|
| مقـالات
تحدث بين الفينة والأخرى الكثير من المخاطر والإصابات التي يتعرض لها الأطفال والكبار ونواجهها كثيراً في حياتنا اليومية، كالغرق أثناء قيام الأسرة برحلة برية في موسم الربيع، أو حتى داخل المنازل والاستراحات، وكذلك تعرض الأطفال لجروح وإصابات قد لايجيد الأهل إسعافها ومن الأمثلة على ذلك قيام أسرة المصاب بوضع كمية من المناديل الورقية على الجرح، أو لف موقع الجرح بملابس قطنية مما يساعد على خروج كمية كبيرة من الدم قد تؤدي إلى تعرض حالة الطفل للوفاة، علماً بأنه وبمشيئة الله بالإمكان تخفيف حجم الإصابة وربما إنقاذ حياة المصاب بشيء من التثقيف الصحي في مجال الاسعاف الأولي, هذه الحالات وغيرها تحتاج إلى توفر المعلومات والإرشادات الطبية الهامة التي يجب ان تكون في ذهن الآباء والأمهات للتعامل الصحيح مع مثل هذه الإصابات كاسعاف أولي للحالة قبل نقل المريض، أو المصاب للمستشفى.
ولهذا يحتاج الآباء والأمهات وباقي أفراد المجتمع إلى تثقيف صحي شامل وبشكل مستمر في مجال الاسعافات الأولية سواء لحالات التسمم، أو التعرض للمنظفات المنزلية، والمبيدات الحشرية، وحالات الغرق، وكذلك الصدمات الكهربائية، وأيضاً حالات الحروق، والكسور وغير ذلك من الاصابات التي يتعرض لها الأفراد في داخل المنزل وخارجه, ولاشك أن الآباء والأمهات في حاجة ماسة للتعرف على أنسب الطرق للتعامل مع حالات التشنج الحراري، وغيبوبة السكري، وازمات الربو عند الأطفال والبالغين, وهنا يأتي دور جمعية الهلال الأحمر، والدفاع المدني بالتعاون مع الجهات الأخرى ذات العلاقة من خلال توفير المطويات والكتيبات والملصقات وجعلها في متناول الجميع ويتم توزيعها على السكان من خلال وزارة المعارف أو الرئاسة العامة لتعليم البنات مع ادخال ماهو مهم منها ضمن المناهج الدراسية وبشكل مكثف وخاصة في مدارس البنات أو غير ذلك من الوسائل الأخرى بالإضافة إلى تكثيف الندوات والمحاضرات لتغطية كافة حالات الاصابات المشار لها بعاليه عبر وسائل الإعلام، بحيث يكون هناك ندوات متخصصة للرجال وأخرى للنساء وتكون في كافة الاحياء السكانية وكذلك استغلال اماكن التجمع كالأسواق التجارية وغيرها, إضافة إلى ذلك توفير برامج تدريبية تثقيفية في مجال الاسعافات الأولية للآباء والأمهات وباقي أفراد المجتمع، على أن تشمل برامج التثقيف الصحي على الاساليب الوقائية من الحوادث المنزلية قبل وقوع الإصابة مثل إرشاد الأم أن تحفظ الأدوية بعيداً عن متناول الأطفال وكذلك توعية الأم بأهمية سرعة خفض درجة حرارة الطفل من خلال الكمادات الباردة كمرحلة اسعافية تسبق العلاج، وأيضاً توعية الأم بعدم ترك أوان مفتوحة ومملوءة بالماء وإزالة سدادات البانيو تفادياً أن يملأ الأطفال البانيو وتحدث حالات غرق، وإرشاد الأم والأب لاستخدام سدادات لمنافذ التيار الكهربائي ووضع الفيش مرتفعاً وأيضاً توضيح خطورة الاقتراب من أماكن تجمع السيول والبرك والمستنقعات وغير ذلك من التعليمات التي تساعد في جعل المنزل ومواقع الترفيه مراعية لشروط السلامة، وربما من المناسب أن تقوم الجهات ذات العلاقة بوضع مواصفات سعودية للأجهزة والمواد المستخدمة داخل البيوت بحيث لايباع في الأسواق إلا مايتوفر فيه عوامل السلامة.
يتبقى أمر آخر وهو في منتهى الأهمية ولاشك أن جمعية الهلال الأحمر والدفاع المدني يوليانه اهتماماً كبيراً وهو كفاءة وتأهيل رجال الدفاع المدني والهلال الأحمر والتفاعل الايجابي مع الحالات الإسعافية وسرعة الانتقال إلى موقع الحادث وكيفية التعامل مع المصاب وأيضاً مواقع سيارات الإسعاف بحيث تكون موزعة وفق الكثافة السكانية وكذلك الانتشار عندما يكون هناك على سبيل المثال أمطار غزيرة أو غير ذلك من الظواهر التي قد يتوقع منها حدوث بعض المشاكل والإصابات لاسمح الله ، الأمر الذي يساعد إن شاء الله على تقليص حجم الخسائر، حيث إن الأطباء والمتخصصين يؤكدون دائماً على تضاعف الإصابة في حالة عدم إلمام المسعف بكيفية التعامل الصحيح مع حالة المصاب أو تأخر مباشرة الحادث وبالتالي تأخر احضار المصاب إلى المستشفى ولعله من المناسب الإشارة في هذا المقال الى أهمية قيام الدفاع المدني بالطلب من الجهات ذات العلاقة بوضع مخارج للطوارىء للمنازل والعمائر السكنية وغيرها بحيث يكون ذلك من ضمن شروط رخص البناء، وتوفير معدات وأجهزة الاطفاء وطرق التعامل معها ومراقبة ذلك بصفة دورية.
* مدير إدارة الدراسات بمجلس الشورى alshammarih @ ayna . com
|
|
|
|
|
