لا تفرحي,,.
لا تنسي مع أطفالكِ أطفالَهم,,.
لا تغب عنكِ مع ابتسامتكِ أحزانُهم,,.
ارفضي شراء ما لا يستطيعون شراءه,,.
لا تأكلي ما ليس في متناول أيديهم,,.
تذكري محمد الدُّرة,,.
ذكري به صغارَكِ,,.
ومن حولكِ,,.
وفضلاً:
وجِّهي هذه الرسالة إلى عشرة آخرين تعرفينهم,,,
هذه السطور,,, ترجمة لبعض جمل جاءتني بالإنجليزية رسائل من خارج الوطن على شاشة جهاز الهاتف المتنقِّل ,,.
أُرسلُها ليس لعشرة,,, بل عشرين,,, ومئة,,, وألوف,,, ولكل القارئين والقارئات,,,، والسامعين,,, والسامعات,,.
أتساءل معها:
من ذا الذي يفرح,,, وأرض هناك تنوء,,.
ودمار هناك يتفشّى,,, وموت هناك يسحق الحياة في رمق الحياة؟!
من ذا الذي يبتسم,,, وقد سُدَّت منافذ البسمة,,, وغابت الضحكة,,, وهلَّت الدمعة؟,,.
والصدر ينوء كالمرجل غلياناً,,, قهراً وحسرة,,,، قهراً وفجيعة,,,، قهراً وكرباً,,,؟!
من ذا الذي يأكل,,, والأطباق مليئة بشظايا البارود,,, وأشلاء الجثث؟ والمحاجر تبكي دماً,,, وحرقة؟!,,.
من ذا الذي يحلو له التسوُّق,,,، ويهفو للشبع؟ والحلوق جفت من النداء الحزين,,, والدعاء الباكي: اللهم ارحم,,, اللهم ارحم,,, اللهم ارحم,,,؟
و,,, من ذا الذي لا يتذكر؟ إن كان الأمر قائماً ولم ينم بعد في الذاكرة؟!,,.
و,,.
من ذا الذي لا يرى في أوجه الصغار وجه محمد,,, ونضال,,, وإياد,,, وسارة,,, وكل قُدسيٍّ، وخليلي، ولحميٍّ,,,، ونابلسي,,,، وغزاوٍ,,,؟ ,,, وأبناء الأديرة,,, والتلال,,,، والمرافئ؟!,,.
من ذا الذي ينام وقد امتلأ رأسه بدويِّ الطلقات,,, ونحيب الأمهات,,,، وصور جنائز الشهداء,,,، ولوحات البيوت المصوبة بالرصاص,,,، المثقَّبة بالبارود,,,، والملطخة بالدماء,,,، المهدَّمة فوق أهلها؟!
من ذا الذي يلهو,,.
والمرجل يغلي,,, يغلي,,.
والقنوات تنقل الحياة في وجهها الناري,,, كي يلتقطها القلب قبل العين في مواقف ساحقة لكل عصب، ولكل وريد، ولكل نبض في الإنسان؟!
فلا تحسبن الفرحة قائمة,,.
ولا الأطفال المشتتين في منأى عن محاضن الإحساس بهم,,.
ولا الابتسامات تحل فوق الشفاه,,, أو تضيء الوجوه,,.
ولا السُّفر تنتشر بما لذَّ وطاب،
ولا تحسبن محمداً أو سارة,,, أو إياداً,,, أو نضالاً,,, أو سواهم يغيبون عن الحضور الدومي في المشاعر، أو على الألسنة,,.
فالكل يشعر,,.
والحزن يتقاطر,,.
والدموع وسائل تعبير,,.
ودروب الفرح قد أغلقت أبوابها,,.
فيما أُشرعت أبواب الألم,, والدعاء,,.
فاللهم ارحم,,.
اللهم ارحم,,.
اللهم ارحم,,.
فأنت فعَّال لما تريد ، لطيف لما تشاء
سبحانك,, لا إله إلا أنت,,.
فانصر المسلمين,,, نصرة عزيز مقتدر.
وهي لقادتهم حلول النصر,,.
|