| مقـالات
يعد البحث العلمي من مهام الجامعات الرئيسية بجانب التدريس وخدمة المجتمع, وتخصص الجامعات في كل مكان ميزانيات كبيرة وضخمة لمشاريع البحث العلمي وتخصص له الدول المتقدمة جميع الإمكانات والمصادر المالية والبشرية والآلية، فما وصلت إليه، من تقدم علمي بارز وطفرة تكنولوجية كبيرة وسيطرة وهيمنة في مجالات كثيرة تم عن طريق البحث العلمي فقد كتبوا وبحثوا ونقبوا واكتشوا ودرسوا واخترعوا واستنبطوا في جميع مجالات الحياة فغاصوا في أعماق البحار وتسلقوا اعالي الجبال ودخلوا في غياهب وحمرات الجسم الانساني ووصلوا الى الغابات الافريقية والاسترالية والبرازيلية وغيرها وتوصلوا الى ما فيها من كنوز بيئية حيوانية وطبيعية وتحتاج الدول النامية بالذات الىالاهتمام بالبحث العلمي والعناية به وتخصيص الميزانيات المناسبة له حتى تحاول أن تلحق بما فاتها, مناسبة هذا الكلام ما جاء في جريدة الوطن في عددها الرابع من أن مركز أبحاث جامعة الملك عبدالعزيز يتعرض لعوائق مالية وادارية حالت دون تحقيق الأهداف الاستراتيجية والعلمية والطبية التي كانت من الاسباب القوية وراء انشائه وافتتاحه قبل ثماني سنوات بتكلفة بلغت 128 مليون ريال.
والجامعة تحتاج لمركز بحثي متخصص يجري الأبحاث والاكتشافات العلمية ويقوم بمهام استكشافية وتعليمية وتدريبية, واذا فقدت الجامعة مثل هذا المركز فإنها تفقد جزءاً رئيساً من مهامها وتصبح مهمتها الإعادة والتكرار دون استنباط أو تجديد خاصة اذا كان هذا المركز موجوداً ولكنه غير مستغل كما هو حاصل في مركز أبحاث جامعة الملك عبدالعزيز، حيث ذكرت صحيفة الوطن أن محطة تلفزيونية متكاملة ومجهزة بتقنيات متقدمة تتعرض للإهمال وكان من الممكن استغلالها في إحداث طفرة نوعية في مجال تدريس وتدريب الكليات الطبية ببث العمليات الجراحية التي تتم في غرفة العمليات بالمستشفى على الهواء مباشرة ونقلها للطلبة والدارسين داخل قاعات المحاضرات الى مواد تلفزيونية مسجلة يسهل تناولها.
وإمكانات رهيبة لا يتم الاستفادة منها بالرغم من توظيف الكثير من الدول لأقل من هذه التقنية في مجالات البحث العلمي والتدريس وعقد المؤتمرات, ان التدريس عن طريق التلفاز ونقل المؤتمرات المرئية والعمليات الجراحية حيّة على الهواء أصبحت من إحدى الطرق الفاعلة والمؤثرة أولاً في عمليات التدريس والتعليم في المجال الطبي وثانياً في اكتشاف الحلول لبعض الأمراض المستعصية والتعلم حول بعض الأوبئة التي قد لا تكون معروفة في البيئة المحلية وثالثاً اكتساب الخبرة والاستفادة من خبرات الآخرين وتبادل الرأي, نحن نريد ان نوسع من عالم البحث العلمي ونكثر من المراكز البحثية وندرب الباحثين الجدد ولا نريد أن نقصر على مراكز البحوث مالياً أو بشرياً، فالبحث العلمي يرتبط بالمجتمع ويحاول أن يجد الحلول لكثير من مشاكله سواء كانت طبية أو تربوية أو اجتماعية أو زراعية أو صناعية وقد لا تظهر نتائج البحث العلمي مباشرة وقد لاتكون آنية أو ملموسة مرئية فهي تحتاج لوقت يكون طويلاً لتظهر الآثار ويبدأ الانتاج وجني المحصول ومع وجود المراكز البحثية والاهتمام بها وعلى المدى الطويل وبتوفر الخبرة وتسخير الامكانات فان نتائجها تكون أسرع ومردودها يكون أكبر والجميع يهتم بالابحاث الطبية ونتائجها لأنها تتعلق بصحة الانسان وجسده وحياته وراحته لذلك نجد أن نتائج اي دراسة طبية او تجربة علمية أو كشفاً دوائياً يكون مثار الحديث والتساؤل عن امكانية الاستفادة من هذه النتائج أو هذه الأدوية الجديدة ومتى ستتوفر في السوق أو المستشفيات ومتى سيستفيد منها الناس, شيء مهم ايضا ان تستمر المراكز البحثية في الدراسة والبحث ولا تتوقف عند نتيجة معينة او كشف معين فما يكتشف اليوم قد لا يكون صالحاً للغد وقد يكتشف أفضل منه بعد الغد.
ونحن نرى مقدار الدراسات وكثرتها التي تجرى حول بعض الأمراض مثل السرطان والإيدز وأمراض القلب وغيرها,, كل ذلك من أجل الوصول لعلاج لهذه الامراض المستعصية والخطيرة لكي يحيا الانسان حياة سعيدة وصحية وهادئة وهذا ما تقوم به مراكز الأبحاث العلمية, وعلى رب العالمين الاتكال.
|
|
|
|
|