| الاخيــرة
هل يمكن أن يستغني أطفالنا عن الوجبة السعيدة (Happy Meal) من ماكدونالدز و(برجر كينج)؟!
هل يمكن أن يستغني شبابنا عن سيارات فورد وكابريس وكراون فيكتوريا وكاديلاك وما إليه؟
هل يمكن أن يستغني نساؤنا عن مستحضرات التجميل الغربية والأمريكية وعن الميكروويف وغسالات جنرال موتورز؟
هل يمكن أن يستغني رجالنا عن اي,بي,ام كمبيوتر وعن خدمات البنوك والبورصة الأمريكية؟
هل يمكن أن يستغني شيوخنا عن الفياجرا؟
هل يمكن ان نقاطع ميكي ماوس ولو على سبيل العتب؟
قد يحلو لبعض المحللين السياسيين الضلعين في الترويج لروح الاستسلام أن يقول إن مقاطعة البضائع المستوردة لم تعد مجدية في ظل نظام التجارة العالمي والشركات العابرة للقارات والتبادل الإلكتروني للمنتجات,, وأن مثل هذه الأسئلة تنتمي الى مرحلة السبعينيات الميلادية، إلا أن ذلك ليس صحيحاً وقد أصبحت الخصخصة العمود الفقري للحكومات.
تدخل احتفالات المجازر الحيّة التي يقيمها العدو الإسرائيلي للشعب الفلسطيني الأعزل أسبوعها الرابع وليس من بارقة أمل تلوح في الأفق، وليس من عود كبريت واحد يضل طريقه من العالم العربي الى الحصار الفلسطيني.
ما يجري على الأرض الفلسطينية، ما يبديه العدو الاسرائيلي من سياسة المنهزم الذي يضرب في كل اتجاه تحت سلطة اليأس وبالمقابل ما يبديه الشعب الفلسطيني من صمود بطولي، يذكرنا بحالة العنف العنصري الذي كانت تبديه الأقلية البيضاء والنضال العنيد الذي كانت تبديه الأكثرية الافريقية حين اقتراب سقوط نظام الإبرثييد ولكن هل كان ذلك النظام العنصري سيسقط الى الأبد لو أن المجتمع الدولي التزم الموقف المتفرج الذي يلتزمه اليوم حيال ذبح أطفال وشباب انتفاضة الأقصى.
إن الضغط السياسي لمؤازرة التضحيات التي يقوم بها الشعب الفلسطيني ولتعديل ميزان القوى مطلب ملح لتتوج انتفاضة الأقصى بتراجع العدو الإسرائيلي، وليس مجرد لعبة إعلامية, ولهذا جاءت نتيجة القمة العربية مؤلمة للآمال لأنها لم ترق حتى إلى هذا المطلب السياسي البسيط.
ومع الأسف فيما جاء تعليق الصحف العربية بوجه عام على البيان الختامي للقمة العربية تعليق مرتبك متردد بين مديح الأبواب العالية ورثاء الذات، جاء تعليق الصحف الأجنبية تعليقاً فاضحاً ولاذعاً.
ومما جاء فيه أنه على الرغم مما جاء في البيان من لغة غاضبة، أغضبت إسرائيل كما ادعى رئيس وزراء العدو إلا أن القمة في واقع الأمر لم تخرج بأي نتيجة ذات بال قد تؤثر على ميزان القوى بين العدو الاسرائيلي وبين الفلسطينيين الذين يواجهون الذخيرة الحيّة بصدور عارية, فلا علاقات تجارية قطعت، ولا سياسة تطبيع جرى التراجع عنها، ولا سفارات للعدو أغلقت.
فماذا لو سئلت القمة العربية نفسها إن لم يكن شعوبها بعض الأسئلة التي جاءت في مطلع المقال وسواها, ألم يكن هذا حرياً بأن يجعل شعوبها وليس بالضرورة هي، تلعب ورقة الضغط السياسي المطلوبة.
إلا أن الوقت لم يفت بعد والحمد لله على مثل هذه الإجراءات البسيطة لمساندة انتفاضة الأقصى ولو عن بعد, هذا ولله الأمر من قبل ومن بعد.
|
|
|
|
|