سلامنا يمشي على أربعٍ
معلومة أسرارها لو نعي
فربعها الأول في فرحةٍ
يمضي، لفوز الفارس الألمعي
بعد صراعٍ حاسمٍ قاتمٍ
قاسٍ يثير الرعب في المضجع
نمضيه في زهوٍ بذي نشوةٍ
من موقع يسعى إلى موقع
يفيض بالبشرى على جحفلٍ
يقابل الإحسان بالأدمع
فاز، فأضحى صامتاً عابساً
كأنه في الوهن لم يشبع
وربعها الثاني يرادي به
لستر وجه الخطة الأبشع
وربعها الثالث يبكي على
ضياع تلك الخطة الموجع
وربعها الرابع مستنفر
لكسب صوت مخلصٍ أو دعي
ونحن في أرباعها أمة
من بلقعٍ نسعى إلى بلقع
ضاعت أمانينا سدىً كلها
فأين ما نبغي وما ندعي
الأرض ما عادت لنا مطمع
الفوز أضحى غاية المطمع
ياما حلمنا بالهدى والتقى
فيها وبالتاريخ والمصنع
من أجلها أو هامنا أصبحت
حلماً ثقيلاً سيء المقبع
وفي سبيل الأمل المرتجى
بئس بهذا المير والمكرع
عشنا بوادٍ قاحلٍ ممحلٍ
رجاء بعض الوادي الممرع
تصمرت أيامنا كلها
نرقب راعي البلسم الأنجع
نقول في قولٍ شديد الغوى
لذي سديد الفكر لم يشفع:
ولي غليظ الوجه منهزماً
وجاءنا ذو الأفق الأوسع
الراشد الساعي إلى نصفةٍ
يدري بجدواها ولم يخدع
أكرم بهذا الجهبذ المجتبي
أكرم بهذا المنصف الأشجع
وذاك لو يبقى فقدنا الهدى
وصال فينا صولة الأقرع
وذاك لو يأتي شربنا الأسى
ولا يفي بالموعد المزمع
وكلهم آتٍ وآمالنا
مبتورة مبثوثة المجمع
وكلهم آتٍ وأشلاؤنا
ما تلتقي إلا لكي تنشعي
وكلهم ماضٍ ولن يفتدى
من أي فرد موضع الإصبع
مواقف غريبة لو تر
مختلفات في عيون الوعي
متسقات في عيون الردى
متفقات في الهوى والسعي
يا أيها الساعي إلى حتفه
سعي حفي بالذرى الأمنع
وطالب النصرة من ظالمٍ
عن اقتراف الظلم لم يقلع
ومجحفاً في حق من هم له
درع يدني سورة الأبتع
هل قد جنى المحصول أي امرئ
لم يبغر الأرض ولم يزرع
إني رعاك الله في ظلمةٍ
لا أبصر الآتي ولا من معي
يارابعاً في مهمهٍ مهلكٍ
وحالما في طيب المربع
تراقب الطير الذي مادنا
من عشه يوما ولم يسجع
إلى متى وأنت في غفلةٍ
من مصرعٍ تهوي إلى مصرع
من أربع لأربع مثلها
ياليباب الوهم من مرتع
ياصاحب الوعي الذي يهتدى
به بهذا المظلم المشرع
هل غير رب الكون من ناصرٍ
لنا بهذا الموقف الأفظع
وهل سوى الرحمن من عادلٍ
لو يدعي بالعدل من يدعي
لله ياعصر النواح الذي
تأتي على ماظل في المنبع
رحى يشاء الله أنا لها
وأن هذا موضع المبضع
والله جل الله من عالمٍ
رب البرايا وَالِيَ المرجع
لو شاء أضحى في الورى ركع
له على النعمى من الركع