| عزيزتـي الجزيرة
لا ريب أن مهمة التعليم مهمة إنسانية سامية على درجة عالية من الاهمية تتشابه من حيث المبدأ مع طبيعة مهام الانبياء والرسل، ذلك ان الله تعالى اختار هذه الصفوة من البشر ليكونوا معلمين للبشرية ومصلحين هادين لها, وعلى هذا فهم رحمة الله تعالى للبشر حيث يقول المولى عز وجل بحق المصطفى صلى الله عليه وسلم (وما ارسلناك إلا رحمة للعالمين)، ويقول صلى الله عليه وسلم عن نفسه: (إنما بعثت معلما)، وكذلك الحال بالنسبة للعلماء المعلمين والمدرسين المرشدين والاساتذة المربين الذي هيأهم الله تعالى وأعدهم ليتولوا الأجيال، فهم يشبهون الرسل من حيث مبادئ المهام، ويختلفون عنهم بالمكانة والمقام.
زميلي المعلم: أريد أن أضع بين يديك بعض الصفات التي ينبغي ان تتوافر في كل مدرس، ولا اخالها خافية عليك ولكنها ذكرى فحسب:
1 المظهر اللائق، ويشمل العناية بنظافة الجسم والثياب، لأن المعلم قدوة لتلاميذه يقلدونه في عاداته وحركاته ومظهره بصورة عفوية احيانا.
2 وضوح النطق، ويعتمد على التأني في الحديث ورفع الصوت بما يناسب المكان الذي يلقى فيه الدرس والتحدث باللغة الفصحى، وترك اللهجة العامية قدر الامكان، لأن المقام مقام تعليم بالدرجة الاولى.
3 وضوح الخط، لأن التدريس يعتمد على شرح المعلم الشفهي والكتابي على السبورة، وتسجيل بعض الملاحظات على دفاتر واجبات الطلاب، فيجب ان تكون كتابته واضحة، ليستطيع الطالب قراءتها دون عناء.
4 كما ان هناك صفات يختص بها معلمو اللغة العربية ويشاركهم فيها بقية المعلمين ومنها: توقد الذكاء: فاللغة فكرة وأسلوب، ولابد لصاحب الفكرة وناقلها من فطنة في الاستيعاب وبعد في النظر، غوص في المعاني، وحسن الاختيار، وجمال في التعبير عنها، وجذب النفوس إليها وخاصة طلابه والمتعلمين على يديه.
5 حسن الخلق: وهي خلة يجب ان يتحلى بها كل معلم ايا كان تخصصه، ،هي ضرورية لكل مدرس، ولكنه لمن يدعو إلى العقيدة وتعلم اللغة العربية ويشيد بها ألزم، وان السلوك الحسن في التعامل وتكريم التلاميذ واعزازهم والتواضع الجم لهم، والقدوة الحسنة لهم داخل الصف وخارجه، كل ذلك يعزز ثقة الطلاب بمعلمهم، وبالتالي يقوى ثقتهم به، بما يدعوهم إليه في حقل العقيدة والفكرة والتوجيه، لان النفس مجبولة على حب من احسن اليها ولاشك فمعلم العربية يحمل بلغته التراث الاسلامي والانساني إلى طلابه ويقربهم منه ويبثه في روعهم صافيا جليا دونما شك او تردد.
1 غزارة المادة العلمية: فلمدرس العربية آفاق واسعة في اختصاصه العلمي، فهو يقوم الالسن بتدريسه، مما يدعوه إلى ضبط حركات وسكنات كل حرف أواخر الكلمات، حسب قواعد اللغة العربية الواسعة جدا من نحوها وصرفها، وأوائل الكلمات وأواسطها, فغزارة علمك أخي المعلم باب تدخل به إلى أفئدة الطلاب واسع، وانتفاء ذلك فيك وحاشاك ذلك مدخل إلى سحب بساط الثقة بك وخوض منك في بحور لا تحسن السباحة في امواجها.
2 تفهمه لطرق التدريس: لابد لمدرس العربية ان يتعرف إلى الطرق التي تيسر تدريس اللغة العربية بجميع افرعها المختلفة، كما يتعرف إلى القواعد النفسية التي تراعى في تدريسها، ويتعرف الفروق الفردية من حيث مستوى ذكائهم وميولهم ورغباتهم وقابلياتهم، كل ذلك يكسبه مهارة في اختصاصه، ويزيد من الفائدة العلمية لطلابه، ويجنبه الكثير من المزالق، ويقيم التدريس على قواعد علمية صحيحة مشوقة ومثمرة.
عبدالله بن خليفة السويكت ثانوية الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله في محافظة الزلفي
|
|
|
|
|