| مقـالات
لسنا بدولة مواجهة، ولانئن ولله الحمد تحت وطأة استعمار، بل وبكل صراحة لدينا من الثراء ما هو قمين بدفعنا الى (الترف) وما يرتبط بالترف من أنماط تفكير وسلوكيات, ومع ذلك فنحن دائما في قلب الحدث ومسرح المواجهة (قلبا وقالبا)، حيث نهب رسميا وشعبيا بمجرد ان يحدث اي حدث في اي قطر عربي بل ونبذل من الجهود ما نستطيع (وأكثر) احقاقا لحقوق تفرضها الاخوة والعقيدة والهوية والمصير المشترك، ومع كل هذا فمنذ وقت ليس بالبعيد كان طرح سؤال أي سؤال ذي علاقة بالقومية العربية يكاد ان يوحي من طريقة وسياق طرحه وكأن السعوديين غير معنيين به بل وكأن ليس لهم به اي علاقة أو ارتباط! السؤال إذن هل للقومية العربية نصيب منا؟,, هل يا ترى اننا قوميون؟,, أعتقد أن (نعم ومليون نعم) هي الاجابة الصحيحة لتساؤل طالما أجابته بهدوء مواقفنا التاريخية المشرفة تجاه كل القضايا العربية وحتى حينما كانت مملكتنا الغالية في طور التأسيس وكما تشهد مواقف المؤسس الملك عبدالعزيز أغدق الله عليه شآبيب رحمته, بالفعل إننا أبعد ما نكون عن القومية عندما تكون قومية ضيقة، قومية مستعارة ممسوخة، قومية شرق او قومية غرب، قومية مساومات ومهاترات وشعارات زائفة مستهلكة دفع بسببها عالمنا العربي ثمنا مؤلما لاتزال ابعاده تتجلى حتى يومنا هذا, إن قوميتنا قومية اصالة متأصلة في أعماقنا,, بوفائنا,, بقدرتنا تاريخيا على (تقمص) أدوار المأساة اينما حلت في عالمنا العربي بغض النظر عن الجغرافيا,, انها قومية (فاعلة) لا انفعالية مجعجعة (بلا طحين!)، الأمر الذي يمكن القول ان هذا سبب من اسباب عدم تحولها الى شعارات اعلامية استهلاكية فارغة في الاذهان الفارغة، اننا وبمجرد ان يدعو الداعي نتداعى تلقائيا فنبادر بالعطاء والتضميد والتضحية والايثار بل والجهاد وعندما تسمح ظروف السياسة والحدود, ان ما رأيتم تلفازيا من تسابق افراد الشعب السعودي الكريم على تقديم العون (الواجب) عليهم تجاه اخوانهم الفلسطينيين لا يكاد ان يكون شيئا قياسا على ما لم يكن في وسع أجهزة الاعلام (تقنيا) نشره، ومع ذلك فلسان حال (الضمير الجمعي) هنا يقول ان ما قدم ليس سوى جزء ضئيل من حقوق يفرضها الواجب وتحتمها القومية العربية؟ اننا نعتقد بأن قوميتنا اكبر من مسألة (الدافنيشن) أو المصطلح اللغوي للقومية الذي قد تكون (مصطلحيته) وقد كانت مرارا وتكرارا عرضة للتجريد فالتأويل فالمساومة والمزايدة حتى الخيانة, إنها العروبة الحقة الساكنة بساكن جزيرة العرب، إنها نظافة الداخل (فكريا) من آفات وفيروسات الايديولوجيات المستوردة وبالتالي معرفة (الموقع) فالحفاظ عليه زمانا ومكانا وعقيدة ونهجا, بالمناسبة، أذكر ذات سفر وبينما كانت الطائرة تعبر بنا المحيط الاطلسي ان أطلعني الراكب السعودي الجالس بجانبي على كتاب لمؤلف صهيوني (نسيت عنوان الكتاب لبعد العهد به) يحذر فيه من ان الوجود العربي في امريكا وعلى وجه الخصوص وجود الطلبة السعوديين هناك! يمثل خطراً وايما خطر على المسألة الاسرائيلية في (الذهنية!) الأمريكية,, حقا لقد نطق هذا الصهيوني الملعون (بالحق).
|
|
|
|
|