| متابعة
*
جدة متابعة: صلاح مخارش
في الانتفاضة الفلسطينية الاخيرة ابطال قدموا أجسادهم وأرواحهم ودماءهم فداء للاقصى وفداء لارضهم.
وفي انتفاضة الاقصى الاخيرة أطفال أبطال وشباب أبطال شاهدهم العالم اجمع وهم يقفون ضد بطش الاحتلال, وقد قدمت هذه الانتفاضة للرأي العام أجمع اطفال الحجارة الأبطال من جديد وهم يقفون في وجه الغطرسة الصهيونية التي تحمل المدافع والرشاشات والصواريخ, والاعلام, صور هذه المرة تعتبر الحقيقة المُرة التي يتعامل بها اليهود مع اطفال فلسطين العُزل.
وشاهد الجميع الطفل محمد الدرة 12 عاما وهو يقتل في حضن والده والطفل أمجد جمال العكاوي 16 عاما وهو يرفع العلم الفلسطيني يوم الجمعة 6/10/2000م فوق قبة الصخرة والطفل ناصر عبدالكريم الريزي 16 عاما وهو ينزل علم العدو الاسرائيلي من فوق احدى المستعمرات الاسرائيلية في غزة.
محمد الدرة توفي على الفور برصاص الاحتلال الغادر,, والطفلان البطلان أمجد العكاوي وناصر الريزي اصيبا باصابات خطيرة برصاص الاحتلال الغادر ويعالجان الآن بيننا في جدة بناء على مكرمة خادم الحرمين الشريفين بعلاج بعض حالات مصابي الانتفاضة الفلسطينية الاخيرة في مستشفيات المملكة.
الجزيرة تواجدت في غرفة البطل أمجد جمال العكاوي الذي اصيب بعدة طلقات نارية في جسمه بعد ان رفع العلم الفلسطيني فوق قبة الصخرة حيث يرقد الآن في مستشفى الملك فهد بجدة.
في بادئ الامر يقول أمجد أصبت بثلاث رصاصات واحدة حية في الصدر وواحدة معدنية في العنق وواحدة مطاطية في القدم وقد تعرضت لهذه الطلقات يوم الجمعة 6/10/2000م وبالتحديد بعد صلاة الجمعة عندما صعدت فوق قبة الصخرة ووضعت العلم الفلسطيني.
* وكيف راودتك الفكرة لرفع العلم الفلسطيني فوق قبة الصخرة؟!
العملية من قبلي تمت لا شعوريا وبدون تفكير مسبق ولا أدري كيف راودني التفكير أن أصعد إلى الاقصى وكان الشعور الاولي لدي ان أعمل أي شيء أقاوم فيه هؤلاء اليهود سواء بحجر أو بأي شيء تحمله يدي.
* وما هدفك من ذلك؟
الأقصى غالٍ كثير عندنا ومن يمسه يعني ذلك انه يمس نفوسنا والصهاينة وشارون أرادوا تدنيسه لذلك أردت ان أثبت لهم وللعالم اجمع ان الاقصى حق لنا وليس لاحد من هؤلاء التطاول عليه أو تدنيسه وهذا الشيء غرس في داخلي منذ الصغر وأشكر والدي ووالدتي لانهما غرسا فينا حب الارض والتراب وحب الاقصى الذي لا نرضى لهؤلاء المحتلين ان يغتصبوه ونحن سنستمر ندافع عنه بهذه القوة وبقوة ايماننا.
* وعندما ذهبت إلى الاقصى في ذلك اليوم هل كان معك احد من أصدقائك؟
ذهبت لوحدي وكان هناك اصدقاء وزملاء ولكن لا استطيع معرفتهم فهناك الكل كان متلثما حتى أنا كنت متلثماً ولا نستطيع معرفة بعض وقد اخذت العلم من احد الاطفال الصغار بالقرب من الاقصى.
* وكيف صعدت للقبة؟
كان هناك سلم للترميم وصعدت من خلاله على فوق والحمد لله وتيسرت الامور.
* ومتى تعرضت للإصابة؟
من رصاص القناصة عندما كنت نازلاً من اعلى ولم اشعر بالاصابة في نفس اللحظة إلا بعد ان سقطت على الارض ونقلت للمستشفى.
* وماذا كان موقف والدك قبل ان تتوجه للاقصى في ذلك اليوم؟
الوالد كان يقول لي كن حريصا واحذر بالذات من القناصة ثم أنا لست أول واحد من اقاربي يصاب فهناك ابناء عمتي استشهدوا ويوم الجمعة الماضية استشهد ابن عم لي في الناصرة وقبله ابن عم لي استشهد في السجون الاسرائيلية وكذلك عمي شقيق والدي بترت رجله في الانتفاضة الاولى.
* أين تسكن في فلسطين؟
في القدس وغرفتي تطل على قبة الصخرة بل شباك غرفتي يطل على المسجد الاقصى ولا يفصل عنه سوى شارع واحد.
* المستشفى هنا ماذا قال لك عن حالتك الصحية؟
الحمد لله تم استخراج الرصاص وانا الآن بحاجة الى العلاج الطبيعي فقط.
* وهل ستواصل الانتفاضة ومقاومة الاحتلال إذا عدت إلى فلسطين؟
والله العظيم وان شاء الله سأستمر في المقاومة حتى يخرج آخر واحد اسرائيلي وسأستمر في رفع الاعلام بل سأنزع ايضا كل علم اسرائيلي أراه أمامي.
* كلمة لاخوانك في فلسطين؟
ألا يزعلوا ويتضايقوا من اي شيء وان يستمروا في المقاومة.
* كلمة تود قولها في الختام؟
هي كلمات وكلمات اقولها من داخل قلبي وأريد ان اخطها بدمي وهي كلمات شكر خاصة جدا بل أريد ان اوجهها وجها لوجه لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز يحفظه الله ولجميع المسلمين فأنا أريد ان اقدم له الشكر بقدر ما استطيع ان احكي وبقدر ما استطيع ان اعبر عما في داخلي واقدم له وكذلك لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد شكر كل فلسطيني على كل ما قدموه ويقدمونه لنا يوما بعد يوم.
والد أمجد
* جمال العكاوي والد أمجد ومرافقه في مستشفى الملك فهد بجدة يقول ان امجد هو أكبر الابناء لديه ولم يحزن لاصابته بل كان سعيداً وهو يرى ابنه الصغير 16 عاما وطالب في الصف الاول الثانوي وهو بهذه البطولة.
أبو امجد قال أتمنى ان يرتفع العلم الفلسطيني كل يوم جمعة فوق قبة الصخرة منوها في الوقت نفسه بكافة الفلسطينيين المشاركين في الانتفاضة الاخيرة وقال انهم كلهم ابطال وعليهم ان يواصلوا حتى تتحرر القدس.
ناصر الريزي
أنزل العلم الإسرائيلي
* الكثيرون وهم يراجعون شريط الاحداث في انتفاضة الاقصى الاخيرة لا ينسون ايضا ذلك الطفل البطل الذي صعد لاعلى احدى المستوطنات في غزة وقام بانزال العلم الاسرائيلي ليصيبه جنود الاحتلال برصاصهم الغادر ولكن بعد ان ادى ما قام به بنجاح.
ذلك الطفل هو ناصر عبدالكريم الريزي حيث يتلقى العلاج الآن في مستشفى سليمان فقيه بجدة بناء على مكرمة خادم الحرمين الشريفين بعلاج مجموعة من مصابي انتفاضة الاقصى الاخيرة في مستشفيات المملكة.
الجزيرة التقته حيث يعالج من اصابته ودار معه الحديث بصعوبة نظراً لتعرضه لبعض الاصابات الخطيرة.
يقول ناصر: اصبت في يوم 30/9/2000م وهو نفس اليوم الذي استشهد فيه صديقي محمد الدرة, وعندما سألناه عما هي اصابته لم يستطع ان يخبرنا وأدمعت عيناه.
* قلنا له إن شاء الله تعود وتنزل كل أعلام اليهود.
وهنا تدخل والده عبدالكريم الريزي المرافق له في المستشفى وقال: لقد تم استئصال الطحال واستئصال الكلية اليسرى وهو مصاب الآن بشلل نصفي.
ناصر يقول يوم تعرضي لهذه الاصابة كنت متواجداً وبعض الشباب بالقرب من مستوطنة نتساريم عند مفرق الشهداء وكان الضرب الناري ذلك اليوم من القناصة متواصلا وواصلنا نحن رمي الحجارة خاصة بعد ان شاهدنا بعض أصدقائنا وهم يصابون وكذلك عندما عرفت بخبر تعرض محمد الدرة ووالده للرصاص ونقلهم للمستشفى ولم اكن اعلم انه استشهد.
وكان تواجد العلم الصهيوني امامي يثيرني فذهبت على الفور اركض دون ان اشعر الى جهة المستوطنة لأتسلق على جدارها واصعد الى العلم وانزله لوضع العلم الفلسطيني مكانه وعندما قمت بانزال العلم الصهيوني ضربوني برصاصات مطاطية في قدمي ورصاص من نوع (دوم دوم) في الصدر من الجهة اليسرى.
ناصر أيضا لم يستطع مواصلة الحديث لحالته الصحية الحرجة فواصل والده قائلا: ان الرصاصة التي أصابته في الجهة اليسرى كانت (مدخلاً دون مخرج) وادت إلى نزيف داخلي في تجويف الصدر الايسر والبطن حسب تقرير مستشفى الشفاء بغزة.
والآن نحن نواصل علاجه هنا داعين الله ان يكتب له الشفاء.
ويكمل والده الحديث ليقول ان ناصر هو ابني الثاني كما ان هناك شقيقاً اصغر له عمره الآن سبعة اعوام ويعاني من شلل كامل منذ ان كان عمره شهرين حيث تعرض لغاز الاعصاب الاسرائيلي قبل سبعة أعوام.
|
|
|
|
|