| الثقافية
** في الاسبوع الماضي كتبت انطباعات عن المجموعة القصصية (وحدي في البيت) للكاتبة أمل الفاران، ولكنها نُشرت في زاوية الزميل محمد القشعمي، بسبب خطأ إخراجي ربما، وايضاً لم تنزل الزاوية الاسبوع قبل الماضي لنفس السبب، وفي هذه الزاوية بقية الانطباعات عن هذه القصص.
** قلنا في البداية ان قصص (وحدي في البيت) تُركز على محاولة التمسك بالحكاية باعتبارها حجراً لزاوية في النص القصصي، ويتضح هذا الحرص عندما نتتبع مسار الشخصيات والأبطال الذين يعيشون حكايات واضحة جداً ولها بداية ونهاية واضحة، لكن ما بين البداية والنهاية نرى ما يمكن تسميته لعبة فنية تحاول القاصة أن تطورها من نص إلى نص، وربما بلغت هذه اللعبة ذروتها الفنية في نصين (وحدي في البيت) و(حياتي) لكن هذه اللعبة تظل ضمن حدود إمكانات وخبرة وتجربة الكاتبة، لعبة قابلة لأن تكون أكثر جرأة وأكثر مغامرة، وأكثر انفتاحاً على الفن بأبوابه الواسعة وخصوصاً على اللغة التي تبدو غير مستقرة في بعض النصوص، وربما نستطيع القول بأنها مازالت غير قادرة على التعبير عن إضاءات وصور فنية وإبداعية تختزنها الكاتبة وتريد إخراجها للنور لكي تثبت وجود كاتبة متميزة في ساحتنا الأدبية المحلية.
** يتوصل طموح الكاتبة القصصي وتتواصل الصور الإبداعية ومعها تتواصل اللغة غير المتحققة نسبياً في بعض النصوص القصصية لكتاب أمل الفاران الأول (وحدي في البيت) ويكشف ذلك بوضوح قصة (حياتي) التي تحمل بذور أفكار جديدة وصور إبداعية تحاول إثبات وجودها الأول بكل طموح وحب لهذا الفن ولكن ما يُؤخذ عليها تلك الرغبة الجامحة في محاولة الاقتراب من اللغة العامية على حساب اللغة العربية الفصحى,, في كثير من المقاطع التي يغلب عليها طابع الحوار: حتى سكتت عن الكلام غير المباح وصكت السماعة بثقة وهي تضغط على كل حرف أجابت: ما أنا برايحة حياتك أعجبتني وما أبغي أفرط فيها ,, وأرى أن مثل هذه التقاطعات في لغة القصة تؤثر على تماسكها وعلى قوتها وعلى جمالها ايضاً، لأن اللغة دائماً هي سيدة النص الأدبي وهي القادرة على الارتفاع به إلى الأعلى أو الهبوط به إلى الأسفل على كل المستويات، لكن هذا طبعاً لا يقلل من فكرة نص حياتي بالذات، وهي فكرة ممتعة وكان النص قابلاً للاسترسال لو ان الكاتبة تمهلت عليه وأضفت عليه من روحها القصصية التي رأيناها في (وحدي في البيت) ولو اردنا ان نُقارب قليلاً لقلنا ان هناك ارتباطاً وثيقاً بين قصة وحدي في البيت وقصة حياتي فعندما استطاعت البطلة ان تمكث وحيدة في البيت ليوم كامل وهذا ما تريده، ان تبقى في البيت وحيدة لكتابة روايتها، تحقق ذلك في قصة حياتي المتممة للقصة الأولى: منذ أكثر من عام ببالي فكرة رواية عظيمة، وهي فكرة رائعة، طبعاً لن احكيها لكم حتى لا تُسرق فلست ممن يلقون افكارهم على قارعة الطريق .
ونصل الى جوهر نص حياتي عندما تقول: ومتى انتهيت من كتابة روايتي أعيدها له ليتم عليها تجاربه, ماذا اقول لكم عنها؟ إنها انا, فقط هي أهدأ قليلاً، أكثر إطاعة لأمي، اشد حناناً مع جدي، خدومة لإخوتي صموتة كما يتمنى أبي ومجتهدة كما تريد معلماتي ذلك أني جعلتها تنوب عني حتى في المدرسة .
** حملت المجموعة (12) نصاً قصصياً هي: على الطريق، نهاية، نعي، غياب، سالم، آخر فرصة، مناوبة، وحدي في البيت، حياتي، فارس، رحلة، إحساس، وصدرت في (100) صفحة من القطع الصغير، تختمها بقصة (إحساس) المكتوبة بضمير المتكلم ويتجلى فيها بالفعل موهبة القاصة ومشاعرها الرفيعة ازاء افكار إنسانية سيطرت على كامل هذا النص المليء بالهواجس العفوية الجميلة وقليل المشاكل اللغوية، لكننا ننتظر الأفضل من هذه الكاتبة في النصوص القادمة بعد ان تكتسب المزيد من الخبرة، وتكتشف المزيد من أسرار ومفاتيح الكتابة القصصية بعد ان قدمت في هذا الكتاب جزءاً من طموحها الفني الكبير الذي كان واضحاً في تلك النصوص الإبداعية فعلاً.
|
|
|
|
|