| عزيزتـي الجزيرة
نشرت جريدة الجزيرة في عددها الصادر رقم 10245 خبرا مفاده أن شخصا حاول تهريب مجموعة أغنام من منطقة جيزان الى احدى مناطق المملكة بغية الحصول على أسعار مناسبة, وقد تم القاء القبض عليه ومصادرة هذه الأغنام الى هنا وهذا هو الخبر كما ورد ونحن نشكر الجهات الأمنية على وعيها وحذرها بافشال هذا العمل الدنيء.
ولكن يجب الا يمر هذا الخبر مرورا عابرا دون تحليله والتعميق عليه، ومعرفة ما يمكن عمله تجاه هذا التصرف وما يماثله من تصرفات فردية غير مسؤولة لا يقدر أصحابها مدى الأضرار الناتجة عنها على الفرد والجماعة.
أما علم هذا الجشع انه بنقل هذه الأغنام التي قد تكون مصابة بمرض حمى الوادي المتصدع الذي يصيب الماشية وينتقل منها للانسان، أما علم انه نقل المرض من مدينة موبوءة الى مدينة أخرى سليمة وساعد بنشره بين المواطنين موسعا دائرة تواجده فيصيب أفرادا آخرين؟ فكيف يرضى بالضرر لاخوانه المسلمين وكان الأجدر به اعدام هذه الماشية في مكانها خشية أن تكون مصابة أو تركها في منطقتها وبذلك يساعد الجهات المختصة على القضاء على المرض بإذن الله ومحاصرته في زاوية ضيقة؟!
ان المسلم يجب أن يعيش هَمَّ أخوانه المسلمين في الداخل والخارج فمن لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم , لقد شبههم المصطفى صلى الله عليه وسلم بالجسد الواحد اذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر.
ومثل صاحب الأغنام ذلك المزارع الذي يقوم برش منتوجات مزرعته من الخضار بالمبيدات والمواد الكيماوية السامة ويقطفها لبيعها على المستهلك مباشرة قبل نفاد مدة الحظر المقررة للمبيدات, فقد يقطف العمال الثمرة من جهة وعمليات الرش أمامهم أو خلفهم في جهة أخرى متناسين بعض الأمراض المستعصية والخطيرة التي تصيب الانسان جراء ذلك والتي كثرت في الآونة الأخيرة في المناطق التي تشتهر فيه الزراعة, لقد قدم هذا المزارع مصلحته الشخصية على مصلحة أخوانه من المواطنين ضاربا مثلا سيئا في الغش وايذاء الآخرين والحاق الضرر بهم من أجل عرض من سحت الدنيا.
وقد يتذرع البعض بأن هذا التصرف من عمل العمال في المزرعة متناسيا ان المسؤولية الدينية والدنيوية تقع عليه وان الله يعلم ما في القلوب, وفي ظل هذه التجاوزات الخطيرة تسجل ادارة صحة البيئة في البلديات والمجتمعات غيابا كاملا عنها وعن حالة المنتجات الزراعية والصناعية التي تقدم للمواطن وضعف الرقابة على الأسواق فلا رقيب ولا محاسب,, والمواطنون يتساءلون ما هو عمل ادارات صحة البيئة اذا لم يكن لها دور على الأسواق وتحليل بعض المنتجات وكشف السموم ومعاقبة المخالفين ومصادرة الانتاج المغشوش والتشهير بالمخالفين حفاظا على حق المواطنين واذا استمرت ادارات صحة البيئة على هذا الغياب والسبات العميق فاننا نقترح توزيع موظفيها على الأقسام الأخرى للاستفادة منهم في أعمال أخرى تتلاءم وامكاناتهم.
وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: من غشنا فليس منا , وقال أيضا: لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه انني متأكد ان هذا المزارع لن يقوم بأكل الخضار التي تم رشها في مزرعته ولن يرضى بتقديمها لأبنائه وأسرته فكيف يرضى بتقديم هذه السموم لاخوانه المسلمين؟ ان هذا من الأمانة التي عجزت وأبت السموات والأرض من حملها وحملها الانسان هذا المخلوق الضعيف الذي عمد لغش المسلمين وإلحاق الضرر بهم نتيجة ما اقترفه.
ومثل هذا المزارع وصاحب الغنم ذلك الذي يسمح لابله بالرعي على الطرق الطويلة ليلا أو نهارا وبدون مراقبة من أحد ويعرض أخوانه المسلمين المسافرين لخطرها وهو يشاهد الحوادث المفجعة التي تحدث على مدار الساعة من جراء الابل السائبة تذهب ضحيتها أسر بأكملها أما علم صاحب الابل انه ساهم بطريقة مباشرة وغير مباشرة في قتل هذه الأنفس البريئة والا فكيف يترك ابله هملا تقطع الطرق وتترصد للمسافرين هل ضاقت الصحاري الواسعة بابله حتى يأتي بها لقارعة الطريق فاذا كان ضمير صاحبها ميتا ووعيه تحت الصفر فعلى ادارة أمن الطرق تقع المسؤولية كاملة في حجز الابل السائبة ومصادرتها وما عوقب المرء بمثل ماله وليتنا نسمع رأي العلماء حيال الابل السائبة وما يمكن اتخاذه تجاهها شرعا اذ ان الأمر يتطلب حزما وعزما من قبل الجهات الأمنية,ولا يكفي نشر أخبار الحوادث في الصحف والتلفزيون والترحم على المتوفين فهذا عجز وخدر فما الذي فعلته الجهات الأمنية لمعالجة المشكلة والقضاء على أسبابها اذ ان أصحابها قد تبلد احساسهم ومن الصعوبة ان يعدلوا عن منهجهم هذا:
لقد اسمعت لو ناديت حيا ولكن لا حياة لمن تنادي |
وما قيل عن أولئك يقال عن الذين يقطعون اشارات المرور عنوة مخالفين للأنظمة أما علموا ان كثيرا من الحوادث نتيجة قطع الاشارات ويذهب ضحيتها أناس أبرياء ساهم بقتلهم أولئك المتهورون الذين لم تفد فيهم التوعية المرورية المستمرة ولم يوقظ ضميرهم كثرة الضحايا الناتجة عن قطع اشارات المرور ان وقت الانتظار عند الاشارة يعد بالثواني وكثير من الذين يقطعون الاشارة هم من فئة لا تهدف الى عمل وليست وراءها أدنى مسؤولية فهؤلاء ليسوا من أصحاب المشاغل أو قائدي سيارات الاسعاف ولو كانوا من أولئك فهم غير معذورين في تجاوزها.
وعليه فان ادارات المرور بالمدن مسؤولة مسؤولية كاملة عن القضاء على ظاهرة قطع الاشارات الضوئية بكل الطرق الممكنة كحجز السيارة لمدة طويلة أو فرض غرامات باهظة مع السجن لمدة كافية لمن يحصل منهم ذلك ومصادرة السيارة في حالة تكرار المخالفة عنوة ولرصد ذلك ومتابعته يمكن وضع دوريات رسمية بلباس مدني تتواجد حول الاشارات لرصد المخالفين وبدون ذلك لن يتم القضاء على هذه الظاهرة.
أما بالنسبة للخضار وما تتعرض له من سموم فان على ادارات صحة البيئة في البلديات وفروع وزارة التجارة والصحة كل حسب اختصاصه ومسؤوليته الكشف على الخضار في الأسواق وكشف الخضار التي تم رشها واتلافها والتشهير بأصحابها كي يتجنب الناس منتجاته مستقبلا حفاظا على صحة المواطنين من هذا السموم القاتل هذا على الصعيد الرسمي.
وفي اعتقادي انه بقدر ما نحن بحاجة الى دورات في الحاسب وعلومه والانترنت وميادينه كفتوح علمية في هذا العصر فاننا بحاجة أشد الى توعية عينات من الناس أمثال من تمت الاشارة اليهم وغيرهم ممن شابه عملهم وانعدم لديهم الشعور ومات الضمير وتبلد عندهم الاحساس ورضوا بالضرر للآخرين,, نحن بحاجة الى من يعاملهم الحلال والحرام ومغبة عملهم وتلك مسؤولية أجهزة الاعلام بالدرجة الأولى في الاذاعة والتلفزيون والصحف وغير ذلك من النشرات الارشادية.
كما ان دور أئمة المساجد وخطباء الجمعة والمدارس بنين وبنات لا يقل عن وسائل الاعلام في توعية الأفراد وتعليمهم وبيان الضرر الناتج عن تصرفاتهم مع بيان عظم حق المسلم واحترامه وحرمة دمه وماله حيث أمرنا ديننا الحنيف بذلك,.
هذه ايماءات حول بعض المخالفات الجوهرية التي تمس حياة المواطن ومع معرفتي ان كثيرا من المخالفات قد تطرق اليها الأخوة الكتاب الا ان اعتقادي بأهميتها وخطرها المستديم دفعني إلى التطرق لها طلبا للفائدة الحالية والمنتظرة لما في ذلك من التذكير لمن يعنيهم الأمر.
سليمان بن فهد الفايزي القصيم بريدة
|
|
|
|
|