| الاقتصادية
قامت الغرفة التجارية الصناعية بالرياض مشكورة بفتح باب التبرع لمنطقة جازان لدعم الجهود في تنمية المنطقة لمواجهة الوضع المتردي في البنية التحتية والمكافحة التي ما زالت حتى الآن ضد حمى الوادي المتصدع, لقد استبشر كثيرون بهذا العمل الانساني الطيب إلا أن ما حصل يوم التبرع كان حقا محزنا جدا بلغ حد الاستهتار بل وصل الأمر الى محاولة استغلال المناسبة للدعاية الانتخابية, وبجهد تم جمع 2,085,000 ريال، التبرعات النقدية منها بلغت 1,465,000 ريال أما العينية فقد بلغت 620 ألف ريال فقط.
ومن السخريات أن ترى القائمة التي أوضحت نوعية التبرعات العينية المماطلة وعدم الجدية في التبرع حيث انها تنوعت ما بين أكياس نفايات ودعاية واعلان ومطبوعات وملصقات لا تدري ماذا ستحتوي.
وهنا أسأل ماذا ستفيد هذه التبرعات المنطقة؟ هل سيتم نشر اعلانات وملصقات تحذيرية للبعوض من عدم الاقتراب من المواطن أم ماذا؟
إن المواطن هناك احتياجاته واضحة ومعروفة سلفا وأهمها الرعاية الصحية والبنية التحتية والدواء والمهم أيضا التنمية الاقتصادية وايجاد الوظائف ومكافحة الآفات والأمراض ومسبباتها, وليس دعاية واعلانا وتلاعبا بعواطف المواطن الذي سيندهش من الأمر.
لقد كان الهدف الأساسي لرجال الأعمال هو تحسين الصورة أمام الناخب ولكن بأرخص الأثمان.
وإن الأمر ليس تلاعبا بالعواطف من أجل كرسي في عضوية مجلس ادارة غرفة الرياض واظهار المشاركة الوطنية في أمر بالغ الأهمية هددت فيه أرواح الأبرياء.
ألم ير رجال الأعمال الاهتمام الذي قامت به الدولة بأعلى مستوياتها ابتداء من خادم الحرمين الشريفين ثم ذهاب سمو ولي العهد الى هناك بعد رحلة طويلة من العمل حول العالم ومن ثم أخذ وزراء الصحة والزراعة والبلديات كل بمسؤولياته الأمر بأهمية كبرى وصلت الى وجودهم المستمر الى حد البقاء لأيام مثل معالي وزير الزراعة الذي عمل تحت الشمس الحارقة بفريق عمل كبير للقيام بالواجب الوطني ثم أيضا تشكيل اللجنة الحكومية التي رأسها صاحب السمو الملكي الأمير نايف للبحث في احتياجات المواطن هناك.
وليس لي إلا أن أشكر من قام بالتبرع النقدي الصريح الذين شعروا بالمسؤولية أمام الوطن والحث على صدقة تنمي لهم أجورهم وأموالهم وليس عن صدقة عائمة يمكن التلاعب بتكاليفها ولا فائدة منها إلا للبعوض كما اعتقد.
وقد كنت أتمنى أن تكون التبرعات لله وحده وليس لغير ذلك.
|
|
|
|
|