|
| عزيزتـي الجزيرة
سعادة رئيس تحرير صحيفة الجزيرة الموقر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,, وبعد
اشارة الى ما نشر بصحيفة الجزيرة بتاريخ 7/6/1421ه وتحت عنوان مريم نور كشفت المستور لكاتبه عمر بن عبدالعزيز الماضي والمتضمن عددا من الاستفسارات والخاصة بدور الهيئة وتفاعلها مع المجتمع ولإيضاح الحقيقة تود الهيئة الإفادة بما يلي:
يعتبر الغذاء ضرورة من الضرورات اللازمة لبقاء الانسان على قيد الحياة، وعند حدوث خلل لهذا الغذاء فانه يتحول الى عامل مضر على صحة وسلامة المستهلك، لذا فقد اهتمت الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس بقطاع الزراعة والغذاء وأعطته الأولوية المطلقة في خططها وسعت الى توفير جميع الامكانات بوضع الخطط اللازمة لاستكمال اعتماد المواصفات للموضوعات المتعلقة بهذا القطاع الحيوي لكي يواكب التطور السائد في مجال الصناعات الغذائية وربط المواصفات بخطط التنمية والتركيز على السلع والموضوعات التي تمس المستهلك بصورة مباشرة، حيث اعتمدت الهيئة ما يربو على الخمسمائة مواصفة قياسية غذائية 517 مواصفة قياسية على وجه التحديد من بين 1759 مواصفة قياسية معتمدة أي ما يربو على 29,4% من اجمالي المواصفات القياسية المعتمدة، وتعمل هذه المواصفات المعتمدة على تحديد الاشتراطات الفنية التي يجب توفرها في الغذاء وعبوات المواد الغذائية والحدود القصوى للمواد الضارة، وتكتسب أهمية خاصة في حالة المواد المضافة كالمواد الملونة أو الحافظة، وكذلك عند تحديد الميكروبات الممرضة وغيرها.
وفيما يتعلق بالمواد المضافة فان استخدام المواد المضافة في الأغذية قد ازداد معدله في السنوات الأخيرة حيث ارتبط بالنمو السريع والحديث للمنتجات الغذائية، مما جعل الحاجة ملحة لاستخدامها في العصر الحديث نتيجة اتجاه المستهلك الى استخدام المعلبات والأغذية المجمدة ذات فترات الصلاحية الطويلة، وتضاف هذه المواد عادة اما في صورة مواد ملونة لتحسين أو المحافظة على لون المنتج الطبيعي المرغوب للمستهلك، أو في صورة مواد حافظة لمنع التلوث الميكروبي والمحافظة على المنتج الغذائي من التلوث، أو في صورة مضادات أكسدة لمنع تأكسد بعض المكونات الأساسية مثل الدهون أو الفيتامينات أو زيادة اللزوجة ومنع التكتل,, الخ.
وفي الواقع لا يسمح باستخدام المواد المضافة في الأغذية الا بعد التأكد من سلامتها على المستهلك نتيجة لاجراء تجارب معملية لمعرفة تأثيرها الفسيولوجي والأعراض الإكلينيكية على حيوانات التجارب، ثم اجراء التجارب النهائية على متطوعين من الرجال والنساء للتأكد من المادة المضافة، ومن ثم الموافقة عليها من الجهات المختصة, ومن المعروف ان لكل مادة مضافة ما يسمى بالمقدار المقبول يوميا بحيث لا يزيد على نسبة معينة لكل كيلو جرام من وزن جسم الانسان، وتجتهد الشركات المصنعة على الا تتعدى هذه النسبة عند استخدام المادة المضافة.
وقد اهتمت الهيئة منذ نشأتها بالمواضيع التي تمس صحة المستهلك وسلامته، فأعطت الأولوية المطلقة للمواصفات التي تعالج مشاكل تهم المستهلك وخاصة المواد المضافة للأغذية، فقد كانت أولى المواصفات المعتمدة والخاصة ببطاقات المواد الغذائية تتضمن بنداً خاصاً اذا كانت المادة الغذائية المعبأة تحتوي على احدى المواد المضافة المسموح بها فيجب ان تتضمن قائمة المكونات بيانات عنها، ومن ثم اعتمدت المواصفات الخاصة بالمواد المضافة ومن أهمها:
1 المواصفة القياسية السعودية رقم 285/1999م المواد الملونة المستخدمة في المواد الغذائية.
2 المواصفة القياسية السعودية رقم 677/1994م المواد الحافظة المسموح باستخدامها في المنتجات الغذائية.
3 المواصفات القياسية السعودية رقم 678/1994م مضادات الأكسدة المسموح باستخدامها في المنتجات الغذائية.
ولم تكتف الهيئة باصدار المواصفات الخاصة بالمواد المسموح بها من المواد المضافة بل تقوم بمتابعة هذه المواد عالميا والموقف الدولي منها، واذا حدث الغاء لاحدى المواد تقوم بتحديث المواصفة الخاصة به حيث قامت مؤخرا بتحديث لمواصفة المواد الملونة، وأيضا تقوم حاليا بدراسة مستفيضة لامكانية اعداد مشاريع مواصفات خاصة بالحدود القصوى المسموح بها من المواد المضافة لكل منتج غذائي على حدة في حال توفر المراجع في هذا المجال.
أما فيما يتعلق بالعبوات الغذائية فان المواد البلاستيكية المستخدمة في تعبئة المواد الغذائية عديدة ومتنوعة منها ما هو مخصص لملاءمة الأغذية الباردة ومنها ما يتحمل درجات الحرارة العالية ولكل منها خصائصها المميزة لتتلاءم مع الغرض من الاستخدام، وفي هذا المجال فقد قامت الهيئة باعتماد المواصفتين القياسيتين السعوديتين التاليتين.
1 م ق س رقم 1149/1996م عبوات المواد الغذائية الجزء الأول اشتراطات عامة.
2 م ق س رقم 1301/1997م عبوات المواد الغذائية الجزء الثاني العبوات البلاستيكية اشتراطات عامة.
وقد تضمنت هذه المواصفات جميع الاشتراطات التي تضمن سلامة تلك المواد سواء كانت من النوع المخصص لملامسة الأغذية الباردة أو المخصص للأغذية الساخنة وأمان استخدامها في تعبئة المواد الغذائية ومن بين هذه الاشتراطات أن تكون جميع الخامات البلاستيكية المستخدمة في تصنيع عبوات المواد الغذائية ذات درجة غذائية معروفة المصدر والتركيب وألا تتسبب في أي مخاطر على صحة المستهلك، وان تكون الاصباغ والمكونات الأخرى المستخدمة في تشكيلها وتصنيعها غير سامة وغير قابلة للانتقال الذي قد يؤدي إلى تفاعلها واختلاطها مع المواد الغذائية وألا تتأثر العبوة بالحرارة أثناء تعبئتها أو قفلها أو تخزينها أو نقلها أو تداولها مما قد يؤدي الى تشويهها أو تغيير تركيبها وخواصها الكميائية والطبيعية أو زيادة احتمالات التفاعلات وانتقال المواد المضافة أو المواد الأحادية مثل مادة أحادي كلوريد الفينيل الا في الحدود المسموح بها في المواصفة كما نصت على كتابة البيانات الايضاحية على أغلفة العبوات البلاستيكية ومن هذه البيانات ذكر عبارة درجة غذائية ونوع المادة البلاستيكية والغرض ومجال الاستخدام وارشادات الاستخدام والتحذيرات ان وجدت.
ويتبين من خلال ما تقدم اهتمام الهيئة بهذا الموضوع الحيوي سواء من خلال اصدار التشريعات الملزمة أو توعية المستهلك في هذا المجال.
وتستند الهيئة عند اعدادها لهذه المواصفات القياسية على المراجع والمصادر الدولية المعترف بها ومن أهمها لجنة دستور الأغذية لجنة مشتركة من منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأغذية والزراعة وادارة الأغذية والأدوية الأمريكية، وتشريعات دول الاتحاد الأوروبي، وتسعى الهيئة الى تطوير اسلوب اعداد المواصفات من قبل لجان فنية تشكل لهذا الغرض والذي قامت الهيئة بتطبيقه مؤخرا بهدف زيادة مشاركة الأطراف المعنية في عمليات الاعداد وتشجيع المصانع والشركات الوطنية للاستفادة من هذا الاسلوب ودعمه لما له من انعكاسات ايجابية عليها وكذلك تقوم الهيئة بما لديها من امكانات بنوع من الرقابة على المصانع الوطنية وذلك من خلال منح علامة الجودة للمصانع على منتجاتها المستوفية لشروط منح العلامة ومن خلال الاجراءات الخاصة بإصدار شهادات التصدير للمصانع الوطنية، وتتولى أجهزة الرقابة والتفتيش الغذائي بالمملكة مسؤولية تطبيق المواصفة القياسية السعودية ووضعها موضع التنفيذ في جميع المراحل التي تبدأ بالانتاج أو الاستيراد وتمر بمراحل التصنيع والتخزين والنقل والتسويق.
وحرصا من خادم الحرمين الشريفين - يحفظه الله - على معالجة أي أمر يمس الصحة والسلامة، وجه المقام السامي الكريم بتكوين لجنة دائمة لسلامة الأغذية، وتم تشكيل اللجنة الدائمة لسلامة الأغذية طبقا لقرار مجلس الوزراء الموقر رقم 8 وتاريخ 10/1/1417ه برئاسة سعادة مدير عام الهيئة العربية السعودية للمواصفات والمقاييس وعضوية مندوبين من وزارة التجارة، ووزارة المالية والاقتصاد الوطني، ووزارة الصحة، ووزارة الزراعة .
وتتلخص أهدافها في متابعة سلامة الأغذية وتفادي أية مخاطر في الوقت المناسب والرفع بما تقتضيه المصلحة العامة للتوجيه بما يلزم من احتياطات وتدابير وقائية وهي بذلك تعتبر قناة اتصال وتعارف وتنسيق مستمر بين جميع الجهات المعنية بمسألة الغذاء بما يتيح شمولية القرارات وعدم تعارضها أو ازدواجيتها واتخاذ القرارات الملائمة في الوقت المناسب لضمان المواجهة السريعة والحاسمة لأية مخاطر تتعلق بسلامة الأغذية وصحة المستهلك وثرواته الوطنية، ومن مهام اللجنة دراسة كافة الموضوعات الحيوية الغذائية التي تمس سلامة وصحة المستهلك والتي تحتاج الى آراء علمية واستشارات فنية وتنسيق الجهود المبذولة من جميع الجهات المعنية بشأن سبل معالجتها ومن ثم الخروج بتوصيات مناسبة بشأن كل موضوع.
ومن الواضيع التي تناولتها اللجنة دراسة مخاطر بعض الأمراض الحيوانية على الصحة العامة والثروة الحيوانية مثل مرض جنون البقر ومخاطر استخدام محفزات النمو من هرمونات ومضادات حيوية في الانتاج الحيواني وسبل تلافي هذه المخاطر بالاضافة الى المواضيع المتعلقة بالتلوث الغذائي ميكروبيولوجيا وكيميائيا واشعاعيا ومشاكل تداول واستخدام مبيدات الآفات والحدود القصوى من بقاياها في المنتجات الغذائية وتدعيم الأغذية بالفيتامينات والمعادن والأغذية المعدلة وراثيا وغيرها من المواضيع المستجدة في الساحة الدولية والمتعلقة بالأغذية وسلامة المستهلك.
وفي مجال التوعية والإعلان، فإن الهيئة تعطي هذا الجانب اهتماما كبيرا لما له من تأثير على توعية وإرشاد المستهلك ليكون على دراية وعلم بما يدور حوله من مستجدات تمس صحته وسلامته، لذا فان الهيئة ومن خلال مجلة المستهلك التي تصدرها هيئة المواصفات والمقاييس لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والتي تتولى الهيئة أمانتها، تقوم بطرح مختلف القضايا التي تهم المستهلك بالمملكة، كما تتابع المواضيع المؤثرة على صحة وسلامة المستهلك وذلك بعرض مختلف الآراء العلمية والاجراءات اللازمة لحماية المستهلك والحفاظ على الثروة الحيوانية والنباتية، هذا الى جانب المواضيع الأخرى التي تساعد القارئ على الاستفادة وتكوين حصيلة ثقافية لابد منها في عالمنا المعاصر، كما أصدرت الهيئة بعض المنشورات والكتيبات الارشادية مثل التسمم الغذائي، ودليل ارشادي للرضاعة الطبيعية بالاضافة الى القيام والمشاركة باعداد ندوات ودورات تدريبية تعنى بشؤون المستهلك وكيفية الحفاظ على صحته وسلامته, وتقبلوا أطيب تحياتي.
مدير عام الهيئة
|
|
|
|
|
