| مقـالات
حدثني صديقي الفلسطيني المسن,, وقال:
جدي بدوي شاهق, كانت له خصيصة فريدة في انتقاء النساء والجياد، وهو في هذا لا يساوم، حسبه أن يجد ما يريد تماماً,, ليركز رمحه في الأرض ولا يبرح ابداً إلا بما يريد,, إذا لم يكن ببذل المال فبالدم!
وفي قبيلتنا يعشقون الخيول حد الوله!، وجدي يعشق الجياد، وفي العشيات يتشعب الحديث وترتدي الكلمات معانيها الدقيقة,,وتبقى الخيول هي الجياد والجياد هي الخيول في الأذهان الصغيرة.
ويأتي الربيع، فيرتحل الفرسان إلى الفيافي والأسواق في طلب الخيل السمينة ذات العافية والرواء، ويمكث جدي في المضارب، ولا ينطلق إلا عندما يشتعل الصيف وتلهث الدروب.
ها هو مطلع الصيف، امتطى جدي جواده، واردفني وراءه وسار إلى الأفق, سألني في احدى المراحل عن الفرق بين الخيول والجياد، فعجزت ان أفهم، ولم يقل شيئاً.
قبائل وأسواق كثيرة تعج بالخيل والبهائم مررنا بها، ولكن جدي لم يجد ضالته,, حتى نزلنا في سوق للخيل عند حافة الصحراء,, ترجل وسار على قدميه، يتوقف أمام الخيول الجميلة الهادئة ثم سرعان ما يمضي, أعجبتني خيول كثيرة ووددت لو يشتري احدها، كانت هادئة تحت الشمس والغبار والذباب تأكل العشب اليابس وتشرب الماء الملوث، واحد منها فقط، كان لا يأكل ولا يشرب,, بل كان يقفز ويحرث بحوافره الأرض.
تقدم جدي إليه، لمسه فسكن!,, دفع فيه مبلغاً مذهلاً، ثم التفت إلي قائلاً: هذا هو الجواد!!
|
|
|
|
|