم بالقصف من مكان مرتفع لذا فإصاباتها المؤثرة مضمونة وأغلب الجراح تتحول الآن إلى اعاقات مزمنة، ويمضي السيد يحيى ليقول: نحن كبار السن لا نتظاهر والإصابات منحصرة لمن هم في سن الأربعين فما دون.
***
* نواف شعبان فارس، 14 سنة من رام الله أحد الجرحى المصابين وقد دخل الى المظاهرات نتيجة استفزاز الشارع الفلسطيني وقد شارك في المظاهرة مع اصدقائه في الصف والحي وقد اشترك معه في المظاهرة 70 شخصا وهو رابع ضحية تسقط على الأرض، وقد اصيب بكسر عدة أضلاع من الصدر كما تعرضت الكلى والرئة بإصابات.
ويقول الشاب نواف انه يرى الكلاشينكوف مع رجال السلطة الفلسطينية لكنهم اثناء العمل الأمني لم يستخدموه ضد الإسرائيليين والسلاح بين يدي الشباب قليل جدا بل في حكم النادر.
***
* سعدية سعيد، مرافقة مع ابنها بدون مقدمات تقول: لقد راحت بلادنا ونحن الآن نسكن بالايجار، والقدس الآن يمكن ان يسقط بعد ان قامت الجرافات الإسرائيلية بحفريات تحت الحرم، وأنا لا استطيع منع اولادي من التظاهر والاحتجاج ولو وقفت أمام الباب قفزوا من الشباك وانا اعلم ان مصيرهم الموت او الإصابة والإعاقة وعندي 3 اولاد يشاركون في المظاهرات.
***
* ضياء أبو حمد، من نابلس مصاب بالفخذ نتيجة اصابته برصاص دوم دوم المحرم دوليا، ويقول انه لا يملك اي سلاح سوى الحجر وانه يعمل فني كهرباء سيارات في اراضي السلطة الفلسطينية وقد شاهد المظاهرات الأولى عبر التلفزيون ورأى الجنود الإسرائيليين وهم يصوبون الرصاص نحو الأطفال بالذات ثم يقول: وعندما وصلنا إلى المظاهرات شاهدنا طريقة التعامل معنا، انهم يريدون ابادتنا جميعا، ويقول السيد ضياء ان بين الجنود الإسرائيليين رجال من الدروز والمستوطنين، والدروز يتحدثون اللهجة الفلسطينية ويعملون في الجيش الإسرائيلي والدروز هم رجال الحرس الإسرائيلي ويتعمد اليهود انزال الدروز أثناء المظاهرات.
***
* أما المرافق محمد أمين فيقول، يوجد دروز يطلقون علينا النار وكذلك عرب بدو النقب إلى جانب الإسرائيليين اليهود، ويتعمد القياديون اليهود ان يضعوا في الخط الأمامي الدروز او البدو ويرابط اليهود في الخلف ويقصفون المظاهرات بالدبابات، والبدو والدروز نحن لا نعرف ديانتهم ولدينا اعتقاد سائد انه ليس لهم أصل.
***
* رائد أمين، جريح من حنين ويسكن طولكرم سقط في طولكرم اثناء المظاهرات وقد اصيب في 4 اكتوبر الساعة 8 صباحا ويقول السيد رائد: اصبت برصاصة دخلت من الفخذ وخرجت من الجهة الأخرى، وقد نزلنا للمظاهرات نتيجة المعاناة، والمسافات بيننا وبينهم بعيدة، ويطلقون النار علينا وسط تحصينات والحجارة نادرا ما تؤثر فيهم، وقد اصيب معي في نفس اللحظة 7 اشخاص واستشهد شخص واحد، ولدى الجنود الإسرائيليين الرصاص الصامت الذي يصاب به المتظاهر دون علم منه، وانا كنت أعمل واصرف من جيبي دون مساعدة ولا يوجد احد يتكفل بأسرتي والسلطة الفلسطينية تعطي الجريح وقد تسلمت 300 دولار فقط.
***
* محمد زيدان من طولكرم، اصيب في 2 اكتوبر ويقول: ان زيارة شارون للمسجد كانت المحرك الأول للغضب الإسلامي واثناء سجود المسلمين في صلاة الجمعة قتل الجنود الإسرائيليون سبعة منهم، ويقول شاكر زيدان مرافق الجريح محمد زيدان ان شارون جاء ليعد العدة لحجر الأساس لهيكل سليمان حيث سيتم وضعه في 16 اكتوبر ولم يستطع اليهود تحقيق هذا العمل، ويقول ان الفلسطينيين يرون في شارون العدو الأول للأمة.
***
* أنور إسماعيل، 23 سنة من القدس، يقول: بدأت المظاهرة في يوم الاثنين الثاني من اكتوبر وقد شاركت في يوم الخميس ورأيت شارون وهو يتجه إلى القبة وقد منعه الفلسطينيون من الدخول وقد استخدمت القوات الإسرائيلية الأسلحة فورا ولم تدع رجال الأمن الفلسطينيين يحملون أية أسلحة وكانوا مثلنا سلاحهم الحجر وقد عملت كل ما في وسعي إلى ان اصبت برصاصة في البطن وهي من نوع دوم دوم المحرمة دوليا.
***
* ملحم عبدالحميد القيسية، 28 سنة، لقد اصبت في يوم الاثنين 2 اكتوبر وكنت متأكدا انني سأتعرض للموت او الاصابة المقعدة، واقول لك نحن دائما مجاهدون وسوف نعبر عن إيماننا بما نجده من سلاح، ويقول السيد ملحم ان المسيحيين الفلسطينيين يقفون معنا وقد سقطوا في الميدان قتلى وجرحى ومعاقين فهم معنا وإلى جانبنا.
***
هذه الأحداث كانت قبل القمة العربية وقمة شرم الشيخ وبعد نهاية هاتين القمتين ظهر الجديد على الساحة، فقد فتح المطار لعدة أيام ثم اغلق بعد القمة العربية، ولقد نفذ رئيس الوزراء ما كان عازما عليه من قبل وهو تأسيس جهاز خاص يتعهد بتهدئة الأوضاع وإعادة الأمن بقوة السلاح حتى ولو كلف الأمر قصفا مركزا على المناطق الآهلة بالسكان، وسوف يتم التضحية بقرية يتم ابادتها عن آخرها لتكون مثلا يحتذى في مستقبل الأيام.
القمة العربية طالبت بإنهاء الطوق وفك الحصار والتحقيق بالمذابح والمجازر ولجنة دولية وتخفيف التمثيل الدبلوماسي ومساعدة الأسر والجرحى.
والفلسطينيون يرددون بصوت واحد: نحن لا نريد المال,, نريد السلاح,, نريد النجدة قبل الموت.
والآن ما الذي تنتظره الساحة الفلسطينية؟ هل سليجأ اليهود إلى استخدام الطرق الثلاث لابادة الفلسطينيين او استعمال إحداها او كلها دفعة واحدة إبادة جماعية بالسموم او التهجير او التجويع؟.
كلها الآن متاحة فأي الطرق أفضل؟.
|
|
|
|
|